الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
موسى عباس يرسم الواقعية بألوان متناغمة: الريف وطبيعته الخلابة محور أعمالي الفنية

بواسطة azzaman

موسى عباس يرسم الواقعية بألوان متناغمةالريف وطبيعته الخلابة محور أعمالي الفنية

 

         بابــل -  كاظـم بهَـيّــة

منذ طفولته شغف بشنا شيل و داربين محلته التي نشأ في احضانها متأثرا بمحيط بيوتها المكتظة والوان جدرانها، وفي متوسطة الحلة ومرسمها الصغير وضع قدميه على سلم فن الرسم ، وبعد دخوله وتخرجه من معهد الفنون الجميلة في سبعينيات القرن الماضي ، اكد حضوره في المشهد التشكيلي العراقي على مستوى مدينته الحلة وعلى عموم الحركة التشكيلية العراقية ، ولكون الفن وسيلة للتعبير والفنان التشكيلي  يمتاز عن غيره بحساسية ومشاعر مرهفة وخاصة ، حتى اخذ برغبة في التعبير عن النتيجة التي وصل لها بعد ان تأملها وتعمق بالخيال فيها ، وقد جاء هذا التعبير من خلال اعماله فبدأ يوثق تلك الشناشيل  ودرابينها الضيقة ، وكذلك بنقل واقع الريف في ضواحي الحلة وبالضبط (العيفار) تلك القرية الريفية، و ما يتذكره بطفولته من خلال زيارته المستمرة  لها(على حد قوله)، حيث رسمها بواقعية صرفة وبالوان وايقاعات متناغمة ، متأثرًا بجمال مناخها وسحر شواطئها ، انه الفنان التشكيلي  موسى عباس (1947 – الحلة ) دبلوم معهد الفنون الجميلة بغداد 1976 – 1977 ، عضو نقابة الفنانين ، عضو جمعية التشكيلين ، عمل مصمم للأعمال النسيجية للإقطاع الاشتراكي – والخاص ، سبق وان اقام معارض شخصية عدة، الاول 1976 ،والثاني فن التصميم على الاقمشة 1992 –بغداد قاعة السعادة ، والثالث معرض فن التصميم على الاقمشة 1993 في الزرقاء – عمان ، الرابع للأعمال التشكيلية 2006 على قاعة عشتار في الحلة . اضافة لمشاركته في المعارض السنوية التي اقامتها نقابة الفنانين  وجمعية التشكيلين  منذ عام 1976 وحتى يومنا هذا ،التقيته مؤخرا واجريت معه هذا الحوار :

 من اين تبدأ الحديث عن حياتك الفنية ؟

-منذ نعومة اظفاري وانا اترعرع في منطقة ( جبران )المعروفة في بيوتها الرطبة وشناشيلها الشامخة ، فتأثرت بهذا المحيط الذي فتح لي فرصة التأمل والخيال ، وبذلك تعاملت هنا مع الوان جدرانها ومساحاتها بشكل فني واضح ومؤثر ، كانت انطلاقتي من متوسطة الحلة ، حيث كان المرسم الصغير عالما ساحرا بممارسة اشتغالاتي الفنية ، حيث كان الاستاذ عبد الغني المصري الجنسية ، موجها لي ومعلما للضوابط الفنية حينها ، ولايفوتني ان اذكر الاستاذ عبد الغفور الحديثي .وكانت تلك هي البداية .

  ما الاسلوب الذي يميز اعمالك عن غيرك ، وهل تأثرت بفنان وسرت على خطاه ؟

- اما اسلوبي الفني الذي يميز اعمالي فأني اعتمد الالوان الخاصة بالحيطان المتهرئة ، والوان الخشب ، والنوافذ المشرعة ، فكان اللون الفيروزي (القهوائي اي اللون الجوزي ) هو اللون السائد في معظم اعمالي والالوان الاخرى ، ومنها تميزت بخصوصية في تقديم  عمل فني مفعم بالحياة ، وتأثرت بالغالي أمين عباس لأن عشنا سوية في مكان واحد، علما أنه أكبر مني عمرا ،تأثرت بصبره وسعت صدره في مجال العمل الفني.

