حكاية
عبدالواحد محمد
عاد إلي الخلف بكرسيه الخشبي وهو ثمل من مداعبته كتاب اهدته له صديقته يارا زميلة الجامعة منذ سنوات بعيدة وعليه اهداء بخط يدها الذي يشبه رسم زخرفي في مسجد عريق !
لم يتمعن فيه حينيها بل بدا سطور يجب ان تنسي
فكانت كلمتها الراقية له رسالة امراة !
إلي اعز الناس صديقي عبود لا تفهم خطأ
الصداقة
الحب
المرأة
ابتسم عبود بحذر علي غير عادته وتفرس معاني كل كلمة في كتابها الأول الذي كان مشروع أدبية صاعدة !
وتوقف عند قصتها (حكاية ) التي أشارت فيها إلي رغبة آدم الدائمة في نزع كل ملابس حواء عندما تبتسم له بمجرد أن تعطف عليه بأي كلمة يظن بها أنها جسد له فوضي راقصة
ثم اكملت قصتها بشيء من الدهشة لفتت نظر عبود ان الرجل ضحية معتقد قديم في ذهنه معتقد جيني جعل منه لاعب كرة قدم درجة ثالثة !
اه
اه
وهي تستكمل الحكاية مسكين الرجل الذي ازعجته امرأة لاتبدي له طاعة
لاتبدي له ادني اعجاب
لا تهتم بقصائده الأدبية التي في الغالب سرقها من غيره عيني عينك
ساقط ثانوية عامة في الحب وراسب في مادتين في نهائي الليسانس !
وهي تستكمل الحكاية في كتابها غير مثير الجدل اليوم وهي تقول الرجل الحكيم يعرف قيمة المرأة قيمة عقلها قبل جسدها بحق السماء هنا تختلف الحكاية وتصبح حبيبة له تمنحه كل قصائد السعادة وتفتح له كل أبواب الرزق بل تفتح له كل سبل الحياة .
هي الجنة وهو الحكاية
تفرس تلك السطور عبود بوعي عن ذي قبل وهو يقول عنها في تاملاته بين كتابها التي اهدته له منذ عقدين من الزمان بالتمام والكمال وهو ممسك بفنجان قهوته السادة ويهتز فوق كرسيه الخشبي بعقل كهل اختلط شعره الأبيض بشعره الأسود المجعد بتمتمات حزينة كانت يارا هي الحكاية وكنت انا حبيب لم يستوعب كلماتها الفلسفية في زمنها اه
اه مجرد رقم في حياتها .
هي الحكاية اصل الحكاية
وانا لم أعد الحكاية في زمن الإنترنت . ربما نلتقي بدون موعد لكي قدم لها اسفي علي جهل سنوات عمري السابقة سنوات بدت زمن طويل !
حكاية!
حكاية !