الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
قراءة في مُعطلات بناء الهوية.. العراق إنموذجاً   2- 2 

بواسطة azzaman

قراءة في مُعطلات بناء الهوية.. العراق إنموذجاً   2 - 2 

مزهر الخفاجي

 

3- عدم توفر الشرعية للحكومات بسبب عدم الالتزام بمبدأ الشراكة الذي هو من السمات

    الرئيسة للحكم الرشيد.

4- تنازع الافراد والتوزع بين الهويات المتعددة، لذلك ينحاز الفرد الى احد الولاءات الفرعية،

    التي تُسبب مشاكل داخلية في البلاد من فوضى وصراعات، ويحصل هذا بسبب عدم توفر

    فلسفة واضحة لنظام الحكم لتطبيق مبدأ المساواة بين المواطنين، وبذلك ترفع مفاهيم الطائفة

    والعِرق والقبلية الى مفهوم المواطنة.

5- حصول صراعات جانبية بسبب طموح وتطلعات بعض الأثنيات الخاصة، ممّا يؤدي الى

    تقليص مفهوم الوطنية عند البعض.

6- قيام الحروب في العراق، ومنها احتلال الكويت، الذي أدى الى تدويل القضية وصدور

    مجموعة من القرارات، التي تعاملت مع العراق على أنّه مجموعة من الأثنيات المختلفة،

    وهي حقيقة واقعة.

7- ضعف وخوار اجهزة الحكومة بعد العام 2003 ( عام الاحتلال عند البعض والتحرير عند

    آخرين). مما جعل الافراد العراقيين ان يبحثوا عن ظلاًّ يستظلون به للدفاع عنهم

    ومصالحهم فلم يجدوا إلا الانحياز الى: ( الطائفة، العشيرة، الحزب، والمنطقة).

8- عدم احترام التنوّع وشيوعه بين مفاهيم فلسفة الحكم، يمكن نتيجة لذلك ان يُلغى مفهوم

    المواطنة والدولة- الحكومة.

9- علّو الولاءات الفرعية، ومنها الولاء الاجتماعي قبلياًن ممّا يؤدي الى ابتعادهم من الولاء

    للوطن.

10- علّو العلاقات الأسرية، كالنزعة الأبوية التي سيطرت على البُنية الفكرية والذهنية

    والثقافية، والتي تطورت الى عصبية صلات القرابة.

11- الأزمة الداخلية في البلاد بسبب غياب الوعي المطلوب بأهمية الهوية الوطنية عند

     المواطن.

12- غياب العدل والمساواة، مما يؤدي الى التعامل بالهويات الفرعية وليست الوطنية.

13- فشل السلطات من توفير عُنصرَي العدل والأمان لمواطنيها.

المُعطل في القراءات المحليّة للهوية الوطنية

 

             آمن العراقيون منذ عصور قبل التاريخ والمعبد على انهم مؤتمرون بعقائدهم وممتحنون في مواقفهم، اي انهم ليسوا مخيرين، لذلك استمر العراقيون بالعيش في ظل الحضور الوجودي الغير مكتمل حضارياً.

                      وقد كان لغياب مفهوم المواطنة، أي غياب فكرة الولاء بسبب تعدد الولاءات وعلو الولاءات الثانوية والفرعية على الأساسية، سبباً لغياب النخب الوطنية، الذين يتسمون بانهم اصحاب مشاريع تنويرية واستحضار الرموز والاشخاص الذين لهم بصمة في تاريخ العراق هوياتياً. تجدر الاشارة الى ان مشروع الدولة الجديد المفروض من الخارج سبب غيابا للدَور الحقيقي لها.

- قراءة علي الوردي:

عن غياب فكرة التعايش المشترك أورد علي الوردي توصيفاً لذلك:

- “ البعض حائر في انتماءاته التي تغيب وتحضر تبعاً لتطور الوعي وانتشار ثقافة المجتمع.

     فإنتماءات ابن المدينة تختلف عن انتماءات ابن الريف وابن العاصمة، غير ان بعض

     الأطراف ذهب الى تطبيق فكرة ان الثقافات المحلية تعلو عليها ويُسبب انتقامها، ثم ذهبنا

     الى ثقافة مفهوم انتقام الجغرافيا ومشاريع الشرق أوسطية الجديدة”.

