الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
(الزمان) تحاور ممثل قيادة قطر العراق لحزب البعث العربي الاشتراكي محمد رشاد الشيخ راضي

بواسطة azzaman

(الزمان) تحاور ممثل قيادة قطر العراق لحزب البعث العربي الاشتراكي محمد رشاد الشيخ راضي:

الخلاف البعثي قديم وبدأ في المؤتمر القطري عام 1966

□ حواراتنا مع النظام في العراق لم تحقق نتائج منتجة

□ طلبوا منا تغيير اسم الحزب فقلنا لهم من هو المستفيد؟

□ البعث في سوريا والعراق واحد في الجوهر متعدد في الممارسة

□ صدام وكريم الشيخلي افتعلا الهروب من السجن لحضور المؤتمر القطري

□ طلب ادراج تقويم الحالة الحزبية اربك البكر ودفع صدام الى التشكيك بنا

□ قواعد البعث الصدامي ترفض نقد اداء  النظام وتقويم التجربة

□ بضغوط عربية جرى الغاء القيادة القومية في سوريا

□ بشار الاسد وافق على شحنة صواريخ الى حماس برغم قلة وفاء الحركة

□ طهران وواشنطن تخشيان من تيار قومي عربي راسخ الجذور في المجتمع العراقي

 

أحمد عبد المجيد

 

لا ينفك المواطن عن التساؤل بشأن اقصاء حزب البعث العربي الاشتراكي (جماعة سوريا) عن المشهد العراقي الراهن برغم مرور 21 عاماً على سقوط النظام السابق؟ لماذا لم ينضم الى العملية السياسية؟ ومن يقف وراء استبعاده ؟

وما سر محاولات منع الاندماج بين جناحي الحزب العراقي والسوري أو النظامين المشتقين عن حزب البعث في العراق وسوريا، على حد وصف نزار حمدون في مذكراته التي صدرت مؤخراً؟ ، فقد بذلت محاولات وفتحت قنوات وشقت مسارات وتمت زيارات ، قادها ممثل قيادة قطر العراق لحزب البعث (جناح سوريا) محمد رشاد الشيخ راضي. هذا البعثي المخضرم الذي افنى حياته متنقلاً بين بغداد ودمشق ولندن وعواصم اخرى باحثاً عن طريق جديد واسلوب عمل قومي مناسب. وقد التقته (الزمان) في اخر زيارة له الى بغداد، فاتحاً آفاقاً جديدة للحوار واتصالات لاتخلو من مناورات على امل اسقاط ذرائع الاقصاء وخلق فهم واقعي لأهمية انضمام جناحه الى العملية السياسية، على قاعدة الايمان بأن ممارسة هذا البعث لا علاقة لها بممارسات بعث النظام السابق، وفيما يلي نص الحوار الذي شارك في جانب منه المحامي البارز ضياء السعدي:

سقوط النظام

 يتساءل المراقبون عن الاسباب وراء عدم مشاركة حزب البعث العربي الاشتراكي (جماعة سوريا) في العملية السياسية داخل العراق.. هل لكم ان توضحوا ذلك؟

- بعد سقوط النظام السابق في 9 نيسان 2003 اتجهنا نحو فتح الحوار مع النظام السياسي القائم ، وعرضنا وجهات نظرنا بشأن معظم القضايا وبضمنها المشاركة السياسية في الحكم، ومع ان معظم القوى العراقية كانت تعمل داخل الساحة السورية ولدينا معها تفاهمات وقواسم، الا ان مباحثات المشاركة في العملية السياسية داخل العراق، بدأت من نقطة الصفر. وعقدنا انا والاخ اكرم الحكيم لقاءات ايجابية ثم انقطعت على امل وضع اجوبة لبعض ما طرحناها. وعندما طال الوقت اضطررت الى المجيء الى بغداد واجراء لقاءات مطولة ابرزها ماحدث مع السيد نوري المالكي الذي خول الاخ اكرم الحكيم، باعداد صيغة مناسبة. وقد اشترطت ان تكون النتائج موثقة بمعنى اني طلبت ان نكتب محضراً بما توصلنا اليه، وكانت معظم الخلافات السابقة قد سويت مع وجود بعض العقد.

 ما ابرز تلك العقد ؟

- طلب تغيير اسم الحزب، بما يتناسب مع المستجدات الدولية والمحلية ، وكنت قد قلت لهم ان تغيير اسم الحزب يفيد جماعة صدام في العراق وقد يوحي بأن الشرعية تكمن في موقفهم ، واستحسنت تذكير الاخوة في سدة الحكم في العراق بان المصلحة تكمن في عزل تلك الجماعة مقابل تسوية موقفنا، كشرعية سياسية بغية مواصلة العمل السياسي بمظلة عراقية صرف.

 وماذا كانت النتائج آنذاك؟

- الصمت، وعدم الاتصال ،برغم لقاءاتي مع الاخوة في حزب الدعوة والقوى الاخرى. وقد فسرنا هذا الموقف الغريب بعدم قبول التحاقنا بركب العملية السياسية ، لكن الآمال لم تنقطع ومازلنا نتصل ونسعى لافهامهم بمواقفنا وضرورة ان يكون لنا حضور علني في العراق.

 واين تكمن العقدة هنا ؟

- بمزاعم حظر حزب البعث وقانون المساءلة والعدالة ، وثمة جهود تبذل من طرفنا لردم الهوة في هذا المجال.

 ترى ما هو الفرق بين حزب البعث السوري وحزب البعث العراقي؟

- علينا لتوضيح هذه المقارنة العودة الى جذور الخلاف الذي وقع عام 1966. ففي سوريا تم حل القيادة القطرية وتشكيل قيادة بديلة مع الدعوة الى مؤتمر قومي لمعالجة ازمة الحزب . في العراق كان الحزب موحداً ودعى الى مؤتمر قطري خلال حزيران 1966 وكنت احد اعضائه وقد عقد المؤتمر في مزرعة عيادة كنعان الصديد. كان الوضع الامني صعباً. وفي هذا المؤتمر كان احمد حسن البكر وصدام حسين وكريم الشيخلي حاضرين. والملفت للنظر ان صدام والشيخلي كانا مازالا في المعتقل على خلفية احداث ايلول 1964 ، وقد حدثت اعترافات واعتقالات ، وفوجئنا انهما خلال عقد المؤتمر تم نقلهما من السجن الى المحكمة ثم تعطلت السيارة التي تقلهما فانهزما وجاءا الى المؤتمر، ثم وحدث ما حدث. وانا اميل الى الاعتقاد بان عملية هروبهما مدبرة لها علاقة بعقد المؤتمر، ولم تكن عفوية وارى ان جهة خفية رتبت لهما العملية للحضور وما لحقها من تداعيات في العراق. وذريعة الانشقاق رتبتها الاقلية في الحزب . هم كانوا كذلك لكنهم يزعمون ان حل الحزب في سوريا لم يكن شرعيا .لكن السؤال هل ان عقد المؤتمر في بغداد عام 1963 وتسفير علي صالح السعدي وبقية قيادات الحزب، كان شرعياً؟ اعتقد ان المزاعم كانت ذريعة لشق وحدة الحزب الذي كان بالكامل مع القيادة القومية في سوريا باستثناء البكر وصدام ومجموعة ملحقة بهما. والمفارقة انهم استخدموا كلمة المنشقين ضدنا في وقت انهم هم المنشقون ونحن اعضاء الحزب الاصليون. هذه كانت جذور الازمة في البداية ثم بعد استلامهم السلطة عام 1968 توسعت الخلافات.

 اذن الانشقاق هو في الاطار التنظيمي فقط؟

- تماما، فالجوهر واحد لكن الممارسات مختلفة. فالشعارات والاهداف واحدة.

 هل التقيت صدام حسين خلال تلك المدة؟

- كنا في الناصرية عندما عقد المؤتمر القطري، حضرنا وفوجئنا ان جدول اعمال المؤتمر يخلو من اي مراجعة لظروف الحزب الذي كان يمر بأزمة حقيقة نتيجة الاعترافات. واضطررنا انا وصديقي يحيى سعد الى الطلب من البكر الذي رأس المؤتمر ان يضع نقطة المراجعة ضمن جدول الاعمال. لكنه طلب التثنية على المقترح فرفعت يدي، لكن البكر ناور، فرفع الجلسة للاستراحة، برغم ان الوقت لم يمض طويلاً على عقدها.

