شموخ العلماء
حسين الصدر
-1-
لشيخ الإسلام ( عز الدين بن عبد السلام ) تاريخ ناصع يشهد له بالشجاعة وايثار مصالح الاسلام على كل المصالح الدنيوية .
-2-
ولقد كان عزيزاً حقا ،
وانّ العزّة لله ولرسوله وللمؤمنين كما نص على ذلك القرآن الكريم
-3 –
جاء في التاريخ :
انه التقى في يوم عيد في القلعة مع السلطان نجم الدين أيوب المتوفى سنة 647 هـ وحوله حاشيتُه وأزلامه يحفوّن به في خضوع مطلق ، فناداه شيخ الإسلام عز الدين باسمه المجرد الخالي من الألقاب والتفخيم ،
ولما ساله أحد طلابه عن سبب لقائه بالملك على ذلك الوجه ، قال له :
يا بُنيّ :
لقد رأيتُه في تلك العظمة فأردتُ أنْ أُهِنَيهُ لئلا تكبر نفسه فتؤذيه ،
فقال له :
أما خِفْتَه يا سيدي ؟
فقال :
يا بنيَّ :
والله لقد استحضرتْ هيبة الله فصار السلطان قزماً أمامي كالقط
وهكذا هو شموخ العلماء الربانيين في تعاملهم مع السلطويين .
-4-
والدرس المستفاد من هذا الموقف هو استحضار هيبة الله وعظمته للصمود على الحق والثبات على المبادئ، بعيداً عن المداهنات والمجاملات الرخيصة للسلطويين وأصحاب المناصب العليا .
ان العلماء هم الحكّام على الملوك وليس العكس متى كان العلماء من الربانيين المخلصين .