  نلاحظ البيئة الريفية تحتل مساحة وتأثير في اعمالك ،فما سر هذا التأثير؟  

-كان ريف «العيفار « من المناطق الواسعة الخضرة والكثيفة بنخيلها وهي تقع على ضفاف شط الحلة ، فكان والدي يصحبني معه مشيا على الاقدام الى تلك القرية الساحرة ،واتأمل ما يسحرني من الوانها وبيوتها الطينية المكتظة بأشجارها ونخيلها ، بالقرب من النواعير التي تغذي اراضيها وتجعل منها عالما خلابا بالألوان الساحرة ، فمن هذا كان تأثيري بالريف وطبيعته الخلابة اتخذتها محورا لأعمالي الفنية .   

  ماذا يعني لك المكان الذي تركز عليه في اغلب اعمالك ؟

-المكان هو المادة التي ينطلق منها الفنان في اعماله وبدون المكان لا قيمة لتلك الاعمال ، فالقرية والبيوت والنهر والمدرسة والشارع والمحلات كل هذه  الاماكن تمثل اقرب الاصدقاء لي ،فالمكان منطلق حقيقي وصادق لأعمالي الفنية

البيئة اللونية

 هل التقنيات الحديثة اسهمت في النهوض بالفن التشكيلي ؟

-نعم ، التقنيات الحديثة لها اسهامات مؤثرة جدا في فن  التشكيل ، حيث كان بعض العجائن في الاشتغالات الفنية على سطح التصويري ، مما يعطي للمتلقي اعجاب بالتكنيك من بعض المؤثرات المتاحة لدى الفنان والبيئة اللونية في التكوين .

  هل انت مع  ان يكون الفنان شموليا في تعدد الاساليب الفنية ام يرسو على اسلوب واحد يعرف به ؟

-انا مع ان يكون للفنان اسلوب خاص له يميزه عن الاخرين، ويعتبر هذا الاسلوب خاصية ، وان يعتمد اسلوب التجريب والتجليف بإبداعاته الفنية وذلك لتطوير اسلوبه الخاص به .

 كيف تقيمون جيلكم ؟

-جيلنا السبعيني جاء مكملا للجيل الذي سبقه في حركة التشكيل العراقي ، ويعتبر جيلا مبدعا حقيقيا وصادقا ، انا مع ما ينتجه الفنان الحقيقي وان كان عمره الفني قليل او قصير لكن ابداعه كبير ، هذا مايميزه عن الاخرين

  كيف تبلور بداخلك فن التصميم  ، وهل هناك حدود فاصلة بين التصميم والرسم كفن  ؟

-تخرجت من معهد الفنون الجميلة – بغداد في سبعينات القرن الماضي ، كفنان تشكيلي ، لكن مارست التصميم في بداياتي في معامل النسيج الناعم في الحلة والديوانية ، حيث كنت مميزا بإصدار نقشات وتصاميم اسهمت في تسريع الترويج للبيع والاعجاب ، وقد حصلت على هدايا وجوائز من خلال ماعملته من ابداع في تصاميم النقشات الجميلة . اضافة لذلك عملت تصاميم لكتب و»لوكو» للمهرجانات التي تقام في بابل ،.اما جوابي للشق الثاني من السؤال  ليست هناك حدود فاصلة بينهما ، كلاهما تكوين فني تعبيري وبالوان مكثفة ومؤثرة .

  ماذا تقول في الاسماء الاتية :

- شاكر نعمة :من الفنانين المميزين ومن مؤسسي نقابة الفنانين في بابل ، له حضور جيد في حركة  الفن التشكيلي .

حامد الهيتي : فنان تشـــكيلي ماهر وقاص مــــــــبدع وناقد تشكيلي رائع ، هادئ الطبع ودمث الاخلاق وصديق الجميع .

- عزيز الشكرچي : فنان تشكيلي يمتاز بأعمال الواقعية والالوان الجميلة ، انتج الكثير من الاعمال الفنية التي تميزت بألوانها الدافئة تخرج من معطفه الكثير من فناني الحلة .

- امين عباس :تشكيلي مهم في الحركة التشكيلية ، عرف بألــــــوانه الناطقة، الالوان الشذرية وتكويناته الرائعة والتي تسحر المتلقي ، وهو فنان خزاف ماهر ، تخرج على يده الكثير من الفنانين لكونه كان مدرسا في المعهد الفنون الجميلة –بغداد .

 


مشاهدات 40
أضيف 2024/08/13 - 4:19 PM
آخر تحديث 2024/08/14 - 12:39 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 257 الشهر 5829 الكلي 9981373
الوقت الآن
الأربعاء 2024/8/14 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير