الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
غالب رنگه موسوعة رياضية بحجم الفوز

بواسطة azzaman

غالب رنگه موسوعة رياضية بحجم الفوز

عادل سعد

 

رغم انني لا اعرف بقوانين كرة القدم إلا  بما يمكن ان يعرفه ابوحيان التوحدي عن المركبات الفضائية ، أو بما يعرفه الشاعر الحطيئة عن مسابقات ملكات الجمال العالمية ، لكني  احياناً افوض نفسي المشاركة  في مناقشات عن الرياضة العراقية خاصة مع صديقي الدكتورعلي الهاشمي رئيس تحرير صحيفة الرياضي ذات الانتشار الواسع

لقاءاتنا مازالت  تتكرر ، وتكاد تكون  أسبوعيا  في احدى مقاهي شارع الربيع ،حي الجامعة  ، تاخذنا الساعات في رحلة مداولات  من خزين الذاكرة  ،نتوقف عند المطرب داخل حسن  وهو يناجي امه بحرارة حزن جنوبي (يمه يايمه ،جبتيني للضيم) ، وعند شعراء واصحاب شأن ، بل وعند طرائف متعددة  حين تضطرك الأحداث المريرة الى التعامل معها بالمزيد  من السخرية

الاسبوع الماضي احتل النقاش  بيننا  الخروج المبكر للفريق الاولمبي العراقي من اولمبياد باريس والمظلوميات الموزعة بين انتظارات المشجعين وراضي شنيشل   ،بل ومظلومية  الكرة  بين مقدرات العقل  وزلة القدم ، ويا محنة  الذين تزل اقدامهم  ،فعندها وحسب يكثر استخدام السكاكين  .

بالانصاف ، ادهشتني حقا افتتاحية الهاشمي في( الرياضي) بتناول خسارة الاولمبي العراقي  فقد اعتمد رؤية تحليلية تفكيكية  واقعية  غاية في القراءة الذكية المنصفة المترفعة عن  تمويل الارتصافات لبيع المواقف من أجل الحصول على أرباحٍ شخصيةٍ 

قادنا  الحديث الى الذكريات الرياضية بعد ان حلٌ  علينا ضيفا رائد غالب رنگه  ليعيد تدور ذكرياتي عن والده بالكثير من الاهتمام ،

غالب رنگه كان اغلب الاحيان نجم الصفحات الرياضية في مجلتي (صوت الطلبة ) و(الف باء)  خلال  ثلاثة عقود ، السبعينات والثمانيات والتسعينات .

كان من ضمن مسؤولياتي الادارية والتحريرية ،قراءة كل مواد المجلتين والموافقة على النشر قبل  دفعها الى الطبع  ،وقد اغتنمت  وجود رائد فرصة لي شخصيا لأسأله عن مآلات  والده  ،ماذا بقي من  خزين الكؤوس والشهادات التقديرية  ونصوص الشكر والامتنان  التي نالها  تثميناً لجهده العلمي والرياضي وهي كثيرة  ، وكيف تتعاطى العائلة مع محبي ذلك االعالم الرياضي ،بل سألت لماذا لا تبادر اللجنة الاولمبية  الى أصدار كتاب توثيقي عنه يضم انجازاته  وقد كان في يوم من الايام اميناً عاماً  لها .

رصيد غالب رنگه  من المعرفة العلمية والتطبيقية الرياضية كبير جدا  ،فقد نال درجة  الدكتوراه من المانيا وتقلد منزلة الاستاذية في  مسيرته الاكاديمية والاختصاصيه  في (الساحة والميدان) ،واصبح عميد شؤون الطلبة في جامعة بغداد ، واشرف على عدد من رسائل الماجستير والدكتوراه  وله عدد من المؤلفات التدريسية في مجال اختصاصه ، وتم ترشيحه سفيراً الى احدى الدول الاوربية  لكنه رفض هذا المنصب الدبلوماسي حمايةٌ  لبناته الثلاثة  من الوضع الاجتماعي الاوربي المنفلت وهم من بيئة اجتماعية  محافظة .

الاسبق من ذلك كان شخصية لها المزيد من الحضور المتوازن  حيث تولى رئاسة اتحاد الطلبة العرب خلال مواصلة  دراسته العليا  في (المانيا الديمقراطية) عندما كانت ألمانيا ألمانيتين قبل  سقوط جدار برلين في تشرين الثاني عام 1989  .

ظل  غالب رنگه يملك صداقات واسعة مع العديد من الرياضيين العرب والاجانب  حتى سنة وفاته عام 2018 ، 

من  مأثره  الاكاديمية االمتميزة حرصه على استخدام وسائل الايضاح التطبيقية  لأيصال المادة التعليمية  الى الطلبه ، ولهذا تجده في قاعة المحاضرات وفي الساحات الرياضية بهمة مدرب متمرس .

 

 

 


مشاهدات 27
الكاتب عادل سعد
أضيف 2024/08/21 - 4:20 PM
آخر تحديث 2024/08/22 - 10:59 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 35 الشهر 9431 الكلي 9984975
الوقت الآن
الجمعة 2024/8/23 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير