خطابات ترامب المتطرفة

حسين الأعرجي

يبدو أن التأثير الأكبر لأسلوب ترامب وخطابه العنيف كان في استبدال مرشح الديمقراطيين الضعيف بمرشح أقوى. واضح أن التصرفات المتطرفة والتصريحات الجدلية لترامب قد أضرت بشكل كبير بسمعة الحزب الجمهوري وقوّضت ثقة الناخبين بقدرته على الحكم. وهذا دفع الحزب الديمقراطي إلى الاستنتاج بأن بايدن مرشحهم الأصلي، سيكون ضعيفاً ومهزوماً بسهولة أمام ترامب.لذلك قرر الحزب الديمقراطي وبلحظة ادراك استبدال بايدن بمرشح أقوى وأكثر جاذبية للناخبين. وقد وقع اختيارهم على كامالا هاريس، نائبة الرئيس السابقة، وهو نفس الوتر الذي لعب عليه الديمقراطيون في تقديم اوباما ، اذ تتمتع  هاريس بملف قوي ومصداقية أكبر بين الناخبين، ولا سيما بين الملونين والمهاجرين والمثليين والمطالبين بالحريات الشخصية.هذا الاستبدال للمرشح الديمقراطي الأضعف بأحد السياسيين الأقوى والأكثر شعبية أثر بشكل كبير على ديناميكيات السباق الانتخابي.

 فبدلاً من مواجهة بايدن، الذي كان ينظر إليه على أنه هدف سهل، وجد الحزب الجمهوري نفسه في مواجهة خصم أقوى وأكثر جاذبية في شخص كامالا هاريس.وبالتالي، فإن الأسلوب العدائي والخطابات المتطرفة التي انتهجها ترامب كان لها تأثير مباشر في دفع الحزب الديمقراطي لاستبدال مرشحه الأصلي بخصم أقوى وأكثر جاذبية. وهذا التغيير في المرشح الديمقراطي كان له أثر كبير على نتائج الانتخابات النهائية. والحكمة هنا تقتضي ( ان كان عدوك ضعيفا فإسعَ ان تبقيه والا سيأتيك من هو اقوى)