مدن ديالى تستقبل ألف لبناني خلال تشرين الأول
مخلّفات القاعدة والثارات العشائرية تمنع عودة النازحين إلى قرى كنعان
ديالى ــ سلام الشمري
يؤكد مسؤولون ومواطنون ، أن القرى الواقعة بين حدود ناحيتي كنعان وبهرز والحدودية مع بغداد تحولت خلال الأعوام الماضية إلى ملاذ لبقايا داعش بسبب خلوها من السكان ونزوحهم منذ نحو 15عاماً بسبب أحداث تنظيم القاعدة آنذاك.
الـ (الزمان) أمس التقت عضو مجلس ناحية كنعان المنحل جمال ناصر الشمري، حيث قال أن (عشرات القرى المتناثرة التي تعود لقبيلة بني زيد وقبائل أخرى، ممنوعة من العودة إلى مناطقها جنوبي ناحية كنعان وحدود ناحية بهرز وأطراف بغداد بسبب الثأرات العشائرية وتورط الكثير منها بالتعاون مع تنظيم القاعدة الإرهابي وإيوائه آنذاك).
ورهن الشمري (عودة القرى المهجرة بحسم الثأرات والدية العشائرية لما لحق بأبناء قبيلة شمر وقرى شيعية أخرى من أضرار ودمار وخراب وفقدان وإصابة أكثر من 300 شخص من الأبرياء في تلك الحقبة)، لافتاً إلى (صعوبة عودتهم، وأن ثأرات الدم لا تزال قائمة حتى في الأجيال الجديدة التي ولدت بعد عام 2007).
وأضاف الشمري، ان (القرى المهجرة كانت حواضن للإرهاب ومنطلقاً للقتل والتصفية الطائفية منذ 2005 وحتى 2008، ما يصعّب من عودتها دون إرضاء العشائر المنكوبة والمتضررة التي فقدت أبناءها دون أي ذنب يُذكر).
وأشار الشمري، إلى (وجود عزوف كبير من قبل القرى النازحة عن العودة إلى مناطقهم بعد استقرارهم وتكيّفهم معيشياً في مناطق ديالى وخارجها، وتوفر مقومات معيشية جيدة تغنيهم عن العودة).
تنظيمات إرهابية
بدوره، أكد مدير ناحية كنعان مهدي عبد الكريم الشمري لـ(الزمان)، أن (القرى الشاغرة كانت مصدر تهديد لأمن ناحية كنعان بسبب مخاوف استغلالها من قبل التنظيمات الإرهابية وبقاياها كملاذات آمنة ومنطلقات لتنفيذ عمليات إرهابية جديدة). واضاف الشمري ، انه (في الوقت الحالي، جميع القرى مؤمَّنة من قبل القوات الأمنية ومراقبة بـ6 كاميرات حرارية لرصد أي ثغرات أمنية أو نشاطات مشبوهة إن وجدت)، معتبراً في (الوقت ذاته أن الكاميرات الحرارية أنقذت ناحية كنعان ووفرت استقراراً أمنياً واضحاً بدّد مخاوف عودة الجماعات الإرهابية أو تواجدها مجدداً).
وأوضح الشمري، أن (التوترات العشائرية ومخلفات الحوادث الإرهابية التي طالت الناحية، إلى جانب الموانع الخدمية وخلو القرى من الخدمات الأساسية، هي أبرز أسباب عزوف القرى عن العودة مجدداً).
وأعلنت هيئة المواكب الحسينية، إحصائية شهر تشرين الأول لعدد ضيوف العراق من اللبنانيين في ديالى، مشيرا الى ان الضيوف من كل اطياف لبنان. وقال رئيس هيئة المواكب الحسينية في ديالى علي احمد طاهر لــ(الزمان) أمس، إنه (تم اجراء احصائية شاملة لشهر تشرين الاول لبيان عدد اللبنانيين الضيوف الذين قدموا الى محافظة ديالى بسبب جرائم الكيان المحتل وتبين بانه تجاوز الـ1000 شخص اغلبهم من النساء والاطفال وكبار السن وجزء كبير منهم من ذوي الشهداء).
تنسيقية مركزية
واضاف طاهر، ان (الضيوف تم توزيعهم من خلال تنسيقية مركزية على 17 مدينة في ديالى حتى الان مع تامين المساكن المجانية وباقي الخدمات الاخرى)، مؤكدا بان (هناك وجبات اخرى ستصل تباعا خلال الاسابيع القادمة).
واشار طاهر الى، ان (الضيوف من كل اطياف لبنان والمجتمع العراقي يتفاعل معهم في رسالة دعم انسانية لما يواجهونه من ظروف صعبة خلقها عدوان المحتل).