هيئة الإعلام والإتصالات تضع إستراتيجية لتعزيز التعاون بين وسائل الإعلام والسلطات النفيذية
تبديل رايتي الإمام الحسين وأخيه العباس وسط تعازي بذكرى الطف
كربلاء - محمد فاضل ظاهر
شهدت مدينة كربلاء، مساء امس الاحد، تبديل رايتي قبة الامام الحسين واخيه العباس، عليهما السلام، من الحمراء الى السوداء، وذلك بعد صلاة العشاء، إيذاناً ببدء شهر محرم الحرام، وتجدد المصاب. وقال رئيس قسم الاعلام في العتبة الحسينية، عباس الخفاجي، لـ (الزمان) امس، ان (العتبة أكملت استعداداتها لهذا الحدث المهم، بحضور جمع غفير من الزائرين والمسؤولين الحكوميين من مختلف المحافظات، لتقديم العزاء لاهل البيت عليهم السلام)، مشيراً الى ان (ذلك هو تقليد سنوي تقيمه العتبات في كربلاء لاحياء ذكرى واقعة الطف، ويتخلل مراسيم تبديل الرايات كلمات بهذه المناسبة من قبل المتولي الشرعي للعتبة الحسينية، ورئيس ديوان الوقف السني). وناقش محافظ كربلاء، نصيف جاسم الخطابي، مع قائد عمليات الفرات الاوسط، علي الهاشمي، التحضيرات اللازمة لاستقبال الزوار في العاشر من محرم.
تكثيف جهود
وشدد الخطابي خلال الاجتماع على (ضرورة تكثيف الجهود لضمان امن وسلامة الزائرين)، لافتاً الى (أهمية تقديم الاسناد والدعم للقوات الأمنية التي تتولى مهام تأمين الزيارات المليونية)، من جانبه أوضح الهاشمي ان (العمل جار على اكمال الخطة الأمنية التي تعرض على مجلس المحافظة للمصادقة عليها)، وأضاف ان (الخطة تدخل حيز التنفيذ بدءاً من السبت المقبل لضمان توفير اقصى درجات الامن للزوار). ويستعد اهالي كربلاء لنصب المواكب الخدمية والسرادقات، مع قرب شهر محرم. ويدأب قسم المواكب والشعائر الحسينية في العتبتين الحسينية والعباسية، على تلبية احتياجات اصحاب المواكب والتكيات، وتهياة الركائز الحديدية من اجل اقامتها، سعياً لتقديم الخدمات للزوار الوافدين الى المحافظة قبل دخول شهر محرم الحرام. وقال عدد من اصحاب المواكب لـ (الزمان) امس، ان (اهالي كربلاء بدأوا تحضيراتهم الخدمية بإقامة المواكب والهيئات الحسينية استعداداً لذكرى استشهاد الامام الحسين)، مشيرين الى ان (شوارع وازقة المدينة والمباني والدوائر الحكومية توشحت بالسواد حزناً على اهل البيت عليهم السلام)، واوضحوا ان (الايام العشرة الاولى من محرم خصصت لتقديم الطعام ومياه الشرب وتوفير الراحة للزائرين القادمين الى المحافظة)، مؤكدين (الاستمرار بهذه الخدمة لابراز الصورة الناصعة للامام الحسين واهل بيته، وادامة ذكر قضيتهم)، من جانبه لفت رئيس قسم المواكب والشعائر الحسينية في العتبتين الحسينية والعباسية، عقيل الياسري لـ (الزمان) امس الى (التنسيق مع اصحاب المواكب، بهدف ايجاد خارطة عمل تتضمن نشر المواكب والتكيات في اماكن مخصصة، لتجنب تأثيرها على حركة الزائرين وانسيابية تقدمهم اثناء تأدية المراسيم العزائية)، وأضاف ان (إدارة وفرق القسم تعمل كل سنة على التحضيرات الامنية واللوجستية والخدمية لانجاح الزيارة، وخدمة الزوار)، مبيناً ان (الايام المقبلة تشهد مراسيم تبديل رايتي قبة الامام الحسين واخيه ابي الفضل العباس، من الحمراء الى السوداء بمناسبة محرم). وذكر الخفاجي لـ ( الزمان) امس، ان (العتبة اكملت استعداداتها لهذا الحدث المهم، والذي سيحضره جمع غفير من رجال الدين والزائرين من مختلف المحافظات، لتقديم العزاء، ضمن تقليد سنوي تقيمه العتبات في كربلاء، لإحياء ذكرى فاجعة الطف الخالدة). على صعيد متصل، وضعت مديرية المرور العامة، خطتها الخاصة بالشهر، مصدرة عدة توجيهات. وقال مدير قسم العلاقات والإعلام في مديرية المرور العامة، المقدم محمد علي الحسون، في تصريح امس انه (ضمن توجيهات وزير الداخلية عبد الأمير الشمري، ووكيل الوزارة لشؤون الشرطة، يجري التنسيق المشترك مع الأجهزة الأمنية والقيادات في بغداد والمحافظات، بالتزامن مع اقبال وفود الزائرين، من اجل تأمين انسيابية حركة المرور)، مبيناً ان (المديرية تتجه لنشر مفارز بين الطرق الرئيسة والتقاطعات والساحات، وفقاً للتوجيهات الصادرة من الجهات العليا)، واكد الحسون (صدور توصيات من قبل مدير المرور العام، لتقديم أفضل خدمة للمواطن، وتأمين حركة السير بانسيابية عالية، وتقديم كل ما يتطلب لفتح حركة الطرق وسير المركبات في بغداد والمحافظات، التي تشهد إقبالاً واسعاً من الزائرين).
وشهدت كربلاء السبت مبادرة حوارية غير مسبوقة بين وسائل الاعلام والمحافظ نصيف جاسم الخطابي، من المتوقع ان تتعمق ابعادها نتيجة استراتيجية جديدة وضعتها هيئة الاعلام والاتصالات لوضع العاملين في الاعلام بصلب اهتمامات المسؤولين وابلاغ هؤلاء بالمعوقات التي تواجه الاعلاميين، خلال ممارساتهم التغطية لنشاطات السلطات التنفيذية. واكتسبت هذه المبادرة، التي وصفتها الهيئة بالمؤتمر، الذي يهدف الى ردم الهوة بين الاعلام والمؤسسات الحكومية أهمية خاصة مقابل تسهيل المهمات التي يضطلع بها العاملون في السلطة الرابعة. واقيم المؤتمر في واحد من أفخم فنادق كربلاء المطل على نهر الحسينية والقريب من محيط الروضة العباسية.
فيلم وثائقي
واستهل بعرض فيلم وثائقي بعنوان قصة نجاح، تناول بالشرح المشاريع المنجزة في كربلاء، خلال السنوات الثلاث الماضية والتطورات البنيوية التي شهدتها القطاعات الاقتصادية والصحية والاجتماعية والتعليمية، فضلاً عن الخدمات البلدية والعمرانية التي بلغ عددها اكثر من 300 مشروع الى جانب عشرات اخرى محالة الى المقاولات. ويلفت الانتباه ان المحافظة شهدت طفرة نوعية في انتاج بيض المائدة وزراعة الحنطة واصناف أخرى من السلة الغذائية. كما نجحت في احالة 69 مشروعاً استثمارياً، اكد الخطابي نجاحها في تنويع مصادر الدخل وتشغيل اليد العاملة وتعزيز تجربة البناء والاعمار في كربلاء. وادار المسؤول في الهيئة جادر الجادر حواراً مثمراً بين الخطابي وممثلي وسائل الاعلام المقروءة والمسموعة والمرئية كرس القسم الاكبر منها للحديث عن استعدادات كربلاء لاستقبال حدثين بارزين هما زيارتي عاشوراء والاربعينية. وكشف الخطابي ان (كربلاء تستقبل نحو 25 مليون زائر خلال الزيارة الاربعينية ما يجعلها مدينة كرم نادرة تعكس عظمة تضحيات الامامين المدفونين في أرضها المقدسة)، داعياً وسائل الاعلام الى (تسويق هذا الحدث عالمياً بما يعزز ثقافة التسامح وقيم الحق والبطولة ويقدم امثلة ميدانية عن حالة الاستقرار والتطور التي يشهدها العراق). وعرض الخطابي فلسفته في ادارة الحكومة الحالية مؤكداً انه (يستنبط من تجربته في العمل زرع قصص التقدم والنجاح وازالة اي اثر للكسل والخمول أو شبهات الفساد في ادارة المؤسسات)، وقال انه (نجح في نقل واقع الوظيفة من النجاح الى الابداع). وعزا النجاحات المتحققة الى هذه المعادلة. واكد انه (برغم تواضع الميزانيات السنوية المتاحة لكربلاء فان المحافظة انجزت عشرات المشاريع في توقيتاتها وبأفق ايجابي). وألقى الخطابي باللائمة على دائرة الاثار والتراث في وزارة الثقافة في عدم استثمار المواقع الاثارية والتراثية التي تشتهر بها كربلاء ويعود بعضها الى ألفي عام قبل الميلاد. واعترف بان استثمار قطاع السياحة الاثارية قد يدر مصادر غنية الى مواردها. وفي موضع آخر اكد الخطابي وجود حالة من التكامل الخلاق بين ادارة المحافظة وامانات العتبات المقدسة تجسدت في وفرة مشاريع قطاعات الصحة والتعليم والزراعة، مشيراً الى مشروع زراعة مليون نخلة في صحراء كربلاء لمواجهة التغيير المناخي والتقلبات الجوية الناجمة عنه.