موسكو مدينة سكرى بالدلال

علي الخالدي

 لقد عدت  من موسكو  يوم  الثلاثاء  10/ 8/ 2024 بعد عشرة  أيام   بلياليها  حيث كنا في ضيافتها  لعقد المؤتمر الدولي الأول للرابطة العالمية للدفاع عن اللغة العربية بالتعاون مع البيت الروسي في العراق  برئاسة ولدي  د ألق الخالدي وطلبة بلا حدود الروسية وجامعة بيرغوف الوطنية الطبية  العريقة وعلى مدى ثلاثة حقق المؤتمر نجاحا باهرا في تعزيز مكانة اللغة العربية وتوسيع مساحات عشقها وتعلمها في روسيا  الصديقة.... لندع المؤتمر وما حقق ذلك قد لخصه  البيان الختامي وما صدر عنه من قرارات وتوصيات وما أسفر من نتائج  لقد وددت   هنا أن  أقف   عند  جمال  موسكو  نظافة  موسكو غنج موسكو     لقد صدمتنا موسكو  وافقدتنا رشدنا بما شاهدنا   ( الماء والخضراء والوجه الحسن)    موسكو لم تكن مدينة بل حديقة وسناء غناء واسعة  تتفتح  أحداق  زهورها كلما   أقتربت منها و يتناثر عليك   شلال  من عبير  أشجارها موسكو  كأنها  بحر  تتماوج وتتغنج  باللون السندسي  الأخضر    فموسكو مدللة أهلها وهي سكرى بالظلال والدلال بما وفروا لها من نظام مرور ونظافة وعشق  وتشجير  وهدوء   لمدينتهم   حتى جعلتنا نشعر  بالألم والخجل   حين  نستحضر مشاهد ( الأزبال) تعج بها شوارع عاصمتنا  الحبيبة بغداد والمدن العراقية  العزيزة  الأخرى وبهذا  فإن موسكو ليست حديقة خضراء زهواء  كأنها  ( مدينة سقطت من السماء) بل قصيدة هجاء  مقذعة  تشتم  وتهين بجمالها وأشجارها وأزهارها  و ونهريها( الفولغا وموسكو) نظافة موسكو تحط من أقدار كل من جرح  عيون  العراقيين والعراقيات  (بالاوساخ) على مدى  عشرين عاماً وقلص مساحات المدن الخضراء ووسع رقعة التصحر  بقتل النخيل وتجريف الحدائق و شن حربا همجية  على الأشجار والأزهار  من زاخو حتى الفاو لقد أصبح لزاما على كل من يسافر إلى موسكو  ويعود عليه  أن يقول   لمن وسخ  شوارع مدن بلادنا الحبيبة (أستحوا قليلا )  لقد بلغ السيل  الزبى!!  أذهبوا وشاهدوا كيف  يحب الناس   الفضلاء  مدنهم  الفاضلة....كم  يليق    بعاصمتها الحبيبة بغداد ومدن العراق الحبيب أن  تكون   أنظف  من موسكو الصديقة وأجمل ولكن !!!

 (أحتمل  السكوت وفيه معنى من التعنيف  أوجع من كلامي).