وعند الاستراحة جاء طه الجزراوي وتحدث مع يحي سعد طالبا منه سحب المقترح كما طلب مني كذلك وتعهد ان يمنحنا سيارة للمنظمة ورواتب للرفاق المتفرغين. وجاءني يحي سعد ليبلغني بطلب (ابو نادية) طه الجزراوي. وسألته ماذا قلت له فقال (ابلغته الموافقة )، وذهب الجزراوي الى البكر لنقل موافقة يحي فأنعقدت الجلسة من جديد.

غير اني اكدت على رفيقي يحيى ان صدام لن ينسى لنا هذا الموقف. وعندما عقدت الجلسة كرر يحيى طلبه مفاجئاً الجزراوي والبكر.

 وضحك الشيخ راضي ضحكة قوية ثم علقت : اذن سقطت مناورة البكر.

- تماما البكر اصيب بالدهشة ووجد نفسه امام موقف محرج، فاضطر الى تكرار مبدأ التثنية فرفعت يدي لكي لا يقع رفيقي يحيى في الحرج من البقاء وحده في هذا الموقف ، ولم يتحمل صدام الموقف فأخذ يتحدث بلهجته المعروفة، متهماً حضورنا بغير الشرعي والانتخابات التي اسفرت عن مشاركتنا المؤتمر بالمزورة ،وطلب تأجيل المؤتمر شهراً لحين اعادة انتخابات الناصرية. وخلال ذلك قام بنقل عدد من مؤيديه نعيم حداد وجعفر عيد، خلافاً للقانون لكي ينجح في اسقاطنا. وادركنا اللعبة فأخذ يحيى المبادرة بالاتصال بجعفر عبر اقناعه بفك ارتباطه بنعيم حداد، مقابل عملنا على ترشيحه كمندوب الى المؤتمر القطري فوافق. وكنت اقترحت ان يكون نعيم حداد رئيساً للجنة التصويت لتفادي امكانية الطعن بالنتائج، وقد تحقق ما عزمنا اليه، فعدنا ثلاثة انا ويحيى وجعفر الى المؤتمر الذي عقدت جلسته الختامية في منزل البكر في منطقة علي الصالح. وقد لاحظنا ان الرفاق العسكريين لم يحضروا فطلبنا حضورهم، فبادر صدام الى المغادرة لجلبهم لكنه بعد نحو ساعة ونصف الساعة حضر ومعه انور عبد القادر الحديثي فقط. لقد فعل ذلك لانه يعرف ان غالبية اعضاء المكتب العسكري يؤيدون القيادة القومية في سوريا.

 ترى هل بذلتم مجهوداً في ما بعد لتوحيد جناحي الحزب في تنظيم واحد؟

- كتحليل فقط اظن ان صدام حسين ترجم قواعد القوة التي توصل المتعاونين الى سدة الحكم. كان مكلفاً بإبقاء الجناح العراقي الذي يتزعمه ومنع اي محاولة لدمجه بالجناح السوري. ولاننا كنا في العراق حزباً قوياً وخشية تسلمنا السلطة ثم توحيد الحزب مع سوريا، فان القوة أياها دعمت صدام بوصفه ضداً نوعياً لنا. وهو تماماً ما فعله صدام، اذ طيلة وجوده في الحكم ظل يحارب سوريا ويعادي قيادتها، والدليل كيف لشخص يريد ان يحارب اسرائيل يكون ضد سوريا ؟ واعتقد ان الامريكان كرروا حكاية الضد النوعي بالنسبة للشيعة ليكونوا ضد ايران لكنهم فشلوا، لان يد ايران ظهرت غير قاصرة في العراق.

 هنا  تداخل الصديق المحامي البارز ضياء السعدي الذي كان حاضراً هذا الحوار فتساءل:

جرائم كبرى

اذا كان صدام وراء بقاء حزب البعث بجناحيه السوري والعراقي ومنع توحيدهما، فانه الان ذهب.. فهل بالامكان توحيد صفوف الحزب ؟

- نعم كان صدام دكتاتوراً وارتكب جرائم كبرى، لكن لماذا القاعدة التابعة له مازالت تتحمل وزر جرائمه. لماذا لم يبادروا الى تقويم مرحلته ويكونوا بمستوى المسؤولية في ادانة اخطاء تلك المرحلة؟ ان هذه الخطوة لابد منها كأرضية لتوحيد الحزب.

 لكنهم لم يفعلوا؟

- هذه هي المسأله. ايام زمان كان النظام دكتاتورياً وهم يخافون بطشه، اما الان فلا عذر لهم الا اذا كانوا هم يواصلون مخطط صدام بالبقاء ضداً نوعياً للحزب.

 استاذ محمد .. انتم كقيادة قومية في سوريا.. كيف كنتم تجتمعون مع الرئيس الراحل حافظ الاسد؟

- ان موقف سوريا مشرف، الحقيقة. اولاً ان الاعداء قبل الاصدقاء يعترفون لحافظ الاسد بقدراته السياسية وادارته للصراع في المنطقة .فقد حول سوريا الى بلد مستقر وانهى آليات الانقلابات التي كانت سائدة. ان الرئيس الاسد نقل بلاده الى الاستقرار والامن المشهود ولعب دوراً اقليمياً لا يمكن لاي جهة الاضطلاع به دون وجود سوريا. وحالياً ايضاً لولا سوريا لسقطت المنطقة بأسرها بيد اسرائيل، وهي تدفع ثمن هذا الموقف الوطني.

 كيف كنتم تلتقون الرئيس حافظ الاسد ؟ خلال مناسبات ام عند عقد الاجتماعات الحزبية فقط ؟

- الرئيس حافظ الأسد وضع الية جديدة لم تكن موجودة في قواعد عمل الحزب وذلك بعقد اجتماع مشترك للقيادتين القومية والقطرية. وشهرياً كان يحضر هذه الاجتماعات وكانت تستمر لمدة اربعة ايام ، حتى تشكيل الحكومة كان يناقش بالاجتماع المشترك.

 بعد المؤتمر القطري في العراق عام 1966 هل حدث انك التقيت صدام او البكر؟

- بعد استلامهم السلطة في 30 تموز 1968 ، اعتقلت في 5 أيلول واودعت السجن.

كم امضيت في السجن؟

-نحو خمسة أشهر.

 في قصر النهاية ؟

- بل في الأمن العامة وسجن الموقف ،كنا في القلعة الرابعة بينما في القلعة الخامسة المجاورة يقبع مجرمون قتلة، والمفارقة انهم اخرجوا من هؤلاء شخصاً كان محكوماً بالاعدام فأخذوه الى قصر النهاية ونصبوه قاضياً!!

 ضحك الشيخ راضي مقهقهاً وواصل الحديث :

- بعد أشهر جاء مدير السجن واوعز بنقلنا جميعا الى جهة اخرى، وركبنا حافلة ليست من آليات الشرطة. كنا نحو اربعين معتقلاً، وسارت بنا الحافلة، ظانين انها تتجه الى قصر النهاية، لكنها بعد عبور جسر الجمهورية اتجهت يساراً ودخلت مبنى القصر الجمهوري. وترجلنا ثم حضر البكر ومعه صدام واخذ البكر يصافحنا ويسمعنا كلاماً لاستمالتنا، وأوعز فوراً بأطلاق سراحنا على أمل ان يمنحنا فرصة للالتحاق بصفوف جناحه. وبعد شهر تقريبا التحق من التحق وحصل على منصب، في وقت بقيت معتكفاً لكن سرعان ما صدر أمر بأعتقالي وأدركت ان مصيري مهدد فهربت الى سوريا. كان ذلك مطلع عام 1977 .

