الكاتب والصحفي يحيى علوان في ذمة الخلود
عبد الحسين شعبان
صبرًا جميلاً عزيزي أ. عصام الياسري
تمنياتي لك ولعائلته وأصدقائه بحياة خالية من المكاره والأحزان فقد عرفت الأخ العزيز يحيى في العام 1967 وإرتبطنا بعلاقة صداقة منذ ذلك التاريخ وعلى الرغم من التباعد المفروض بسبب المنافي والتنقلات لكننا كنا على تواصل وكان آخر لقاء يوم قدمني في ندوة في برلين 2021 أقيمت لي في منتدى بغداد للثقافة والفنون لأتحدث عن ثلاث مبدعين كبار هم الجواهري وسعدي يوسف ومظفر النواب وأضفت إليهم مبدعاً رابعًا هو شمران الياسري أبو كاطع وكان ذلك بمثابة تجديد للصداقة ومواصلة لرحلتها المتنوعة وتبادل للرأي والحرص على معرفة شؤون كل منّا للآخر وهمومه ومعاناته.
وخلال السنوات الأخيرة إلى قبل أسابيع قليلة كنت أتبادل الرسائل المكتوبة والصوتية معه
وأستفسر بإستمرار على أوضاعه الصحية التي تدهورت على نحو مريع حيث ما كان يخرج من المستشفى حتى يدخلها مرة أخرى.
ترك يحيى لدي مخطوطتين لإعادة طبعهما كنت قد حاولت مع إحدى دور النشر.
منظمات دولية
كان يحيى علوان عصامياً إشتغل على نفسه وقد درس في معهد اللغات الأنكليزية والألمانية وحين سؤلت لترشيحه للعمل في إحدى المنظمات الدولية الأممية للترجمة إلى العربية كنت متحمساً لذلك وقد تعمقت ثقافته وإزدادت لغته أناقة بعد دراسته في ألمانيا الديقراطية. وقد إلتحق بجريدة طريق الشعب عند صدورها في بغداد بعد تأسيس الجبهة الوطنية مع حزب البعث وحين شنت سلطةالأخير هجوماً على الشيوعيين إلتحق هو بعد المنفى بحركة الأنصار الشيوعية
وتعرض إلى ماتعرض له من أذى وأمراض وعذابات وحرمانات بما فيها بعد إضطراره إلى إعتقاله بعد مغادرة كردستان عبر إيران في أفغانستان وحين وصل ألمانيا كان محطمًا.
عمل أبا علياء في لجنة بغداد لإتحاد الطلبة في الستينيات وكان قد سافر معي بوفد للإشراف على تنظيمات أربيل الطلابية العام 1969 وكانت تلك الزيارة بمثابة بروفا أولية لتأسيس إتحاد الطلبة العام في كردستان بعد بيان آذار/ مارس 1970 .
الصديق يحيى علوان لانقول وداعًا بل نقول إشتياقًا فأخبار غزة وأوضاع لبنان التي كنا نتبادلها على مدى عام ما تزال آلة الحرب الصهيونية تمـــــــــارس وحشيتها ودمويتها في حرب إبادة شاملة تريدها أن تمتد إلى بلدان أخرى.
عاش يحيى عفيف اللسان نظيف اليد وظلت أحلامه تكبر على الرغم من تحطم الكثير منها فقد كان شاهد عيان على إنهيار القيم والمباديء وتدحرجها على قارعة الطريق.
العزاء الحار لرحيل الكاتب والصحفي يحيى علوان.