             ونضيف لقد كان للتوصيفات المُزعزعة أثراً على نمو الشخصية العراقية في مجال ترسيخ الهوية الوطنية، وخيرُ ما يُعبر عن ذلك ما ورد في بيان الملك العراقي فيصل الاول الذي شكك في وجود مجتمع عراقي متجانس او بلد اسمه العراق، كان قد عبّر عن ذلك بسبب قناعات مسبقة برؤيا استعمارية.

وإذ ان الهوية هي انتماءات اجتماعية جماعية وتوصيفات فقد ذكر الملك فيصل الاول في وثيقة له- رغم اننا نشكك في نسبتها إليه، بل مكتوبة له-:

- “ ليس هناك بعد شعب عراقين بل كتلة متنافرة من البشر مجردة من أية فكرة وطنية، غارقة

    في الخرافة والجهل والفقر... تفتقر الى أية رابطة مشتركة، ميالّة الى الفوضى ومُستعدة

    أبداً للتمرد على أية حكومة مهما كانت”.

والرجل قد دانَ نفسه بنفسه كما يقول عالِم الإجتماع ( اندرياس)، إذ ان أسباب ضعف الروابط إنما يعود الى عاملَين:

الأول: ضعف الروابط إنما يعود لضعف المجتمع المدني، أي ضعف مؤسساته المدنية

        وحضور الروابط الفردية.

الثاني: بسبب ضعف الدولة المعاصرة عن تطبيق المساواة.

الثالث: وجود التمييز السياسي والعُرفي والطبقي.

       وقد أكّد عليها الباحث البريطاني ( ستانفيلد) في كتابه ( المجتمع العراقي / هويات سيوسولوجية)، التي يقول فيها:

- “ لقد عاش العراق منذ تأسيسه ( 1921) مفتقراً للهوية الوطنية الجامعة الموحدة”.

واضاف:

- “ العراق مصطلح خلقته بريطانيا”.

في حين ردّ عالِم الاجتماع ( لندنز) عليه بقوله:

- “ الهوية العراقية، يقصد بها، فهم الناس لأنفسهم وتصورّهم لأنفسهم وما يعتقدون.

     وخصائص الهوية العراقية الجامعة هي:

     1- الطبقات الأثنية.

     2- الطبقات الاجتماعية”.

وعن التوصيف الثالث يقول ( توجيفا بايدن):

- “ ان الدولة العراقية لم تكن نتاج تفاعلي محلي، بل هي نتاج مؤتمر ( سان ريمو) الذي عقد

     في باريس عام 1920، وهي كمنظومة سياسية كانت بناءاً خارجياً أشرفت بريطانيا على

     توطيده بعد احتلالها لها بعد الحرب العالمية الاولى”.

وقرأ المشهد علي الوردي في كتبه العديدة عن طبيعة المجتمع العراقي، حيث يعتقد ان غياب الوعي الفردي ( تخلّف المجتمع) وتناشز بنيته الاجتماعية ( صدّر لنا فرداً أو مجتمعاً ازدواجياً.

وأضاف:

- “ إنّهُ حائر في قراءة المشهد العراقي، إذ ان مشكلته تتأتى من كونه شعب حائر بين نظامين متناقضين من القيَم الاجتماعية، التي هي قيم البداوة الآتية من الصحراء المجاورة أو قيم التعصب القادمة من التاريخ المُفرِق، أو من عقدة القطيع الذي يقوده القوي”.

            اما في قيم الحضارة المنبثقة من تراثه الحضاري القديم وقيم الحداثة، فنقول هي التي كانت نتاجاً للحضارة والصناعة، فصار الفرد يخرج من أزمة ليدخل الأخرى، فانتقل فيها الفرد ونظامه السياسي في مراحل ثلاث:

1) دولة تحت الوصاية ( 1921- 1958).

2) دولة جائرة ( 1958- 1963).

3) دولة حروب وويلات ( 1968- 2003).

4) دولة متخبطة ( 2003- !!!!؟؟؟؟؟).

 

- قراءة د. عبد الجليل الطاهر:

       لقد أحال الطاهر التخلف في العراق وموضوع تدهور الشخصية العراقية الى سببين مهمين هما:

1- إعادة انتاج القبلية والعشائرية وغياب النظام السياسي في العراق من خلال الاحتلالات

    السابقة على انتاج ودعم وتقوية العشيرة، الذي أعاد انتاج التنافر الاجتماعي وأضعفت

    مفهوم المواطنة.

2- إذكاء روح الغضب، الذي سببه تدعيم فكرة ان الحقيقة مطلقة وان احتكارها خاص بهذه

    العشيرة او هذه الطائفة او هذه المنطقة دون غيرها، فضاع موضوع التعايش وحَظرَ مفهوم

    رفض الآخر.

ومن جانبٍ آخر فقد عاكس د. الطاهر، د. الوردي حين اعتقد:

- “ ان التخلّف في الشخصية العراقية إنما يعود لتخلف المجتمع، فهو محصور بالعشيرة

    كمنظومة بدل الدولة، هذا الذي ساهم بعد ذلك في انتصار فكرة البداوة على الحضارة.

 

- قراءة غسان العطية:

 يؤكد د. غسان العطية، ان تخلف الشخصية والمجتمع العراقي قديماً وحديثاً إنما يعود الى:

أ- الجهل المستشري في البيئة القبلية في المجتمع العراقي وغياب الهوية الوطنية الجامعة

   وحضور الهوية القبلية المتعارضة المتقاطعة مع مفهوم التعايش والمواطنة.

ب- غياب ممارسة الدولة لدَورها في الأخذ بين مجتمعها لتحقيق العدل، والانطلاق من

     الهويات الفرعية الى الهويات الجامعة، فحفظت السلطة الغاشمة وغاب مفهوم الدولة

     المدنية.

 

- قراءة د. ابراهيم الحيدري:

       انّ قراءته تذكرنا بالعقدة الدينية التاريخية، وتصوّر لنا ان مفهوم الضعفاء المأزومين في الشخصية إنما يعود الى ما هو قائم على فكرة مفادها:

1- ان العراق كمجتمع يعيش عقدة أنّهُ خائن لإئتمانه الأمّة، لأنهُ مصدر قلق للخلافة الأموية

    والعباسية.

2- انه يعيش بضنك و كرب بسبب خذلانه أهل البيت ( ع) في حروبهم وعدم نصرتهم لهم.

3- فكرة استحضار الوعي ذهبت بانتاجها الطقوس والشعائر، فكرة النهضة. مما جعل الفرد

    والمجتمع والسلطات يتعاملون معها وكأنما هم ضد الطقوس والشعائر. او انها خائنة

    لنواميس أهل البيت ( ع) فغالوا بالعبرة، حيث انهم بارعون في ضبط ملايين الممارسين

    لها، لكنهم عاجزون عن ضبط مثل ايقاعها في مفاصل الحياة الاخرى. فالفرد ملتزم

    بالشعائر الحسينية، لكنه ضعيف في التعبير عن بُعدها الأخلاقي الوطني الانساني الاعتدالي

    في مشروعه الاجتماعي، وفي هذه الحالة يصبح جلد الذات مدعاة لاذكاء الكثير من

    الاشكالات المجتمعية والتاريخية.

اما عن سبب تدهور الشخصية العراقية عبر التاريخ فقد عزاها الحيدري الى: 

- “ نمط الثقافة وغياب ستراتيجيات التعليم السائدة فيها، التي كرسّت فكرة الخيانة بمفهومها

    الفردي والجمعي، فصارت وظلّت وما زالت الشخصية العراقية تجلد نفسها وتشتغل

    بالطقوس على السلوك القبلي والفرعي على الرئيس والقائم على التنويري”.

نعم لقد ظلمت الشخصية العراقية بسبب عنف وطمع جهات متعددة، ومنها:

- عنف الدولة ضد الفرد.

- عنف الفرد ضد الفرد.

- عنف الطبقة ضد الفرد.

- عنف وطمع الجيران الاقليميين ضد المجتمع والأفراد.

        فضاعت الدولة وضاع الفرد وبقي فقط بقايا فرد وشخصية مثقلة بالهموم والديون. لذلك لن يستقر العراق إلا باستقرار شخصية ابناءه، وهو أمرٌ ليس بالمُحال. ويمكن ان نجد ذلك في ظل المستلزمات التالية:

1) استقرار انظمة الحكم وليس ديمومتها ( التداول السلمي للسلطة، المساواة، و الحريّة

    مكفولة).

2) توفير أمن مجتمعي من أجل الوصول الى مرحلة الرفاه الاجتماعي.

3) تكريس فكرة المواطنة واعلائها دستورياً ومجتمعياً على فكرة المكونات.

4) استثمار فرص الانتصارات العسكرية المتلاحقة لإعادة مفهوم التعايش والتسامح المجتمعي

    من خلال تطوير طاقات الموارد البشرية.

5) السعي لخلق بيئة اقليمية ودولية بغية تحقيق مصالح العراق.

هوامش المبحث الأول

 

1- أ. د. مزهر الخفاجي: جذور العنف والاستبداد في المجتمع العراقي، طبعة بيروت-

    2020.

