الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
سفك الدماء وقطاف السلطة

بواسطة azzaman

سفك الدماء وقطاف السلطة

عدنان سمير دهيرب

 

-2-

إن إنطلاقهما كان مقترن بالوعي بضرورة التغيير و التحدي نفذها جمهور لا يبحث عن المجد و الهتاف بحياتهم أو لإمتلاك القصور المزينة و القبور المزخرفة . و إنما بحمل شرارة الثورة و التحدي لسلطات مختلفة .. مؤمنة بالتضحية من أجل قيم سامية و مبادئ عليا لغايات إنسانية نبيلة , و ليس الدعاية و الشهرة و كسب المغانم لقادة فرضوا على مرحلة التحول التي أفضت الى الانحراف و سوء السمعة التي ترددها المنابر و أنتجت الاحتقان و الاضطراب لإعتقاد قسم من هؤلاء أنه فوق القانون الذي يمنحهم فرصة الافلات من العقاب و دعم شعبي يقوم على المصالح التي تتبدل مع تغير الأهواء لا القناعات الراسخة بأهمية الدور الذي قدمه هؤلاء . فالشعوب المتخلفة تتسم بالانتهازية و تبدل المواقف بين الحين و الأخر بنحو متطرف و إتجاهات متعاكسة لانعدام المبادئ و القناعات , تبحث عن الخضوع و الطاعة للمستبد الذي تُجمل صورته و تُزين سلوكه بالرغم من الحماقات التي يرتكبها , باستغلال عواطف الجمهور عرقياً أو مذهبياً فهو الرأس الذي يقود القطيع .. وليس الملهم أو الفطن وفق مخيال الحشد . لذلك حين يقطع الرأس يتوزع القطيع بين الرؤوس التي تفرخ في البيئة المضطربة .

و يرى إيريك دورتشميد : ليس للنظام الاجتماعي و الحكم الديمقراطي في عالمنا الحالي من معنى اذا لم نفهم ما حدث في الماضي . تدحرج رأس الملك نتيجة أرادة ثورية , قبل أن يقع الثوري ضحية لتمرده . الملك أو المتمرد , حدث زوالهم بسرعة محيرة , لأنه عندما تقع حافة سكين الذبح , فأنها تنزل بسرعة .

بيد أن الجرائم و القسوة و أساليب القمع و سلب الارادة لا يمكن أن تندثر أو يتم محوها من الذاكرة لإرتباطها بالقتل و سفك الدماء التي ينفذها أشخاص في السلطة . و تالياً يرددها المؤرخون و المختصون لئلا تضيع مع تغير الأحداث و تبدل الأنظمة و تعدد الخطابات , حتى نفهم ما حصل سابقاً و ما يجب أن نفعل في الحاضر .

مشاركة علنية

يتوجب المشاركة العلنية الواعية لتفكيك وقائع الماضي الذي تتكرر أحداثه بين الحين و الاخر مع إستمرار ذات الاسباب . في عالم تتبادل و تتراكم فيه الأفكار و يتقدم باضطراد و قفزات سريعة في بناء مادة المستقبل , الانسان الباحث عن العدالة الاجتماعية و التعايش و الرفاهية .

و الافادة من تجارب الشعوب التي غرقت بالدماء و دمار الحروب و الجرائم الداخلية و الخارجية . أن تكون كلمات المجد و العظمة لتضحيات الشعب و أبطال صنعوا أيامهم حافزاً لإنسان يتنفس صباحات الحرية , لأنتاج عصر جديد .

فقد كانت وصية الأمبراطور الياباني هيروهيتو بعد الهزيمة في الحرب العالمية الثانية تشكل مفتاحاً لمستقبل شعب عانى ويلات الدمار الماحق حين قال (وحدوا كامل قواكم , لتكريسها لبناء المستقبل . إزرعوا طرق الاستقامة , و عززوا روح النبل و العمل بالأرادة و التصميم , و بذلك تعززون المجد المتأصل في الدول الامبراطورية و مواكبة تقدم العالم) .

بلاغة تلك الكلمات و الارادة و التعليم و الوعي . كانت و لما تزل تشكل سبيلاً نحو التقدم و الارتقاء المبهر . و ليس الصراع لقطف ثمار السلطة .

 

 

 

 

 

 


مشاهدات 194
الكاتب عدنان سمير دهيرب
أضيف 2024/09/02 - 10:56 PM
آخر تحديث 2024/10/15 - 7:27 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 290 الشهر 6677 الكلي 10036400
الوقت الآن
الأربعاء 2024/10/16 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير