بعث النبي محمد(ص) ليتمم مكارم الاخلاق

خضير العقيدي

تشذيب وتهذيب العادات والعبادات هو اسمى هدف بعث من اجله رسولنا الكريم محمد،،ص،، فالعرب اعتادوا على عادات وعبادات الجاهلية وقد انصفهم رسولنا الكريم بقوله بعثت لاتمم هذه المكارم ولم يقل لامنعها فالعربي صادق الوعد حتى مع عدوه يجير الملهوف يساعد ويكرم الغريب وهناك قصة معروفة عن ابنة حاتم الطائي عندما اسرت فخاطبت الرسول الكريم ص بان اباها يكرم الضيف ويطعم الطعام فقال من انت قالت انا ابنة حاتم الطائي فقال اخلوا سبيلها فان اباها يعمل بمكارم الاخلاق وفعلا اسلمت هي وقبيلتها نتيجة تكريم ابوها فالكرم من علامات الايمان وان من اخلاق المؤمن هو الاخلاص في القول والعمل وهكذا كان النبي ص،، في التعامل عندما كلفته خديجة بنت خويلد بتجارتها قبل ان يتزوجها وقبل ان يبعث نبيا  ولكن الفارق الوحيد بين الاسلام وما قبله هو ان الاخلاص كان لرب العمل اما بعد الاسلام فالاخلاص هو لرب العباد وشتان مابين الاثنين ولذلك قال الرسول،،ص،، انما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق فالصراعات الداخلية التي يعيشها العرب قبل الاسلام من فرقة وتعصب مثل ماحدث بين الاوس والخزرج وبعد اسلامهم توحدوا ونبذوا مابينهم واصبحوا انصار رسول الله فعند استنهاض ما بداخلهم من مكارم كان من السهل جمعهم في كلمة واحدة لنصرة الاسلام والمسلمين فاتمام الشيء هو ليس نقضه بل تشذيبه وهو ماقصده رسولنا الكريم، ،ص،،من كونه بعث رحمة لهذه الامة والتركيز على الاخلاق هو الحافز لكي يكون المسلم طاهر القلب وكل ما يخرج عنه من افعال واقوال مبعثها حسن الخلق ومدرسة الرسول تعلمنا الكثير حتى اضحت اسلوب حياة في اسلوب تعامل مع الزوجة والابناء والوالدين والجار والاقربون والايتام والفقراء وحتى الطريق والجلوس له حقه في رد السلام واماطة الاذى وعدم التعصب القبلي في الحق والحقوق وشهادة الحق وعدم قول الزور امام حاكم ومحاربة الظلم والظالم  كلها كانت وصايا للنبي لاصحابه وهكذا خرج العربي من رداء الجاهلية والتعصب ولبس رداء المحبةوالخلاص في العادات والعبادات بعد ان تخلى عن ماقبل الاسلام من رياء وتعصب وتحلى باخلاق رسولنا الكريم الصادق الامين.