سمير مصطفى يباغتنا بموته
صباح اللامي
سمير مصطفى، أو سمير مصطفى حسن القيسي، الصحافي، الدبلوماسي، المترجم، بل قبل ذلك كلّهِ، الإنسان بحق.. بمُثُلِهِ العليا، بهدوئه، بدماثته، بثقافته، بلطف حديثه، وبصحبته التي لا تُملُّ.. كان زميلاً محبوباً.. لم أعرف أحداً قطُّ قالَ شيئاً لا يُرضي عن هذا “الآدمي الجميل” الذي عاش بيننا صحفياً أستاذاً، وكاتباً بارعاً، ومترجماً حَفرَ الصخر ليتعلم الفرنسية بكفاءة عالية.
اليومَ صباحاً، أيقظتني من نومي كلمة محزنة من صديقنا الحبيب سعدون الجنابي، ينعى فيها سميراً الغالي إلى عدد كبير من أصدقائه وزملائه.. وفي البحث عن شيء، عبر الإنترنت، عَرفتُ أنَّ هذا الرجل الحبيب “سمير مصطفى” الذي كنتُ أناديه “سمّوري” مدلّلاً إياه لحبّي لسجاياه النادرة، التي أكدّها طوال جيرته لي في حي الغزالية ببغداد لسنوات، ثم انتقاله إلى الأعظمية الغنّاء، ولم تنقطع بيني وبينه “السلاماتُ، والسؤالاتُ،” عبر الأثير.
نعتْهُ “رانية القيسي”، حفيدتُه الرائعة بما قالته عن جدّها:
بسم الله الرحمن الرحيم
بقلوبٍ مؤمنة نعلنُ، وببالغ الحزن والأسى عن خسارتنا الإنسانَ الخالدَ في وجداننا الدبلوماسي، و المستشار الصحفي المرحوم جدي الأستاذ سمير مصطفى حسن القيسي الذي انتقل إلى الرفيق الأعلى يوم 26 من آب 2024
رحيلُه يذكّرنا بأن الحياة، مهما حاولنا أن نجد لها معنى، قد تكون مجردَ لحظات متفرقة، تتلاشى كغبار الزمن. كم كانَ له مكانةٌ في قلوبنا تجعل أمنياتنا ببقائهِ، ولكن رحلَ إلى دار حقه عند ربه معززاً مكرماً في روضة من رياض الجنة.
وبينما نفقد اليوم إنساناً عزيزاً، فإن ذكرى أعماله الطيبة وسيرته العطرة ستظل خالدة في قلوبنا. ندعو الله أن يتغمده برحمته الواسعة، ويجعل مثواه الجنة، ويمنحنا الصبر على هذا الفراق. إنّا لله وإنا إليه راجعون)
وأنا إذ أنقلُ لكم هنا نص نعي حفيدتهِ له، أحسُّ أنّ ثمّة غصةً تُحشرجُ في الزردوم، تنادي سميراً، بل تنادي كلَّ عزيز، حبيب، أثير إلى قلوبنا، اختطفته يدُ المنون بأمر الله تعالى، ولا رادّ لقضائه. الموتُ حق، وما نحنُ إلا ضيوفَ هذه الدنيا، فلنكن خفيفي ظل على أهليها، كما كان (سميرنا) الجميل، الأثيل، خفيف الطلّة، رقيق الإحساس، جميل العبارة، لا يذكرُ أحداً إلا بخير ولا يقول إلا ما ينفع، أو يسكت. تغمده الله برحمته، وأسكنه جنة الفردوس. كل نفسٍ ذائقة الموت، فلأهليه، ومحبّيه، وزملائه، الصبرُ والسلوان!!…وهي العبارة التي ليس لنا سواها في مجابهة المصائب والملمّاتِ والمحن.
عليكَ رحمة الله وبركاته ورحماتُهُ يا زميلنا العزيز سمير مصطفى ..ولعلّ اللقاء قريب!.