منظمات وطنية تطلق حملات بيئية للحد من التصحر

ناشطون يدعون الحكومة إلى إتخاذ حلول عاجلة لإنقاذ الأهوار

بغداد -  ابتهال العربي

ميسان - علي قاسم الكعبي

نظم مختصون وناشطون في البيئة،في محافظة ميسان، وقفة احتجاجية على ضفاف نهر دجلة في  مركز المحافظة، احتجاجاً على نقص الإطلاقات المائية للأهوار، بحضور جمع من شخصيات حكومية وإعلامية، ومنظمات حقوق الانسان والبيئة.

وذكر بيان عن تجمع البيئيين في ميسان، تلقته (الزمان) امس ان (قلة اطلاقات المياه الى الاهوار تسبب بكارثة نفوق الأسماك والأحياء المجهرية، وجفاف الوسط البيئي)، داعين الحكومة الى (زيادة الإطلاقات المائية فوراً، للحد الادنى لبقاء الحياة للنظام البايلوجي)،وشدد النائب عن تجمع البيئيين، احمد صالح نعمةً، نيابة عن المحتجين، على (ضرورة إلغاء شرط الحصول على ترخيص لدخول السياح الى مناطق الأهوار، وحرية سريان المعلومات عما يجري في الأهوار،بإستثناء ما يمس الأمن الوطني).

اعتماد الموضوعية

وطالب البيان (المشاركين بالتحقق من المعلومة، واعتماد الموضوعية والمصداقية في نقل الحقائق). وافتتح معاون محافظ ميسان، وعد حسن العلياوي،في وقت سابق، معرضاًبعنوان تنمية المياه ومكافحة التصحر، على كورنيش السراي، متضمناً 20 لوحة فنية معبرة. وأوضح أمين عام برلمان الطفل العراقي، محمد رشيد في تصريح لـ (الزمان) ان (اللوحات ركزت على أفكار تثقيفية لتجنب هدر المياه خلال الاستخدامات اليومية، و كيفية مواجهة التصحر)، مبيناً ان (النشاطات تاتي ضمن فعاليات قافلة التنمية لثقافة الطفل، والتي إنطلقت في حزيران الماضي بمدينة العمارة، وشهدت نشاطات في ميسان، بغداد، البصرة، أربيل، وعدد من المحافظات الأخرى)، وأشار رشيد الى (طباعة كتب و توزيع قبعات وملابس، حملت شعار القافلة الهادفة الى تنمية الإنسان و بناء المجتمع). على صعيد متصل، اطلق ملتقى النبأ للحوار، بالتعاون مع مؤسسات حكومية، حملة نحوعراقأخضر، لزراعة الأشجار، بهدف تعزيز الزراعة المستدامة والحفاظ ‏على البيئة، بالتزامن التصحر وتزايد مستمر في درجات الحرارة.

