الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
إضطهاد القوة

بواسطة azzaman

إضطهاد القوة

حيدر صبي

 

ايران الان تعيش تحت وطأة ما يسمى ب ( اضطهاد القوة ) ، فمقتل شخصية ضيف بوزن اسماعيل هنية على اراضيها وبالكيفية التي تمت بها عملية الاغتيال ، يكون لزاماً عليها ان الرد على الاعتداء الذي طال سيادة اراضيها وبشكل بالغ يرتقي الى مستوٍ ما يقايس مستوى قوة الضربة التي وجهت اليها فعسى ان تسترد شيء من هيبتها التي دُنّست باقدام اسرائيلية اراض دولة طالما تبجحت برفع شعارات تحرير الاراضي المغتصبة بينما باتت اراضيها مغتصبة بكثرة الخروقات الامنية والضربات الموجعة ، ابتداء من سرقة الملف النووي ومقتل رئيس برنامجها النووي الى عدد من الضربات التي طالت منشآتها في الداخل الايراني مروراً بهجوم مفاعل نطنز وحتى مقتل الجنرال سليماني ومن ثم ضرب قنصليتها بدمشق هذا غير مقتل الرئيس رئيسي الذي اعاد حادثه للواجهة مع وزير خارجيته بعد مقتل هنيّة ليعلل مقتله انه لم يتم بحادث عرضي وكما صورته ايران .. ايران تمتلك قوة الرد لكن لا يمكن لها استخدامها وبشكل يحفظ لها ماء وجهها ، فهي تدرك جيداً انها وحال استخدام القوة المفرطة في الداخل الاسرائيلي لاحداث خسائر ملموسة في منشآتها الحيوية ، سترد اسرائيل برد انتقامي يطال جميع منشآت ايران وربما النووية في مقدمتها وهنا سنكون على خطوات من الحرب المباشرة والمنطقة ستدخل دوامة المجهول .  لهذا فهي تعاني من هذا الاضطهاد الذي يبدو انه سيرافقها وحتى تجبر لخوض معركة لا مناص منها لتكون مفتوحة .

 بقي دعم واسناد روسيا بتزويد ايران بمنظومة ال S400 وعدد من البطاريات الدفاعية التي وصل قسم منها وسيصل المزيد في الايام المقبلة بعد زيارة شويغو لطهران ، وهذا ربما يورط ايران اكثر مما يجعلها عاجزة عن الرد والذي يخرق ايقاع ردة الفعل الايرانية المترددة لتكسر قيد اضطهاد القوة لظنها انها باتت تمتلك من القوة ما يجعل اسرائيل او امريكا تترددان بدخول اجواء بمدار ال 400 كم ، مع اننا نرجح فكرة تعقل ايران خصوصاً وروسيا وضعت اصبعها في النار الايرانية ، فهي حليفها الاستراتيجي وهي من مدّها بالمسيرات ومن باب رد الجميل سيكون لزاماً عليها ان تنصاع للمطالب الايرانية لتسليحها ، لكنما في حقيقة الامر ان الفرصة واتت كي تبتز امريكا والنيتو ، وهنا وان احترق اصبع روسيا لكنما هناك تسع اصابع غيرها ستناور بهن لتضغط على امريكا بوقف الدعم لاوكرانيا ووفق معادلة جديدة سينقلها الى بوتن لبايدن مفادها « اوقف دعمك لاوكرانيا أُوقف دعمي لايران « وحال تحقق تلك المعادلة فالرابح ستكون ايران بطبيعة الحال ، مع تلك الربحية يبقى موازين القوة بين اسرائيل وايران يتذبذب بين قوة مضطهدة تحاول الانعتاق بدعم روسيا وقوة مارقة بحماية امريكية باهظة.

 

 

 

 


مشاهدات 227
الكاتب حيدر صبي
أضيف 2024/08/10 - 1:40 AM
آخر تحديث 2024/09/15 - 8:10 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 124 الشهر 5817 الكلي 9994439
الوقت الآن
الأحد 2024/9/15 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير