الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
الشمري شغوف بالواقعية ويأخذ منحى الحداثة: التجريب الدائم يجعل التجديد لعبة تغيّر قواعدها مع الوقت

بواسطة azzaman

الشمري شغوف بالواقعية ويأخذ منحى الحداثةالتجريب الدائم يجعل التجديد لعبة تغيّر قواعدها مع الوقت

 

بابــل -  كاظـم بهَــيًـة

يعود التشكيلي محسن الشمري، الى الحضور البارز في الساحة التشكيلية،والمعروف عنه انه من مواليد بابل 1954، ماجستير فنون تشكيلية/ جامعة بابل، سبق له ان أقام معرضه الشخصي الأول على قاعة الود للفنون والثقافات في بابل عام 2019، وشارك في أغلب المعارض الفنية التي أقامتها جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين-  المركز العام وفرع بابل، فضلاً عن مشاركاته خارج العراق والمحافظات الأخرى، عضو نقابة الفنانين العراقيين، وجمعية التشكيليين العراقيين.، التقيته في هذا الحوار لنتقرب من تجربته ومشواره مع عالم التشكيل،و ما هو مفهومه للفن والحياة،وعن ذلك يقول : الحياة بمعناها الحركي هي النفس، والنفس في هذا الجو الغبر يحتاج الى مرشحات كي تستقبله الروح نقيا، والفن هو ارقى انواع المرشحات لتصفية وتنقية النفس الداخلة الى الروح لتحقيق المتعة والغبطة.

  *بمن تأثرت من الفنانين العالميين او المحليين ومن تعجبك لوحاته ورسوماته؟

- (روبنز) هو الاب الروحي لكل فنان ولد بعده. وانصح الدارسين بأن يتابعوا جنون فان كوخ في الرسم وان يحاذروا من تكعيبية بيكاسو،وان يحيوا بكلتا اليدين شكر حسن آل سعيد وان يفخروا بنصب الحرية.

ارى في بعض اعمالك تأثير واضح لمحمد علي شاكر و كاظم حيدر، ما هو تعليلك لذلك ؟

-الفنان الراحل كاظم حيدر هو استاذي ومعلمي واتذكره واشعر بعظمته في الفن، كلما صعب علي امر اللوحة فهو يغذي لوحته ويشبعها بالعناصر والالوان كما لوكان يطعم مسكينا وينقذه من الموت جوعا. اما الفنان الرائع محمد علي شاكر فقد شكل ظاهرة عراقية في الفن، وأنا اكن له كل الاحترام.

ارى في اعمالك  الواقعية ذاكرةٌ للزمان والمكان  لم تفارقها فما سبب هذا التأثر ؟

-الواقعية ركن عميق وخطرمن اركان الفن التشكيلي،  والواقعية تجيب على تساؤلات دفينة والكشف عنها مسؤولية الفنان،عن طريق فك شفرات التفاصيل ودقة التعبير عن زمن الحدث وجغرافية المكان،  والفرق بين الواقعية وباقي المدارس انها تنقل الحدث من الخارج الى دواخل الفنان، على عكس باقي المدارس التي تنقل الحدث من داخل الفنان الى شاشة العرض.

المعروف عنك طوال سنوات تجربتك التشكيلية شغوف بالواقعية واخير اخذت  منحى الحداثة ما سر هذا التحول وهل تغادرها الى الابد؟

-التجريب الدائم والمستمر يجعل من التجديد لعبة تغير قواعدها مع الوقت. لا اؤمن بالركود الاسلوبي ولا في الابقاء على عناصر معينة هي بذاتها تتداول من لوحة الى اخرى،  فالسياقات في اعتقادي مفتوحة والحياة تتغير باستمرار، والفنان الذي يجيد اللعبة هو من يسابق الحدث وبعدها لكل حادث حديث.

يواجه المتلقي في اعمالك كتل لونية صارخة وكثيفة وشديدة القتامة دائما، لماذا وماذا تشكل عندك؟ 

- الكتلة متعددة العناصر هي العشيرة اللونية، وتتكرر بلوحاتي كوني اؤمن بان الحل الجماعي هو الحل الامثل باعتقادي، لأنه يقلل الاخطاء ويمنحنا فرصة للتصحيح،ويؤكد ايمان بالحكمة الربانية (وامرهم شورى بينهم) اما ما تسمية (العتمة) اقصد به الرأي الجماعي بثقل وزنه ليكون هو الارجح.

هل انت مع البحث عن التجديد والابتكار، واهم المواد التي تفضل استخدامها؟

- التجديد في الفن يعني (الخلق) والابتكار يعني (الابداع)، والخلق والابداع هما اهم شرطين في اللوحة الناجحة، وهما ما يميزانها عن باقي اللوحات المطروحة بين سلسلة المدفوعات الاسلوبية والتنفيذية في الفن.

على ماذا تؤكد في اعمالك على القيمة التعبيرية ام القيمة الجمالية؟

-القيمة الجمالية شرط بنائي في اللوحة، والجمال صفة ملازمة في الفن، تتفق بعض المدارس الفنية، بان ليس هناك شيء اسمه القبح انما هو درجة من درجات الجمال.

المتطلع لأعمالك يرى انفراد وحزن وترقب وحركات، من خلالها ماذا تريد ان تقول؟

- الترقب والحذر في الشخصيات التي ارسمها تعلمناه من مخلوقات تعيش بالقرب من الانسان، كالحمام والفخت الى اصبح عندنا دراما انسانية طبيعية في مظهرها العام،  لكنه معقدة وشائكة في الحسابات النفسية وهذا الصراع يشعل دواخل الفنان، مما يمنحه طاقة المقاومة والتحدي الى ان يحين زمن انتصار الروح على المظهر.

ما رأيك بالحركة التشكيلية في العراق؟

-الحركة التشكيلية في العراق، بشكل عام ليس فيها قبل وبعد، فهي تقييم شامل لمجمل ما تم وما توصل اليه الفن،وتأريخ الفن هو الوسيط الزمني الذي تمر على اجزائه جميع الفعاليات التشكيلية متسلسلة. اما المقارنة بين ما تقدم من الفن التشكيلي في العراق وما تأخر فهو المسافة بين حاضر الفن وما سلف والتي لا يمكن الرجوع اليه عن طريق التقليد او المحاكات، او محاولة نقل التجربة كما لو كانت في الامس لاختلاف ظروف الحياة والعمل وسرعة الزمن وتنوع الادوات المنفذة،ففي الامس كانت الحركة التشكيلية العراقية، تدور رحاها على ثلة من الفنانين المجدين الاكفاء تقدر بالعشرات،اما اليوم فهناك المئات منهم لكني لم اجد احدا منهم حقق نصف ما توصلوا اليه، لا على مستوى الطموح  ولا الفعل، وكان من المؤمل ان يحدث عكس ذلك.

 

 

 


مشاهدات 27
أضيف 2024/07/15 - 3:37 PM
آخر تحديث 2024/07/16 - 3:09 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 51 الشهر 6824 الكلي 9368896
الوقت الآن
الثلاثاء 2024/7/16 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير