نحن قوم أعزّنا اللـه بالإسلام
خالد السلامي
اريد وطننا مثل بلاد الكفار، بهذا العنوان بدأ أديب سوري هو السيد محمد البوادي مقالا تلقيت نسخة منه من قبل أحد الأصدقاء الكرام تحدث فيه عن ما مرت به بلاده سوريا من أحداث وما رافقها من أفعال واعمال وتدخلات متنوعة ومتعددة كان اغلبها ولا زال هو غريب عن معاني العروبة والاسلام وإنما إستخدمت الاسلام لأغراض أخرى بعيدة كل البعد عن الاسلام والعروبة مما ولد شعور كبير باليأس لدى اديبنا العربي السوري فجعله يتمنى وطننا مثل بلاد الكفار نتيجة لتلك الأفعال التي شوهت صورة العروبة والاسلام في عينه وعقله هو وكثير من المواطنين العرب والمسلمين وهي من أهم الغايات الأساسية التي أُعِدت لها تلك الأفعال والاعمال التي اقل ما نقول عنها أنها مشينة شنيعة فصب جام غضبه على ادعياء الاسلام فجاءه رد من احد رجال الدين لا ندري إن كان من رجال الدين الحقيقيين ام من ادعياؤهم بأن سبب كل هذا هو ابتعادنا عن ديننا و عن القرآن والسنة النبوية.
مجالات الحياة
مما أثار حفيظته فافرغ كل انفعاله على هذا الرد في مقاله اعلاه واتهمه وامثاله بالببغاوات ضاربا بالأمثلة الغربية والاسيوية غير المسلمة وتقدمها وتطورها وامنها ونجاحها بكل مجالات الحياة حتى وصلت لما وصلت اليه الان من تكنولوجيا وتطور علمي شمل كل جوانب وأنشطة تلك الحياة ساخرا من رد رجل الدين بانها كانت قريبة من الاسلام والقرآن والسنة . نعم قد يبدو لنا كل ما عرضه السيد محمد البوادي حقيقيا مقارنة بأوضاعنا كعرب ومسلمين اذا نظرنا لهذا الواقع ظاهريا فقط دون محاولة سبر اغواره . لهذا اقول لأخينا الاديب العربي السوري وهو يتغنى بإنجازات بلاد (الكفار) في الوقت الذي يتألم من وضعنا وربما يسخر منه قد يكون فاتك يا اخي ان كل هذه السلبيات الذي ذكرتها في بلادنا هي من صنع (الكفار) بما فيها شيوخ التكفير والقتل والفتن ونكاح الجهاد كما سميته في مقالك .
انا ارى أن من يفكر هكذا فإن تفكيره قد لا يتجاوز عقله واذنيه وان نظره ربما لا يتعدى اخمص قدميه فلو حاولنا معرفة من المستفيد من كل هذا الذي حدث و يحدث في بلادنا العربية من فتن واقتتال وخراب وتدمير لكل البنى التحتية والموارد والمنشآت الصناعية والزراعية والعلمية والخدمية وقتل وتهجير الكفاءات لكي تبقى بلداننا مختلة أمنيا وخاوية القوى غير قادرة على الدفاع عن نفسها وفارغة اقتصاديا ولتكون سوقا مفتوحا دائميا لمنتجاتهم المختلفة لعرفنا من يقف وراء كل هذا الذي يحدث في بلادنا العربية وفي أي المعامل تمت صناعة كل تلك التنظيمات التي سماها صانعيها بأسماء إسلامية لإيهام الناس البسطاء بها وجعلهم يستجيبون لها مستغلين فطرتهم الدينية فتشتعل الفتن بين أبناء المجتمع الواحد. والأدلة كثيرة أمامنا فعندما يتولى حكم اي بلد عربي او غير عربي حاكم قد يحاول الخروج من تحت عباءة اولئك (الكفار) ويحرر اقتصاد بلده من سطوتهم عن طريق استغلال ثرواته وجعله بلدا علميا وصناعيا وزراعيا مستفيدا من عائدات نفطه او اي ثروة يمتلكها بلده لتوفير كل الخدمات وجعل التعليم من اهم اولوياته تراهم قد بدأوا بمؤامراتهم عليه ابتداء من محاولات الانقلاب المتعددة الى مؤامرات إثارة التمرد الداخلي ثم محاولات إختلاق خلافات دولية معه لإسقاطه مع محاصرته بعقوبات دولية وفي حالة فشل كل تلك الطرق يأتون بجيوشهم لإسقاطه والامثلة كثيرة في هذا المجال كما حدث في بنما وترينداد والصومال وفنزويلا وكوريا الشمالية وافغانستان والعراق وما سُمي بثورات الربيع العربي وغيرها ولا ننسى ازدواجية التعامل في قضايا الهند وباكستان حيث إثارة القلاقل في باكستان لعرقلة برنامجها النووي لأنها دولة مسلمة بينما يتم غض النظر عن الهند النووية لأنها دولة غير مسلمة وليس بعيدا عنا تهديد وزير خارجية امريكا وهو يغادر مطار الرياض في عقد التسعينات على ما اظن حينما رفضت السعودية طلبه بعدم زراعة الصحراء السعودية بالقمح فقال لهم سنجعل من اسعار النفط ابخس من اسعار الماء وقد جعلها فعلا .
حالات عربية
وها نحن نرى الى اين اعادونا ربما حتى الى ما قبل التاريخ لا صناعة ولا زراعة ولا تعليم ولا طب ولا أدنى مستوى من الخدمات . فبلاد (الكفار) يا سيد محمد البوادي يريدوننا متخلفين متوحشين يقتل بعضنا البعض ونكون فقط مستهلكين لمنتجاتهم بكل انواعها لهذا لا يمكن لأي قطر عربي حتى ان يختار حاكمه بنفسه وامامنا العديد من الحالات العربية فبعد كل انتخابات يجب الانتظار الى ما يقارب السنة واحيانا اكثر حتى يتوافق اولئك (الكفار) وحلفاؤهم في الداخل والخارج ويتفقون على شخص يحكم بما يخدمهم . فالإسلام الحقيقي هو دين علم وتطور وتقدم بدليل العديد من آيات العلم في القرآن الكريم وأحاديث السنة النبوية الشريفة وهو دين وحدة لان في الوحدة والعلم تتطور الأمة وتهزم اعداءها ولهذا ترى اعداءنا يحاولون ، بكل ما يملكون من خبث وأَلاعيب ، ابعادنا عن ديننا الذي أعزنا الله به كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه( نحن قوم اعزنا الله بالإسلام فمهما ابتغينا العزة بغيره اهلنا الله ) ومنع وحدتنا التي هي مصدر قوتنا إن حصلت حيث كنا اقوياء نحكم الدنيا عندما كان يحكمنا حكام مسلمون حقيقيون لا يَتبعون غير الله ورسوله ولا يخافون بالله لومة لائم .