وقال رئيس ملتقى النبأ للحوار، علي الطالقاني، في تصريح امس، ان (الحملة تأتي في إطار دعم الواقع الزراعي، وزيادة المساحات الخضراء، وتشجيع ‏المواطنين على المشاركة الفعالة في النوض بواقع البيئة،فضلاً عنتعزيز جهود تطوير تقنيات الزراعة)، مبيناً ان (نحو 60 بالمئة من أراضي العراقتعرضت للجفاف، بسب النقص الشديد في المياه، والتغيرات المناخية، وفقاً لوزارة الزراعة وخبراء البيئة)، وأضاف ان (الحملة تأتي للتوعية بأهمية استزراعالمساحات الفارغة،ودورها في دعم الأمن ‏الغذائي، وتعد خطوة هامة نحو تحقيق التنمية المستدامة، والحفاظ على البيئة)، لافتاً الى ان (ملتقى النبأ يسعى الى دعم الجهود التطوعية لزراعة الأشجار، عبر تنظيم ورش عمل وندوات توعوية، لمشاركة المعرفة ‏والابتكارات في المجال الزراعي، بالتنسيق مع منظمات ومؤسسات محلية ودولية لضمان تحقيق نتائج ‏ملموسة)، ودعا الطالقاني، المؤسسات الوطنية الى (الانخراط في هذه ‏الحملة والعمل معاً لتحقيق أهداف عامة). من جهته ذكر وكيل الزراعة،مهدي سهر الجبوري، ان (الوزارة أعدت خطة للتعاون مع ‏حملات التوعية تنفذها منظمات تهتم بالتشجير ومكافحة التصحر)، مشيراً الى ان (حملة نحوعراقأخضر تشمل برامج لزراعة الأشجار، وتحسين تقنيات الري، وإدارة الموارد المائية ‏بشكل مستدام، فضلاً عن مبادرات توعية للمزارعين والمجتمع المحلي بأهمية استدامة الزراعة وخدمتها ‏للبيئة). وتمضي وزارة البيئة، بإجراءات قانونية تجاه المصانع المخالفة، والتي تصل إلى الغرامة والغلق، محددة شروط إقامة المشاريع الصناعية، لحماية الجو من التلوث. وذكر مدير قسم مراقبة وتقييم الأنشطة الصناعية والخدمية في الوزارة، جليل حسين سلمان، في تصريح تابعته (الزمان) امس ان (مصانع الحديد والصلب، وأكاسيد الكاربون والكبريت والنتروجين، تطرح غازات إلى الجو، وتؤثر بدورها على البيئة من جهة، كما تلقي الغازات الدفيئة المنبعثة ضررها من جهة ثانية)، مبيناً ان (الشركات والمصانع الإنتاجية التابعة للوزارة،تؤثر في نوعية الهواء المحيط، عبر ما تطرحه من انبعاثات غازية ودقائقية)، وأوضح سلمان ان (الوزارة اشترطت إقامة مشاريع ضمن محددات موقعية تضمن عدم التأثير في المناطق والتجمعات السكانية، وتوفير وسائل سيطرة على الانبعاثات الغازية والدقائقية، وذلك يسبق منح الموافقة البيئية لهذه المشاريع).

كما اوصى مجلس مشترك بين وزارة البيئة ومحافظة بغداد، بتشكيل لجنة لتنفيذ الاستراتيجية لإعلان بغداد مدينة خالية من الالغام والمخلفات الحربية، وتحسين البيئة. وذكر بيان تلقته (الزمان) امس ان (اجتماعاً ضم كل من محافظ بغداد، عبد المطلب العلوي، مع وكيل وزير البيئة، اكتفاء الحسناوي، ودائرة الالغام، ومديرية بيئة بغداد، ناقش الوضع البيئي ومعالجة الالغام والمتفجرات المنتشرة في العديد من المناطق).

تشكيل لجنة

وتم خلال الاجتماع الاتفاق على (تشكيل لجنة مشتركة بين محافظة بغداد والوزارة، لتنفيذ الاستراتيجية الخاصة بإعلان العاصمة خالية من الالغام والمتفجرات والمخلفات الحربية، واتخاذ حزمة من الاجراءات التنفيذية لتوفير احتياجات ومتطلبات تحقيق بيئة صحية لاهالي بغداد). وتمضي وزارة البيئة، بإجراءات قانونية وصفتها بالصارمة، لمنع تجريف الأشجار والبساتين والأراضي الزراعية، موضحة قانونها الخاص بحماية الأراضي الزراعية من الزحف العمراني. وقال المتحدث بإسم الوزارة، لؤي صادق المختار، في تصريح امس ان (الوزارة تسعى الى تطبيق الإجراءات الصارمة لمنع تجريف الأشجار والبساتين والأراضي الزراعية، أهمها ماجاء به قانون حماية وتحسين البيئة رقم 27 عام 2009 في فرعيه الرابع والخامس)، مبيناً ان (النص الرابع أشار بالمادة 17 الى منع أي نشاط يؤدي بعدم الالتزام بالتصاميم الأساسية للمناطق الحضارية، او الإضرار بمساحة أو نوعية الغطاء النباتي في أي منطقة، لمواجهة مشكلة التصحر)، واضاف المختار ان (المادة 18 من القانون المذكور أعلاه، تمنع قطع الأشجار المعمرة في المناطق العامة داخل المدن، إلا بموافقة رسمية من رئيس مجلس حماية وتحسين البيئة في المحافظة)، منوهاً الى (اهمية واجب المحافظين بمنع قطع تلك الأشجار داخل المدن بموجب القانون، الا في حالة استحصال الموافقات من الجهات المعنية بمنح التراخيص، التي تشترط معرفة الإنتاج السنوي للدونم الواحد من البساتين أو الغابات).