الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
من الخلل إلى الأمل

بواسطة azzaman

من الخلل إلى الأمل

شيرزاد نايف

 

في خضم أتون إقليمية متفاقمة، حيث تتسارع موجات العنف والتهديدات الأمنية إلى مستويات غير مسبوقة، تصل الأمور أحيانًا إلى حافة اغتيال القيادات، تأتي زيارة الرئيس الإيراني مسعود بزيشكيان إلى العراق كحدث مفصلي يعكس الرمزية والأمل. بعد زيارته لبغداد، كان وصول بزيشكيان إلى أربيل محط أنظار العالم كدليل على التحول المرتقب في العلاقات بين إيران وإقليم كردستان.

في فترة سابقة، كانت أربيل تشعر بالاستياء تجاه تصرفات إيران قبل أن يتولى بزيشكيان مقاليد الحكم. إلا أن هذه الزيارة تمثل قفزة نوعية في مسار العلاقات بين الطرفين، حيث تجسد رؤية نيجيرفان البارزاني الحكيمة في تحويل النزاعات إلى فرص حقيقية للسلام والتعاون الدولي. تجسد هذه الزيارة نقلة نوعية نحو الاستقرار الإقليمي، متزامنة مع لحظة حرجة من تصاعد النزاعات، مما يحذر من عواقب وخيمة على استقرار المنطقة.

إدراكاً منه لهذه الظروف الدقيقة، سعى نيجيرفان البارزاني إلى ترسيخ مفهوم أن السلام لا يمكن تحقيقه عبر تصعيد النزاع، بل من خلال استراتيجيات فعّالة لتخفيف حدة العنف وتعزيز التعاون. في هذا السياق، تجسد زيارة الرئيس بزيشكيان، التي وصفت بأنها «فريدة» و»غير مسبوقة»، هذا النهج الطموح نحو السلام.

كان الاستقبال في أربيل بمثابة تجسيد للقيادة الحكيمة، لم يكن مجرد بروتوكول رسمي، بل كان رمزًا للمرونة الاستراتيجية التي يتمتع بها نيجيرفان البارزاني. فقد سعى البارزاني، القائد ذو الرؤية البعيدة، إلى تنظيم استقبال يعكس التزامه العميق بتحقيق السلام الإقليمي وتعزيز التعاون الدولي. وصف البارزاني العراق كمركز استقرار محوري، مما يعكس رؤيته الشاملة لتعزيز العلاقات مع الجيران ومواجهة التحديات المشتركة بفعالية.

الأهمية البُعد الدولي في هذه الزيارة هو ما يميزها حقًا. تكتسب زيارة الرئيس الإيراني إلى إقليم كردستان بُعدًا دوليًا بارزًا، حيث تعكس رغبة إقليم كردستان وإيران في التكاتف لتحقيق استقرار إقليمي شامل. من خلال التركيز على تخفيف النزاعات وتعزيز السلام، تسعى الزيارة إلى تقديم نموذج للتعاون الدولي البناء، مما يساهم في خلق بيئة أكثر استقرارًا للتعاون المشترك. إن هذه الزيارة تعكس التزام الجانبين بمواجهة التحديات العالمية من خلال تعزيز العلاقات الثنائية وتقديم حلول مبتكرة للمشاكل السياسية والأمنية.

أخيرا و ليس آخراً، تمثل زيارة الرئيس الإيراني إلى إقليم كردستان تحت قيادة نيجيرفان البارزاني فصلًا جديدًا في تاريخ العلاقات الإقليمية. إنها تجسيد لبعُد فلسفي عميق يتجاوز التحديات الحالية نحو آفاق جديدة من التعاون والازدهار. فهي ليست مجرد زيارة دبلوماسية، بل محطة فارقة تساهم في رسم معالم السلام وتعزيز الاستقرار الإقليمي على الصعيدين الإقليمي والدولي.

 


مشاهدات 21
الكاتب شيرزاد نايف
أضيف 2024/09/14 - 3:49 PM
آخر تحديث 2024/09/15 - 3:14 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 67 الشهر 5760 الكلي 9994382
الوقت الآن
الأحد 2024/9/15 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير