لماذا لا تنتقل الينا عدوى دهوك؟

نوزاد حسن

    يلاحظ اي زائر لدهوك نظافة وتنسيق هذه المدينة,ولا يقتصر هذا الامر على دهوك فقط وانما ينسحب على محافظات الاقليم كلها,ويشمل اقضيتها وقرارها ايضا.ويمتدح من يعود الى بغداد نظافة الاقليم وكأنه يتحدث عن دولة اخرى وليس عن محافظة عراقية انتظمت في اقليم.    اشعر احيانا بان البغدادي يدخل دائما في مقارنة صريحة بين ما يراه السائح في دهوك,وبين وضعه في مدينة كبغداد.مقارنة تنتهي لمصلحة دهوك.

    يقول السائح البغدادي الشوارع نظيفة جدا,والابنية ماتناسقة,والحدائق في كل مكان.والهدوء ساحر.ويضيف هذا السائح دهوك تشبه منطقة في اسطنبول.مثل هذا السائح يسكر بجمال الافليم,ويدمن على الذهاب في اقصر العطل الى دهوك كأنه يختلس من زمنه البائس فرصة حقيقية للمتعة والانطلاق والمرح.   واكثر ما يفلت انتباهي ان الاقليم هو محطة يذهب اليها جميع المواطنين في المحافظات الاخرى.سنوات يشاهد السواح جمال اقليم كردستان فماذا تعلموا منه؟  اتساءل:لماذا لم نتعلم من نظافة شوارع الاقليم بحيث نصبح مراقبين لاي طفل يرمي كيس الجبس الفارغ في الشارع.؟  لماذا لم نتعلم من الاقليم بعد ان شاهدنا حدائقه قيمة تشجير الشوارع والاعتناء بالحدائق.؟  لماذا لم تنتقل عدوى النظام,والقانون,والنظافة والحرص على الممتلكات العامة كما نراها في دهوك او اربيل او السليمانية.؟   سنوات من الاختلاط لم نستفد منها شيئا لان بغداد تتمتع بشوارع قذرة مهدمة,والاطفال يعبثون بنظافة شارع يسكنونه على الرغم من انهم يدرسون ويحفظون حديث النظافة من الايمان..

  اتمنى ان نمرض بعدوى النظافة,اتمنى ان نصاب بعدوى تشجير المدن,اتمنى ان نعتل بالنظام.

  مؤسف جدا الا نتعلم شيئا حين نسافر ونقرأ ونتقدم في العمر.  مؤسف جدا ان تكون حياتنا عبارة عن نسخة تقليدية مشوهة.