أحلام الطفولة في معرض طالب جبار
بغداد - علي إبراهـيم الدليمي
على قاعة أكد للفنون في بغداد، أفتتح المعرض الشخصي للفنان طالب جبار، تحت عنوان (أحلام الطفولة)، الذي ضم ثلاثون لوحة بقياسات مختلفة، أستلهم فيها مشاهد إستذكارية لبعض من صور الطفولة العراقية.
فمنذ أن دخل جبار عالم الفن، وهو يذوب شيئاً فشيئاً في مدرسة بغداد للفنون أو (المدرسة البغدادية) التي أسسها الفنان جواد سليم في خمسينيات القرن الماضي، وسار على نهجها أغلب الجيل الستيني، وحتى اليوم، فكانت بحق مدرسة ومذهب فني خاص بطعم بغدادي خالص.. إلا أن جبار أراد أن يؤسس له أسلوبه الخاص بروحيته المتميزة، المتدربة عميقاً وطويلاً، والتي تعتمد على ثيمة الموضوع كأساس، فقد نجح في صهر شخصية الطفل أو الشخصية الجنوبية، في هذه المدرسة، بعدما كانت تقتصر على الشخصيات البغدادية «حصراً»، ولكن ظلت السحنة العراقية نفسها تهيمن على وجوه الشخصيات، فقط بعض الرمزيات الفلكلورية الجنوبية، تربعت على مشاهد المعرض عموماً.. كلعب الأطفال في الطائرات الورقية، وركوب الدراجات الهوائية، وبائع البلبي، وفي السوق، والنزهة، وبائعة الدجاج، وبائع الرقي، والذهاب إلى المدرسة.. وغيرها من المشاهد اليومية.
جبار، ولد في بغداد العام 1957، دبلوم معهد النفط، وهو أحد الفنانين العراقيين المتميزين بأسلوبه الفني (البغدادي) باللوحات الزيتية والأكريليك، متأثراً بالمدرسة البغدادية، منذ بداياته، وقد شغف بفن الرسم مبكراً منذ طفولته، حيث مارس فن الرسم بشكل شخصي، ليكبر معه هذا الفن حتى هذه اللحظة، وقد ساهم في المعارض الفنية المشتركة التي أقيمت في العراق وخارجه وعمل في الصحف والمجلات العراقية بصفة رسام ومصمم ورسام كاريكاتير.. عضو نقابة الصحفيين العراقيين عضو اتحاد الصحفيين عضو جماعة الكاريكاتير بغداد.
كما بدأ جبار خطواته الأولى في رسم الكاريكاتير، والتخطيطات السريعة لأفكار واقعية تعبيرية وإنطباعية عامة. ولأن فن الكاريكاتير، لغة عالمية بخطوط مختزلة بسيطة وبمعالجة تكويناته تغني بمضامينه الجميلة الكثير الكثير من المعاني السامية، حيث انه قريب جداً من هموم الانسان. و لا يفصله عنهم اية حواجز أو تعقيدات في الفهم أو التفسير، فهو متواجد ومتزامن مع الأحداث في كل زمان ومكان، وللصحف والمجلات دوراً كبيراً في نشره وإعلانه. لذا فقد وجد الفنان طالب جبار في الكاريكاتير متنفسا رائعا لقدراته وافكاره وطموحاته الفنية.
في بداياته الأولى تأثر كثيرا بالرسام المصري (صلاح الليثي) حيث بقيت رسوماته محصورة في إطار التأثر بالأسلوب المجرد من التفاصيل، فضلاً عن تأثره لاحقاً بأسلوب الفنان العراقي «رائد نوري»، وبمرور الزمن بدأ يتخلص.. أو يخرج من تلك التأثيرات.. والبحث عن أسلوب فني خاص به. وفعلاً أجاده وأبدع فيه.
وبما ان رسومات الاطفال تقترب كثيرا من رسم الكاريكاتير. فقد اخذ يميل أيضاً لرسوم عالم الأطفال كثيراً، بالوانه وعفويته المحببة، صورها بشفافية بالغة، وحاول الولوج لمعالمهم الملونة فرسم عشرات الصور لحالات ومواقف طفولية بريئة، وكان ذلك في مجلتيّ: (مجلتي والمزمار)، ومنها بعد ذلك جاءت الخطوة الأولى لنشر الكاريكاتير في مجلة (ألف باء)، وفي المشاركات الأخرى في معارض لجنة الكاريكاتير في نقابة الصحفيين العراقيين.. وغيرها. و بعد العام 2003 أسس دار ومجلة «صديقي» للأطفال.