إسرائيليون .. يهود أم صهاينة ؟
ضرغام الدباغ
لا أنكر ان تغيراً طرأ على تفكيري في السنوات الأخيرة ... سببه احتدام المعارك، التي يمكن وصفها بالمعارك الكبيرة التي تفرز نتائج كبيرة بالطبع ..! والمثير ... ولكنه مفهوم، أن المعارك والحروب تشتد احتداما ونتائجاً بمرور السنوات على احتلال فلسطين، خلافا لما كان يتوقعه الجيل المؤسس للكيان، والغرب الرأسمالي الذي مثل دائماً أشبه بحاضنة المواليد الخدج، ممن تنقصهم شروط الولادة القانونية والصحية، وشروط النمو .. وبالتالي حظوظهم في البقاء على قيد الحياة تكون ضئيلة ...!
ثمة أمر آخر له علاقة بقوانين التطور. فعندما تزيد العناصر الجديدة الداخلة في الحسابات، تتغير النتائج، فعندما تزيد درجة الحرارة، تتغير درجة حرارة الماء، للتبخر، ثم للغليان .. وقد يتضاعف النتيجة بشكل كبير، حين يتضاعف الأفراد : 50 شخص هم جماعة، 5 ألاف تظاهرة، 50 ألف جيش لجب ...! إذن لا شك مطلقاً، أن أي تقدير لأي مسألة يمكن أن تتغير إذا تغيرت المعطيات المادية .
جبهات قتال
احتدام المعارك تعني فيما تعني، اشتداد في تبلور المواقف واشتداد وضوحها ..! تكاثف في القوى، ثم تكاثف في الرؤية، وازدياد في العمق، وتحديد أوضح لأبعاد الهدف .. وفي ذلك قد تتوصل لنظرية أن من يدعم عدوك بالمال والسلاح وبالخبرة والخبراء، هو أشد عداء وخطورة عليك من العدو نفسه. فبعض الجنود الإسرائيليون سيقوا لجبهات القتال مسلحين ولكن دون كامل إرادتهم، وربما رغباتهم أيضاً، أما في المجتمع الإسرائيلي فحدث ولا حرج ..!
أساتذة ومفكرون وعلماء، صحفيون، ومثقفون (إذن نحن في حديث عن صفوة المجتمع في الكيان المعادي) يعلنون بأعلى درجات الوضوح والعلنية، أنهم ليسوا مع النظام الإسرائيلي القاتل التصفوي (تصفوي وليس صفوي .. رغم التشابه في الكلمتين في الكلمات والمعنى ..!).. وبعضهم يطرح صراحة : لماذا لا نتفاهم ونعيش مع الفلسطينيين بسلام على أرض مشتركة، والبعض لا يتردد في الحديث عن الخطأ التاريخي بإنشاء هذه الدولة، وآخرون ينصحون بحزم الحقائب للسفر، بل وبعضهم وصل أوربا في أوطانهم الأصلية واشتروا شققا وبيوت آمنة وأغلقوا حسابهم في إسرائيل. وهناك من يكتب أن فلسطين ... ملك للفلسطينيين ونحن اقتحمناها دخلاء محتلين، فلنصحح هذا الخطأ الشنيع ...! ليس كل الناس بلا ضمير ...!
محكمة دولية
محكمة العدل الدولية، هي محكمة دولية، ولكنها تتأثر عدا الفقه القانوني، بآراء كثيرة. وحين اتخذت قرارها الكبير بأن على إسرائيل أن تنسحب من أرض ليست لها . كانت تدرك أبعاد قرارها على أرض الواقع، فرجال القانون هم أكثر من غيرهم واقعيون، لا يعيشون في الأحلام والخيال.
دول أوربية تتقدم بالاعتراف التام بفلسطين، متجاوزة رد الفعل الأمريكي والاتحاد الاوربي، وتنظم إلى جمهرة كبيرة من الدول تمكنت من الإفلات من الضغط الأمريكي. واعتقد أن الدول الأوربية تعلم يقيناً، أن نهاية إسرائيل ككيان عنصري، مسألة وقت .. ولطالما سمعت من دبلوماسيين غربيين في جلسات خاصة كلاما بهذا المآل.طالت فترة وضع المولود الغير مكتمل الناقص لشروط الولادة الصحية، المشوه خلقياً وولادياً في جهاز حاضنة الخدج، أو كمريض في غرفة العناية المركزة .. يعيش عبر خراطيم ووايرات أجهزة وتقنيات...
صادفنا يهوداً كثيرين منهم علماء وأطباء وفنانين، ومثقفين، يشجبون وجود إسرائيل أكثر من أي عربي أو مسلم ... شخصيات يهودية تقدمية قابلتها تناضل ليل نهار من أجل العراق ... وزعيم حزب تقدمي يهودي ولكنه تقدمي اشتراكي، ومعاد للصهيونية ... فلماذا يتعين علي محاربة من لا يعاديني ولا يؤذيني ..؟ إن البعض يوسع جبهة العدو دون إدراك.