الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
صديقي خائف من حمل هاتفه النقال

بواسطة azzaman

فم مفتوح .. فم مغلق

صديقي خائف من حمل هاتفه النقال

زيد الحلي

 

اعتدتُ ان اراه دوما يحمل في يده اكثر من هاتف نقال، وقبل ان يجلس، يضع  هاتفيه  بتأن على  الطاولة، وحين يرن احدهما اجد الفرح يعتليه،  فيما المس عبوسه حين يرن الآخر.. لم اسأله يوما عن تناقض حالتيه.. لكن في زيارته لي يوم الجمعة المنصرمة، لاحظته خالي الوفاض من هاتفيه، توقعتُ انه نسيهما في سيارته ، لكنه ادرك ما في بالي، فسارع بالجواب بالقول، انه لم يعد يحمل اجهزة الهاتف المحمول، خوفا من حدوث، مشابه لما حدث في بيروت من تفجيرات الهواتف (يقصد هواتف البيجر) ولم يكتف بالتبرير ، بل قام دون ان يستأذن ، بحمل هاتفي النقال، وخرج به مسرعا الى حديقة الدار، واضعا الجهاز على كتف (ارجوحة) الحديقة!

لم اعتب عليه، فهو صديق قديم، غير اني  استغربت من سلوكه هذا،  وبقى استغرابي حبيس الصدر، وفي ثنايا حديثنا، عرفتُ ان قلق الصديق بمحله، فالأخبار تتوالى عن تفجيرات الهواتف في لبنان وفي سوريا ، وربما في اقطار اخرى لم تُذكر، وهي لم تقتصر على نوع معين، بل تشير الانباء الى تنوعها.. وهنا اسأل: اليس من واجب الجهات المختصة ان تصدر بيانا مسهبا، يبعد القلق عن المواطنين من خلال توضيحات، ونصائح علمية؟

وايضا، ماذا يضير الفضائيات العراقية من تقديم لقاءات مع شخصيات مرموقة في علم التكنلوجيا، ولاسيما برمجيات اجهزة الهاتف النقال، والنصائح بما يجعل المواطن يشعر بالأمان من هول ما يسمع ويشاهد من اخبار تلك التفجيرات.

سادتي ان القلق يُعدّ من أقوى المشاعر الانسانية، وله تأثيرٌ قويٌ في العقل والجسم وعلى الاسرة بأجمعها ، وهو ردة فعل الإنسان على تهديد معين، وهل هناك اهم من تهديد تحمله انت في حلك وترحالك؟ وان اضطراب القلق  هو حالة نفسية خطيرة على الفرد والمجتمع.. وكلنا يأمل ان تبادر الهيئات المعنية بإجراء سريع لتوضيح ما يخفى على المجتمع، قبل ان نجد ملايين من اجهزة الهاتف النقال مرمية في الانهر خلاصا من قلق بات لصيقا بالمواطنين.

 

Z_alhilly@yahoo.com


مشاهدات 124
الكاتب زيد الحلي
أضيف 2024/09/21 - 3:24 PM
آخر تحديث 2024/10/03 - 5:33 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 46 الشهر 2221 الكلي 10031944
الوقت الآن
الأحد 2024/10/6 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير