بين مسمار جحا ومسامير نتنياهو
عبد الخالق الشاهر
صارت رواية مسمار جحا مثلا يضرب حيث انه باع داره مفروشا واشترط ان يبقي مسمارا في الحائط ملكا له وبذلك يحق له الاطمئنان الى وجوده في مكانه متى شاء، وهكذا كان يزوره صباحا ومساء وأحيانا أوقات الوجبات ويتناول الطعام مع صاحب الدار الجديد.
مسامير نتنياهو
أما مسامير نتنياهو فلم تكن وفق شروط مسبقة مثل جحا بل جاءت نتيجة لخازوق دق بأسفله كما يقول شاعرا العرب قباني والنواب، أنه خازوق الطوفان الذي جعل نتنياهو يهجم بكل ما اوتي من تقانة وأسلحة فتاكة ودعم غربي امريكي استراتيجي شامل وبنصف مليون جندي صهيوني عدا الحر يديم مع أبادة جماعية ومجازر يندى لها جبين حتى الأنذال وتنتهي السنة الا نيفا من الحرب ليقول لشعبه الغاضب بعد ان قتل بحماقته عشرات الرهائن، لا يوجد مهتم بالرهائن اكثر مني ولا اقبل المواعظ من أحد، ويقول لن انسحب من محور فيلادلفيا (العائد للوسيط المصري) حتى بعد 42 عاما!!! لماذا؟؟ لأنه لولا هذا المحور لما جرى تسليح المقاومة بكل أسلحة الدمار الشامل التي استخدمتها في الطوفان ومنها عبوة شواط هذا فضلا عن كونها أرض (حيوية) وتم شرح حيويتها من لدن نتنياهو بشكل لا يقبله أي طالب كلية عسكرية في الصف المتوسط كونه درس ان الأرض الحيوية هي ليست الأرض المهمة، بل هي الموقع الذي يؤدي احتلاله من لدن العدو الى جعل دفاعنا او تواجدنا في المنطقة أمرا مستحيلا.. ونتنياهو نفسه قال انه دمر لواء رفح وأنهى 80 بالمئة من انفاقها، أي انه ليس بحاجة أصلا للسيطرة على الأرض الحيوية عليه يبدو انه يقصد ان معبر رفح المصري هو الشريان الرئيسي لغزة ويتمكن من تجويع شعب غزة كما اعتاد منذ عام كامل من خلاله طالما هو في منأى عن العقوبات الدولية كما يتصور.. فاتني ان أذكر انه إذا كان المحور حيويا فلماذا تم أعطائه الأولوية الأخيرة في خطة نتنياهو!!!
نتنياهو والهدف الحقيقي
كل اهداف الحرب لم تتحقق لدى نتنياهو وهو لا يريد محور فيلاديلفيا بل يريد التخلص من صفقة التبادل لأنها تعني نهاية الحرب ونزوله عن عرشه ليواجه نتائج فشله الذريع في أكتوبر الخالد والآن لو اعطي فيلاديلفيا لقال اريد نتساريم ولو اعطي نتسار يم لطالب بغيرها.. وهو يعرف جيد انه سبق له ان صوت على الانسحاب من المحور عام 2005 ويعرف ان سلفه شامير قرر ترك غزة بالكامل لأنه أستقرأ المستقبل وعرف ان السيطرة على غزة غير ممكنة وتضر بإسرائيل، وهو بالتأكيد قد سمع سلفه الآخر رابين يوم قال ان حلمي هو ان أصحى نهارا لأجد غزة وقد ابتلعها البحر، والأكيد أيضا انه عرف من وزير دفاعه ورئيس اركان جيشه سبب عدم رغبتهم البقاء في المحور فهؤلاء أصحاب اختصاص بإمكانهم معرفة ان الترسانة الإسرائيلية ونصف المليون جندي لم يتمكنوا من قهر المقاومة رغم قابلية الحركة العالية فكيف بالقطعات ان كانت هدفا ثابتا والمقاومة متحركة؟؟
المنعطف الاستراتيجي
وهو ما تحدث عنه غالانت قاصدا ان موضوع التمسك بالمحور هو موضوع تافه قياسا بمنعطف استراتيجي خطير تمر به إسرائيل وهذا ما ذكرته في كل مقالاتي تقريبا عن الطوفان واليوم التالي للحرب وقلت ان حل الدولتين هو المسار الوحيد المحتمل، وهذا ما يعرفه حتى الليكود واليمين والتوراتين المتشددين، ولعل طرح الإدارة الامريكية والاتحاد الأوروبي لهذا الموضوع لا يعني انهم يبحثون عن مصلحة فلسطين بل عن مصلحة إسرائيل لأنهم وعوا ان التأييد الشعبي العالمي للحق الفلسطيني بات ليس بالأمر الذي يمكن الوقوف بوجهه، فضلا عن أمور أخرى كثيرة لا اريد تكرارها في هذا المقال .
الاستنتاج
كل ما جاء تحت عنوان المنعطف الاستراتيجي هو استنتاج ولكني اردت ان اضيف له قول للسيد محمود مرداوي القيادي في حماس حيث قال قريبا سيجلس نتنياهو مع فريقه ويقدم مطالعة يقترح فيها الانسحاب من محور فيلاديلفيا
القول الأخير: وما النصر الا صبر ساعة فكيف لمن صبر ثلاثة ارباع القرن.