 ومن جديد تداخل السعدي طالباً من الشيخ راضي الحديث عن سر غياب حزب البعث العراقي جناح سوريا، عن المشاركة في العملية السياسية ورأى الحديث عن هذا الموضوع مفيد جداً فقال الشيخ راضي:

- لا ينكر وجود تهديدات قوية لتغيير وجه المنطقة بأسرها وهي مستمرة حتى الساعة، وكانت تطرح مشاريع الشرق الاوسط الجديد وغيرها وواكبها تحشيد لبث الكراهية ضد حزب البعث في العراق. وقد شملونا بذلك وتمخض عنها ما يعرف بالمساءلة او اجتثاث  لبعث. كانت سوريا حذرة من اي موقف يوحي بانها تعتزم مساعدة البعثيين على توحيد صفوفهم في سوريا والعراق. الظرف لم يكن مناسباً، لكن الان يبدو أفضل.

 وبرأيك كيف هو حال سوريا الآن؟

- للاسف الوضع الاقتصادي ضاغط وعدا ذلك فالامور ممتازة؟

 يعني هل يمكن لسوريا ان تخرج من المحنة؟

- حسب قناعتي تستطيع سوريا الخروج من محنتها 100 بالمئة، فالوضع المركزي قوي باستثناء منطقة الشمال الشرقي الخاضع حالياً للاحتلال الامريكي. أنا اجزم انهم لا يريدون للخط الايراني السوري اللبناني ان يتواصل ولذلك اعتزموا قطعه. لقد حاولوا قطعه اولا في العراق.

 استاذ.. لماذا تم الغاء القيادة القومية للحزب في سوريا عام 2016 ؟

- الهدف هو اعادة ترتيب الوضع الداخلي للحزب. والآلية الجديدة جاءت نتيجة ضغوط من الدول العربية مؤداها ان الحزب الوحيد الذي فيه فروع في الدول العربية هو حزب البعث، واظن انهم يعتزمون انهاء الرابط القومي في المسألة ، وقد جاءت هذه الآلية بما لا يجعل مجالاً للاعتقاد لديهم بان فروع الحزب تعمل في الدول العربية. وقد تقرر تغيير الاسم من القيادة القومية الى المجلس القومي ويكون رئيسه الرئيس بشار الأسد بأعتباره أميناً عاماً للحزب ، ويتألف المجلس من اعضاء القيادات القطرية.

 هذا اذن لا يعني ان الالغاء جاء بناء على نوايا بالغاء توجهات سوريا القومية.

- لا ليس كذلك. وقد منح المؤتمر القومي الثاني عشر للحزب القيادات القطرية الحق في بناء علاقاته الثنائية بناء على توجهاتها الوطنية وتقاليد بلدانها. وجاء الغاء القيادة القومية ترجمة لمقررات المؤتمر القومي.

 تبدو الاوضاع العربية بعد الحرب على غزة،في اسوأ احوالها.. فكيف ينظر حزب البعث الجناح العراقي الى ذلك؟

- الوضع مؤسف للغاية، فالشارع الاوربي انتفض من اجل غزة، فيما الشارع العربي يتصرف وكأن غزة لا تعنيه..

وهذه قضية مؤلمة جداً وايضاً بالمقابل كانت اسرائيل تربح معاركها في كثير من الساحات، لكنها الان تطلب من حزب الله ان يكون حيادياً ولا يحول القضية الى غزة، وهذا لم يحصل فعملية وحدة الساحات افشلت المخطط الاسرائيلي. صحيح ان الوضع صعب لكن اسرائيل لا تستطيع ان تحقق فيه نصراً.

 زياراتك المكوكية الى بغداد هل لها علاقة بتواصل الجهود لادخالكم في العملية السياسية؟

- نحن نحاول اقناعهم بوجوب ان نتفق. وكنت اقول لهم ان جمال عبد الناصر برغم شعبيته الواسعة حورب باسم الاسلام. كان يطرح نفسه زعيماً للأمة لكن دول الخليج حاربته بالاسلام.

 هذه المزاعم استخدمت ايضاً في افغانستان ابان الاحتلال السوفياتي لها؟

- بالضبط. ولكن سرعان ما تمت محاربة الامام الخميني رحمه الله ، بالاتجاهات القومية. وفي العراق ثمة ورقة تستخدم وهي ان التيار القومي العربي غائب عن المشهد السياسي.. وما نحاول ان نفعله هو اقناع الحكومة العراقية، اننا لا نملك نفساً تآمرياً على البلد وانما نحن نحاول تسهيل مهمتك بإعادة ترتيب البيت العراقي.

 البعثيون الذين قدموا الى سوريا بعد سقوط النظام نتيجة الاحتلال الامريكي. هل تمت مفاتحتهم باعادة توحيد الحزب وطي صفحة الماضي ؟

- جاءني مؤخراً عدد من الضباط السابقين من تنظيمات النظام السابق، طلبوا مني المساعدة بحجة وجود تحرك من قبلهم..وقلت لهم نحن لسنا ضد الناس الذين لم يرتكبوا جرائم او لم تتلطخ ايديهم بدماء الابرياء، ولكن المطلوب ايضاً منكم اعادة تقويم الماضي اي تحتاجون الى مراجعة لكي تسهلوا الامور عليكم وعلى الاخرين، ولا يجوز تجاوز اخطاء صدام حسين بهذا الشكل . اجلسوا وراجعوا المرحلة وادينوا الجرائم لكي يكون المجال مفتوحاً لاجراء حوار. ذهبوا على أمل ان يفاتحوا رفاقهم.

اتفاقية اوسلو

 خلال عملية طوفان الاقصى وبعد احداث غزة.. هل حصلت لقاءات بين قيادات منظمة التحرير وحزب البعث سواء في سوريا او العراق؟

- سوريا دائماً مع خط المقاومة بينما محمود عباس منذ 25 سنة مازال سائراً في ركاب اتفاقية اوسلو.

 وبالنسبة لحركة حماس ؟

- طبعا.. هناك تعاون برغم ان موقف حماس لا ينطوي على وفاء لسوريا .كان خالد مشعل مدللاً في سوريا .. كان يعيش عيشة امراء و الشيء الذي يريده ينفذ في اللحظة ذاتها، وفي المحصلة ذهب للاصطفاف مع الآخرين. كان موقف يخلو من الوفاء. يتركون سوريا التي لها حدود مع اسرائيل ويذهبون الى قطر التي ليس لها حدود ولا تملك خطاً للمقاومة. ومع ذلك عندما جاء السيد حسن نصر الله الى الرئيس بشار الاسد طالباً صواريخ سكود الى حماس، وقال له اعرف مواقف حماس ضد سوريا، فرد الأسد (أبداً هذا شيء مختلف) وأمر بتزويدهم بالصواريخ مشترطاً تسليمها الى حزب الله ليقوم بنقلها الى حماس.

 العملية السياسية في العراق تنطوي على اخطاء جسيمة..ما النصيحة التي تقدمها الى زعماء القوى والاحزاب السياسية العراقية؟

- اعتقد اننا ازاء ازمة ايمان منسحبة على جمـــــــــــيع القوى. فبعضها كان يرى الامريكان شيطاناً اكبر، لكنه الان يتحالف مع هذا الشيطان وكذلك بعضها كان متحالفاً مع الاتحاد السوفياتي، ولكنه الان ينام في احضان السي آي ايه.

هذه الازمة يجب ان تعالج ونحن من ايام المعارضة التقيت السيد ابراهيم الجعفري وقلــــــــــت له دكتور لا يوجد حزب كل اعضائه جواسيس، مثلما لا يوجد حزب كل انصاره وطنيين. نحن يجب ان نبحث عن مشتركات. ولم يحصل اتفاق على شيء.

 هناك تسريبات تؤكد ان ايران تقف وراء عدم انضمامكم الى العملية السياسية في العراق ..فهل هذا صحيح؟

- تحليلي الشخصي ان ايران لا تريد حضوراً للتيار القومي العربي في الساحة العراقية وامريكا كذلك تشترك بنفس القناعة، لكن كل طرف منهــــــــــما لديه اسباب واسرار مختلفة .

فايران ترى ان وجود تيار قومي عربي بجذور عراقية راسخة في المجتمع سيعطل المشروع الديني ،وامريكا ترى فيه موثراً قوياً على أمن اسرائيل، لاسيما وانه قريب من سوريا.

 


مشاهدات 1418
الكاتب أحمد عبد المجيد
أضيف 2024/08/28 - 4:44 PM
آخر تحديث 2024/11/21 - 11:46 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 226 الشهر 8930 الكلي 10052074
الوقت الآن
الخميس 2024/11/21 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير