الصحفي يحيى قاسم.. ثغرات وعلامات إستفهام

بغداد – عبد اللطيف السعدون

    قرأت باهتمام المقال الذي كتبه رعد يحيى قاسم عن سيرة والده الصحفي المعروف الراحل يحيى قاسم (الزمان في 1 أيلول 2024)، وقد لفت نظري بعض الثغرات التي تثير العديد من علامات الاستفهام عن وقائع قيل ان قاسم قد لعب فيها دورا مهما، وربما آثر الكاتب أن يتجنب التطرق اليها بسبب من الصلة العاطفية التي تربطه بصاحب السيرة، وان حاول أن يبرر ذلك بأنه سعى للتركيز على الحقائق التي شهدها أو اطلع عليها من مصادر موثوقة فيما كان بإمكانه أن يستطلع ويبحث ويستقصي عن كل الجوانب، وأن لا يغفل أي جانب منها.      واحدة من تلك الروايات التي ترددت بقلم أكثر من كاتب كون يحيى قاسم قد ارتبط في منتصف الأربعينيات بحزب (الشعب) الذي أسسه الشخصية اليسارية المعروفة عزيز شريف، وكان قاسم عضوا مؤسسا، وقد حصل على امتياز صحيفة باسم «الشعب» لتكون لسان الحزب، وفي غمرة الاستعداد لإصدار الصحيفة المذكورة سافر الى لندن، وبعد عودته فاجأ الوسط الصحفي بإصدار الصحيفة بصفة مستقلة عن الحزب، وبتوجه يميني ليبرالي، وبقطع صلته بحزب الشعب، وقيل ان بعض مؤسسي الحزب نددوا بتصرف قاسم الا أن عزيز شريف أرتأى طي الموضوع، وقرر أن يكون اسم الصحيفة المعبرة عن لسان الحزب «الوطن» بدلا من اسم «الشعب» الذي استولى عليه قاسم.

   وقد أثار ذلك في حينه أكثر من علامة استفهام عن السبب الذي جعل قاسم يغير اتجاهه بهذه السرعة، وأن ينعطف نحو اليمين بعد أن كان معروفا بمواقفه اليسارية.     والرواية الثانية هي تعاونه مع المخابرات العراقية زمن النظام السابق في تدبير اغتيال رئيس الوزراء العراق الأسبق عبد الرزاق النايف في لندن اذ قيل ان المخابرات استغلته لاستدراج النايف الى مكان معين بحكم علاقة الشخصية به لكي يسهل على المكلفين بالاغتيال تنفيذ مهمتهم بيسر، ومعروف أن السلطات البريطانية لاحقت يحيى قاسم اذر واقعة الاغتيال، وتردد في حينه أنه هرب الى البرازيل، وأقام فيها حتى وفاته.أثار ذلك أيضا كثيرا من اللغط وعلامات الاستفهام عن صلته بالمخابرات العراقية، والتي ظلت سرا مجهولا حتـى اليوم. 

أتمنى على المهتمين بوقائع تاريخ العراق أن يسجلوا شهاداتهم حول وقائع كهذه بهدف الوصول الى الحقائق.