متعاف من الإدمان: التعاطي تجربة سيئة أحاول تخطّيها

ناشطة تحذر عبر (الزمان) من تأثير المخدرات على زيادة نسب تعنيف الأطفال

بغداد - ابتهال العربي   

اعتقلت وزارة الداخلية، مدمن مخدرات عنف أطفاله بطريقة وحشية في بغداد، بحسب مديرية حماية الأسرة والطفل في الوزارة. وذكر بيان للمديرية تلقته (الزمان) امس انه (بعد وردود مناشدة عبر الخط الساخن لمديرية حماية الأسرة والطفل، تفيد بوجود أطفال معنفين من قبل والدهم، في منطقة أبو دشير، تم انطلاق مفرزة من قسم حماية الكرخ، وبعد تفتيش الدار بأمر قضائي اعتقلت الوالد، كما نقل الأطفال الى مستشفى لتلقي العلاج، بعد ملاحظة آثار تعذيب). وتسعى جهات أمنية وأكاديمية الى مواجهة مشكلة انتشار المخدرات، كما تتجه الحكومة الى انشاء مصحّات لعلاج المدمنين ودعمهم نفسياً وصحياً، لضمان شفائهم وابتعادهم عن المخدرات دون عودة، ووضع خطط لمنع مرور المواد المخدرة. وذكرت الناشطة والخبيرة في علاج الادمان، ايناس كريم، لـ (الزمان) امس ان (الإدمان اصبح ظاهرة طبيعية في كثير من البلدان، لان الناس اخذت تألفه نتيجة زيادة الاقبال عليه كنوع من المهدئ النفسي)، مبينة ان (الإدمان مرض يمكن معالجته بمراكز التأهيل طبياً، ونفسياً عبر تنمية الذات والترفيه والتعليم، وتلقي دورات مهنية، وإيجاد حلول للتحديات التي تواجه المدمن، وزرع محبة الحياة بداخل المريض من جديد)، وأوضحت كريم ان (الاكتئاب النفسي كثيراً ما يسبب الإدمان على المواد المخدرة)، محذرة من (وصول المدمنين الى مرحلة الانتحار اوتعنيف اسرهم)، وحول سؤال (الزمان) الخبيرة عن طبيعة العلاقة بين الإدمان والتعلق بالاشخاص، اكدت ان (التعلق بالاشخاص القريبين مثل الاهل والأصدقاء او الاحباب هو ادمان كبير، كما يعد استمرار الأشخاص على سلوكيات معينة وعدم القدرة على مغادرتها هو نوع من الإدمان، مثل السهر والتدخين والتفكير السلبي وملازمة الهواتف النقالة، والتمسك بالشخصيات السامة وغيرها من العادات التي تؤدي مع مرور الوقت الى خلق حالة من التعود الذي يسبب الإدمان).

فقدان الوعي

لافتة الى ان (المخدرات هي الإدمان الأكثر خطورة، لان المدمن يلجأ اليها رغبة منه بالنسيان او فقدان الوعي، وذلك ناجم عن الافتقار للتعليم وزيادة نسبة الجهل، وشعور البعض بالتهميش)، وأضافت كريم ان (التحديات الاجتماعية والاقتصادية التي يواجهها الشباب تدفع بهم الى الإدمان والتجارة بالمخدرات)، مشددة على (ضرورة الاهتمام الحكومي الجاد، وتكثيف جهود تتناسب مع حجم المشكلة). ويؤكد خبراء اجتماع ان (تفاقم انتشار المخدرات بين الشباب يحدث بسبب قلة الوعي، وفقدان الاهتمام والرعاية من قبل الاسرة، وغياب الحلول الحكومية التي تعالج الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، فضلاً عن وجود شبكات داخلية تسهل لدخول تلك السموم وانتشارها)، ودعا قانونيون الى (تشديد العقوبة على المتاجرين بالمخدرات، وتطوير أنظمة الرقابة للكشف المبكر عن المواد المخدرة، وكبح نشاط العصابات الداخلية والجهات المتنفذة والمستفيدة من تجارة المخدرات، ومنعهم من التسبب بموت او ضياع الاف الشباب). من جهته أوضح احد المتعافين في مراكز الإدمان، امس انه (تلقى الارشادات الدينية والعلمية خلال فترة علاجه)، قائلاً (تعلمت الصلاة والاعتياد على قراءة القران)، وبين ان (ادمانه بدأ بالتعاطي مع صاحب السوء الذي اقنعه بأن هذه المادة تمنح الطاقة خلال العمل).

ساعات طويلة

مشيراً الى ان (عمله بسيارة التكسي لساعات طويلة شجعته على استساغة الفكرة ثم الإدمان)، واعرب عن (دخوله في حالة انتعاش خلال التجربة الاولى ودخول المادة المخدرة الى جسمه)، وتابع ان (صديقه كان يموله بالمخدرات مقابل توصيله وتخليص مشاويره وعائلته بالمجان، لانه وصل الى مرحلة الإدمان بعد عام)، بحسب تعبيره، واكد (التعاطي تجربة سيئة واحاول نسيانها). من جانبه قال احد تجّار المخدرات، في شريط فيديو تلقته (الزمان) من مكتب مكافحة المخدرات، ان (ادمان المواد المخدره دفع به الى الضياع)، مبيناً ان (المخدرات كانت سبباً في بيعه منزله، وهو المأوى الوحيد له ولأطفاله)، واوضح انه (بسبب الإدمان اتخذ قراراً خاطئاً، ودفع ثمنه عشرون سنة)، وأضاف (صرفت 50 الف دولار من المبلغ، ولم استطع استعادة منزلي رغم اتاحة الفرصة لي بإسترجاعه)، مشيراً الى (تأثير أصدقاء السوء عليه في تلك الفترة، والذين عرضوا عليه تجارة المخدرات لتأمين المبلغ المطلوب)، واكد ان (جهود وزارة الداخلية واضحة في هذا الملف، بموجب وصولها اليه، ولتجار اعلى منصباً منه في الترويج والتوزيع، لمنع وصول هذه المواد السامة الى ايدي اطفاله)، على حد وصفه.