70 بالمئة من شهداء غزة خلال 6 أشهر نساء وأطفال
حزب اللـه يهاجم قاعدة بحرية ومطاراً عسكرياً اسرائيليين قرب حيفا
جنيف, (أ ف ب) - كشف تقرير للأمم المتحدة أن النساء والأطفال يشكّلون قرابة 70 % من قتلى الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في الفترة بين تشرين الثاني/نوفمبر 2023 ونيسان/أبريل 2024، بناء على تحليل تفصيلي لعينة ممثلة للضحايا.وتحققت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان من أن «قرابة 70 %» من 8119 شخصا من بين 34500 سُجّل مقتلهم في الأشهر الستة الأولى من الحرب «هم من الأطفال والنساء».
مواجهة مفتوحة
من جانب اخر أعلن حزب الله أمس الجمعة قصفه بالصواريخ قاعدة بحرية اسرائيلية ومطارا عسكريا قرب مدينة حيفا، للمرة الثانية في أقل من 24 ساعة، على وقع استمرار المواجهة المفتوحة بين الطرفين منذ سبعة أسابيع.وأورد الحزب في بيان أن مقاتليه استهدفوا برشقة «صاروخية نوعية» قاعدة «ستيلا ماريس البحريّة» الواقعة شمال غرب مدينة حيفا، والتي قال إنها تضم قاعدة رصد ومراقبة بحرية.وفي بيان ثانٍ، أفاد الحزب عن استهدافه برشقة «صاروخية نوعية» قاعدة ومطار رامات ديفيد جنوب شرق حيفا.وقال إن الاستهدافين جاءا «ردا على الاعتداءات والمجازر التي يرتكبها العدو الإسرائيلي» في لبنان.وبعد نحو عام من تبادل القصف عبر الحدود اللبنانية الإسرائيلية، بدأت إسرائيل منذ 23 أيلول/سبتمبر حملة جوية مركزة على معاقل حزب الله في ضاحية بيروت الجنوبية وفي جنوب لبنان وشرقه.وأعلنت في 30 منه بدء عمليات توغل بري «محدودة» في جنوب البلاد حيث تشن هجمات وتخوض اشتباكات مع حزب الله.وأسفرت جولة التصعيد الأخيرة عن مقتل أكثر من 2600 شخص في لبنان، من إجمالي أكثر من ثلاثة آلاف قتلوا بنيران اسرائيلية منذ بدء تبادل القصف بين حزب الله وإسرائيل في الثامن من تشرين الأول/أكتوبر 2023.
على صعيد اخر خيّم إشكال دبلوماسي جديد بين إسرائيل وفرنسا على زيارة وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو للدولة العبرية الخميس، بعد دخول عناصر مسلحين من الشرطة الإسرائيلية «دون إذن» الى موقع ديني في القدس تعود ملكيته وإدارته لباريس.وقال بارو للصحافيين إن «هذا المساس بسلامة موقع تحت إدارة فرنسية من شأنه إضعاف روابط جئت بغرض توطيدها مع إسرائيل في وقت نحن جميعا بحاجة إلى دفع المنطقة باتجاه السلام».وندد بارو بـ»وضع غير مقبول» ورفض دخول موقع «الإيليونة» في جبل الزيتون بالقدس الشرقية التي تحتلها إسرائيل منذ العام 1967.واعتبر مصدر فرنسي اطلع على ما جرى أن «على السلطات الإسرائيلية تقديم توضيحات (...) وليبدأ الأمر باعتذارات».ورفضت الدولة العبرية تحميلها المسؤولية عن الإشكال، مؤكدة أن المسائل الأمنية «تم توضيحها» مسبقا.وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية في بيان أن «الآليات تم توضيحها مسبقا خلال محادثات تمهيدية مع سفارة فرنسا في اسرائيل».
ضمان السلامة
وذكرت أن هدف وجود أفراد الأمن الإسرائيليين هو «ضمان سلامة» بارو. وقد نفت مصادر دبلوماسية فرنسية هذا الادعاء، وذكرت أنه «في مناسبات عدة قبل الزيارة» تمت الإشارة إلى أنه «لن يُسمح بوجود أمن إسرائيلي مسلح في الموقع».ومجمّع “الإيليونة” الذي يضمّ ديرا للرهبنة البنديكتية، هو من المواقع الأربعة الخاضعة للإدارة الفرنسية في محيط القدس، إلى جانب قبور السلاطين وكنيسة القديسة حنّة (آن) ودير القديسة مريم للقيامة (القيادة الصليبية القديمة لأبو غوش).وشدد بارو على أن “الإيليونة... ليس موقعا تابعا لفرنسا فحسب بل إن فرنسا تقوم أيضا بإدارة أمنه وصيانته، وذلك بعناية كبيرة».وقال الأب بيار المسؤول عن كنيسة القديسة حنّة إن الإيليونة «مكان مقدس». وأضاف لفرانس برس «هنا في إسرائيل، الأماكن المقدسة هي أماكن محمية. لا ندخلها بالسلاح».وتابع “أضف الى ذلك، هو موقع فرنسي».وأعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أنها ستستدعي “في الايام المقبلة” سفير إسرائيل في باريس للاحتجاج على دخول الشرطة الاسرائيلية الموقع.وقالت إن «سفير اسرائيل في فرنسا سيُستدعى الى الوزارة في الأيام المقبلة»، معتبرة أن وجود قوات الأمن الاسرائيلية في موقع الحج المذكور، وكذلك توقيف اثنين من عناصر الدرك الفرنسي لوقت قصير، هما أمر «مرفوض».وأكد بارو في القدس أنه لن يدخل الموقع «لأن عناصر الأمن الإسرائيلي حضروا مسلحين من دون إذن مسبق من فرنسا ورفضوا الخروج من الموقع».وبعد مغادرة الوزير، سجّلت مبادلات مشحونة في المكان، اذ حاصر شرطيون إسرائيليون عنصرين من الدرك الفرنسي ممسكين بأحدهما بقوّة قبل أن يطرحوه أرضا وينقلوه في سيارة للشرطة. وصرخ الدركي الذي عرّف عن نفسه مرات عدّة «لا تلمسني»، وفق صحافية فرانس برس.وتمّ في وقت لاحق الإفراج عن الدركيين. وأوضح مسؤول في الشرطة الإسرائيلية لهما أنهما لم يرتديا الزي الرسمي ولم يُظهرا بطاقتهما المهنية.وردّ أحدهما بالقول “هم يعرفون أننا نعمل لصالح القنصلية العامة لفرنسا»، مشيرا الى الشرطيين الذين أوقفوهما.وأوضحت الشرطة الإسرائيلية في بيان أن «شخصين لم يعرّفا عن نفسيهما بداية... منعا عناصر إسرائيليين مكلفين حماية الوزير، من دخول الموقع».وأعاد إشكال الخميس التذكير بحوادث سابقة بين قوات الأمن الإسرائيلية ومسؤولين فرنسيين كانوا يزورون الأراضي المقدسة أو مواقع فيها.ففي 22 كانون الثاني/يناير 2020، شهدت زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تدافعا أمام كنيسة القديسة حنّة. وقال الرئيس الفرنسي لشرطي إسرائيلي بالإنكليزية ما مفاده «لا يروق لي ما فعلته أمامي».ولعلّ الحادثة الأبرز تبقى تلك التي وقعت في 1996 عندما ثار الرئيس الراحل جاك شيراك غضبا أمام أحد الجنود الإسرائيليين بعدما اقترب منه كثيرا خلال مواكبته وصاح فيه بالإنكليزية «هل تريدني أن أعود إلى طائرتي؟»، قبل أن يطلب خروج العسكر من موقع كنيسة القديسة حنّة.