2- تقرأ كتبه: ( لمحات اجتماعية من تاريخ العراق) و ( مهزلة العقل البشري) و ( طبيعة

    المجتمع العراقي) و ( وعاظ السلاطين).

3- د. عبد الجليل الطاهر: أصنام المجتمع، بحث في التمييز والتعصب والنفاق عند العشائر

    العراقية.

4- ابراهيم الحيدري: تراجيديا كربلاء، طبعة بيروت- 2013.

5- للمزيد ينظر: انستاس الكرملي: خلاصة تاريخ العراق، دار الوراق؛ ستيفن لونكريك:

    العراق الحديث، دار الرافدين- بيروت- 2018؛ حنا بطاطو: العراق الحديث، بيروت- 

    2003؛ علي الوردي: لمحات اجتماعية من تاريخ العراق، مصدر سابق؛ مؤيد

    الونداوي: العراق من الاحتلال حتى الانتداب، دار النهضة، 2021.

6- شيركو كرمانج: الهوية والأمّة في العراق، بيروت- 2015؛ علي طاهر الحمود: العراق

    من صحوة الهوية الى صحوة الهويات، دار مسارات- 2012؛ ميثم الجنابي: فلسفة

    الهوية الوطنية، بغداد- 2012.

7- للمزيد ينظر: علي رائد النعيمي: الدولة الوطنية- صناعة النهوض، دار الكتاب، 2019.

 

 

المبحث الثالث

 

جدلية الصراع كمعطل لبناء الهوية بين الفرد والمجتمع والدولة

 

مفهوم الصراع (1)

           

                ان الصراعات الشخصية هي اختلاف الآراء التي تتسبب في اختلاف منظومة القيم والمعتقدات والمدركات، وهي التي تُؤدي الى إثارة التوترات وتزايد الضغوط على الاشخاص، واضعاف الحافز الانتاجي، فضلا عن تضاؤل نسبة التسامح لديه، واخيراً الانفجار.

- كيف نُصنّف الفرد؟:

            لقد أورد العالِم ( جوردن البورت)، ان السِمات هي الوحدات الأساسية للصفات التي نستخدمها لوصف شخصٍ ما، والتي يَندُر أن نجدها في شخصٍ آخر من مُنطلقٍ ودود أو عادئي أو جدلي أو كريم......... الخ.

- ما الذي يشكّل هذه الصفات؟:

        أورد العالِم ( كاتل) إن السِمات تحدث في ارتقائها كل مَن يسلك سلوكاً راقياً، وهي التي تُحدد السلوك وتكوين السِمات بعد ذلك.

- الفرد- الأفراد:

يشير العالِم ( أيزيك) الى أنّ سمات وسلوك الفرد يمكن أن يكون بالشكل التالي:

- شخصية اجتماعية- اندفاعية.

- شخصية عدوانية- متكبرة.

- شخصية قلقة- حزينة- تشعر بالإستياء والإنفعال.

- المجتمع- المُجتمعات:

يذكر العالِم ( كاتل) الى ان المجتمعات يمكن أن تكون بالشكل التالي:

- ذكية.

- متدينة.

- قويّة.

- مُتمردة.

- حزينة.

- الدولة- الدُوَلْ:

نستطيع بحسب تجارب الشعوب وكتابات الباحثين والأكاديميين ان نصنّف اشكال الدول الى ما يأتي:

- الدولة الثيوقراطية ( الدينية).

- الدولة الكولونيالية.

- الدولة الاتوقراطية.

- الدولة الشمولية.

- الدولة الليبرالية.

- الدولة المدنية.

             جدير ذكره، إنّ ما نطرحه من أفكار ورؤى ليست من المُسلّمات، وإنما رؤى وأفكار جاءت بعد تدقيق في المكتوب على مرّ الدهور والأزمان. وبالنسبة لِما نذكره عن الشخصية العراقية فما هو مكتوب لا يرقى الى حدّ النظريات. لأن النظرية مفاهيمها محددّة تستطيع أن تشخص وتجد العلاج وان تحتوي المنجز الحضاري من كل جوانبه، فضلاً عن المُتغيرات والتطورات التي تطرأ عليها سواء بتأثيرات داخلية أو خارجية.

فالعالِم ( هولوليت) يقول:

- “ إنّ ما جعل الدولة على الدوام ان تكون مجتمعاً على الأرض، هو ان الانسان حاول أن يجد

     فيها فردوسه الخاص به”.

أما بالنسبة الى الذي يتحكم أو يتنازع في فكرة جدلية الصراع بين الحريّة والوطن، فهما مفهومان:

1) السلطة- الدولة. أو الدولة- السلطة.

2) الفرد. ولأن الفرد موزع بين السلطة والقوة، التي من روافعها ( القبيلة، المؤسسة الدينية،

    والاقطاع).

- أنواع الصراعات التي تحصل في المجتمعات:

               هنالك أنواع كثيرة من الصراعات التي تعاني منها المجتمعات، والتي أسبابها متعددة، ومنها:             

- الصراع بين أغلبية فقيرة مع أقلية مستقلة ( الأقطاعيات- وولاءات للعوائل وولاءات للعشائر

  وولاءات دينية).

- صراع الفرد مع المجتمع بسبب منظومة القيم المعمول بها، التي تصطدم بمواد القانون

  الوضعي من قبل الدولة، والتي تُعد من أغلب سِماتها، تغالب وتناشز وضياع لهيبة الدولة،

  فضلاً عن صراع الفرد مع منظومة القيَم المعمول بها ضد الدولة، وايضاً منظومة القيم

  المعمول بها ضد المجتمع.

- صراع القيَم القديمة مع القيَم الجديدة، فإما ان يكون تحديثها ناقصاً، أو أنها تشكّل مدنية

  ناقصة. 

- تعدد الصفات والمناصب داخل المجتمع نفسه، وهي ظاهرة قديمة متجذرة في كل المجتمعات

  وعلى كل المستويات، ومنها ( وزير- قاضي- استاذ- حرامي) وبهذه التشكيلة هنالك صراع

  وقطيعة.

- عندما يكون حكم المدينة بالقانون متداخلا مع أحكام وسُنن العشائر.

- الزيجات المبكرة، التي تؤدي على الأغلب الى طلاقات مبكرة، ومن ثمّ الى تفكك الأسر على

  الرغم من وجود أكثر من اربعون فضائية و ستون اذاعة اسلامية تبث وتنشر مفاهيم الاسلام

  التي تدعو الى وجود أسرة مترابطة وقوية.

- شيوع ظاهرة العزل: ( الطائفي، الطبقي، والاجتماعي)، فضلاً عن وجود تباين واضح في

  نوعية مساكن افراد المجتمع، فمنهم مَن يسكن القصور الفارهة التي يتجاوز مساحتها مئات

  الامتار، ومنهم مَن يسكن في العشوائيات كالاراضي الزراعية، التي لا تتجاوز مساحتها

  بضعة أمتار، والتي اصبحت تسميتها شائعة بين المجتمع كالتجاوز والحواسم. (2)

- العوامل التي تُساهم في نشوء الصراعات:

                بسبب اختلاف المرجعيات للافراد والجماعات، فضلاً عن غياب فكرة التنافس وحضور ظاهرة الاحتلاف الحاد بين طبقات المجتمع تنشأ أغلب الصراعات في المجتمعات، التي من نتائجها الرئيسة:

1- انقسام الأهداف واختلافها للافراد والجماعات وتنوع الأعراض التي تظهر على المجتمع

    بسببها.

2- عجز المؤسسات الحكومية والمدنية ( منظمات المجتمع المدني) مِنْ أن تقدّم خدمات لتحقيق

    برامجها التي وضعتها من اجل تحسين الاوضاع المعاشية والحياتية للبلاد.

3- غياب الثقة الذي يؤدي بشكل مباشر الى انقسام مجتمعي حاد وواضح.

- أساليب حلّ الصراعات ومنهجيتها:

            تتعدد هذه الاساليب حسب اهواء ورغبات افراد المجتمع، ومنها:

أ- الحزم: وهي الدرجة اللازمة التي من خلالها يمكن ان تشبع اهتماماتك.

ب- التعاون: وهو الحد اللازم عند محاولة الانسان- الفرد ان يُشبِع اهتمامات الآخرين.

جـ- انهاء الصراع: الابتعاد عن شخصنة الموضوع، اي التركيز على الموضوع أو الاشخاص

     المُستهدفين بالحل.

د- التكيف: التركيز على توجيه الاشخاص باستمرارية عملية الوئام والسلام بينهم، وليس

   ديمومة الاشتباكات


مشاهدات 271
الكاتب مزهر الخفاجي
أضيف 2024/08/10 - 1:04 AM
آخر تحديث 2024/09/28 - 10:04 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 34 الشهر 40246 الكلي 10028868
الوقت الآن
الأحد 2024/9/29 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير