الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
قراءة في مُعطلات بناء الهوية.. العراق إنموذجاً   1 - 2 

بواسطة azzaman

قراءة في مُعطلات بناء الهوية.. العراق إنموذجاً   1 - 2 

مزهر الخفاجي

 

مَدخل إجرائي

أسئلة عديدة وردت على بال الباحث وهو يكتب عَن الهوية ومنها:

- هل المقصود بالهوية ( هوية لجماعةٍ ما؟). أم ( هوية لأرومةٍ ما؟). أم ( هوية لشعبٍ

   ما؟). أم ( هوية لحضارةٍ ما).

وهل حين نكتب ونقترف حماقة التعريف، نُكرر السؤال التقليدي عن الهوية الذي يكون بالشكل التالي:

- مَن نحنُ؟.

أم نقفز الى السؤال المعاصر عن الهوية: (1)

- ما هو موقعنا، وما هي كفاءتنا في التعاطي مع العامل الخارجي؟. وهل حين نقف لتحديد

  ماهية الهوية بشكلها سنستعيد بآلية التوصيف السياسي، ونذهب فيما بعد الى تحديد:

- الحيز الذي تشكلّهُ الجماعة، أي الإقليم- اللغة- التاريخ المشترك- المصالح المشتركة.

- أم نذهب الى غير ذلك لكي نتفق من أجل الوصول الى تعريفنا، فضلا عن العناصر السابقة

هوية شخصية

  عن الحيز واللغة والتاريخ والتاريخ المشترك والسِمات المشتركة؟.

وهي آخر نظريات التعريف للهوية الشخصية، التي وقف عندها العالِم ( كاتل). ولكي لا نسهب في هذه التفصيلة دعونا نعترف ان الهوية هي مجموعة السِمات المبنية على الدلالة اللغوية والفلسفية والسيسولوجية والتاريخية.

حيث توصّلت مجموعة من الباحثين مِن أنّ الهوية ( Idenity ) باللغة الانكليزية ويعني الشيء نفسه الذي ما هو عليه، أي بمعنى آخر، أنها الشيء الذي له الطبيعة نفسها، التي للشيء الآخر.

وقد ذهب البعض الآخر من الباحثين الى ان تعريف الهوية يعتمد على تفاعل الوجود الانساني السيسولوجي القائم على تماثل المجتمع ضمن حيز الحراك الانساني الذي يستوعبه أو يسجله التاريخ البشري ولكل ما يُعززه من لغة ودِين ووعي بالوجود ويتشكّل الوعي والثقافة.

  فالهوية هي مصطلح يستخدم لوصف مفهوم الشخص وتعبيره عن فردانيته وعلاقته مع الجماعات الأخرى. وقد جاء في اللغة أن الهوية هي مجمل السمات التي تميز شيئاً عن غيره أو شخصاً عن غيره أو مجوعة عن غيرها، وكل منها يحمل عناصر هذه الهوية.

وهي شيء متحرك ديناميكي يبرز احدهما أو بعضهما في مرحلة تاريخية معينة وبعضها الآخر في مرحلة أخرى.

ويُعرّف ( انتوني سميث) (2) الهوية فيقول:

- هي إعادة انتاج وإعادة تفسير دائم للرموز والقِيَم والذكريات والاساطير والتراث الذي يميز   الأمم عن بعضها البعض ويُعرف به الافراد.

وقد ذكر سميث جانبين مهمين في الهوية الوطنية:

أولهما: الجهة المستفيدة من الهوية الوطنية، ويقصد بها الأمّة والافراد.

الثاني: الجانب التفاعلي والحركي والمتغير للهوية الوطنية، مُشيراً الى أن الامم والافراد قد  يُغيرون تفاعلهم بشأن ما ينبغي ان تكون اهدافهم.

أما ( هيراميس باوند) فقد عدَّ الهوية:

- أنها تلك الاجابة الواعية للأمّة على الاسئلة المحيطة بها، والمتعلقة بتاريخها وثقافتها    ومصدر انبعاثها ونفوذها الحضاري ومكانتها السياسية ومنها التاريخية.وما دمنا توقفنا عند الهوية، فلا بد ان نتوقف عند مفهوم الأمّة عند الانثروبولوجي ( آرنست تجلز) فمفهومها عنده:

- ........ إشتراك مجموعة من الناس بعناصر ثقافية تتضمن نظاماً من الافكار والرموز

  وطرائق السلوك والاتصال، كما أنه اعتراف الافراد لبعضهم البعض بأنهم جزء من جماعة   تتمايز عن غيرها بثقافتها. وان هذه الجماعة ترغب ولاسباب انسانية وتاريخية ان تكون

  خاضعة لقوانين اجتماعية واحدة وادارة مشتركة للعيش كسِمَة من سمات الاجتماع البشري.

ولأن الحضارات كانت قد هيأت نوعاً من البيئة الاجتماعية التي تحتضن عدداً من الامم والأقوام المختلفة، وان الحدود الرمزية لهذه الحضارات، بمثابة فترات زمنية... شهدت حصول عدد من التطورات الثقافية القوية على نحو منفصل.

وأنه من تلك المحطات المحورية في التاريخ، انتقلت البشرية من نوع من المزاج الغريزي الى نوع من السعي التأملي الذاتي المتطلع الى التعالي وتقرير المصير. ( وتحقيق الذات الحضارية).

ان الحضارات ما هي إلا نواميس وتقاليد متعددة لجملة افكار دينية وفلسفية وعلمية، وهي بذلك تُعد كيانات منعكسة من حشد من السيرورات والممارسات التاريخية الكبيرة، وإن التجمعات الحضارية وفق هذا المنطق لم تكن إلا نماذج اجتماعية متمركزة على صيغ مدنية للحياة.

وان أولئك الذين يرون انفسهم متحضرين في ازمان غابرة كانو قد انتقلوا من حالة الى أخرى. وبذلك تصبح المجتمعات الحضرية متجلية في تاريخ وثقافة المجتمعات بوصفها هويات مستقرة متفاعلة بطرق مألوفة وهي دائمة. وأن هذه المجتمعات قادرة على انتاج نفسها عبر سلسلة من الحدود السلوكية والرمزية في المجتمع، (3) التي تُعبّر عن نمط ثقافتها ونسق تفكيرها، وهذان العنصران هما المُعَبِران تاريخياً عن هويتها. وان الفعل الحضاري الانساني كان نظاما اجتماعياً يُعين الانسان في التعبير عن هويته من خلال الزيادة في انتاجه الثقافي. وهي ثمرة جهد الانسان لتحسين ظروف حياته بصورة مقصودة أو غير مقصودة مادياً أو معنويا، وهي الاطار الاوسع والارحب للصفات الثقافية المرتبطة بكينونته. ان الحضارة للهوية ليست إلا الثقافة ومنظومة القيم المكتوبة بأحرف كبيرة على امتداد الزمان والمكان الانساني.

وان الحضارات لا تتمتع بحدود واضحة ولا ببدايات ونهايات دقيقة، فالناس يستطيعون، ويبادرون فعلاً الى إعادة تحديد هوياتهم، إذ تتعرض ثقافات الشعوب والاقوام لشكل من اشكال التطور والنمو والنُصح والإزاحة أو الاثر والتأثير، فتتفاعل وتتداخل مع بعضها البعض وعلى الرغم من التشابه بين هذه الثقافات والحضارات والتعاصر تاريخياً، غير ان الحضارات تبقى مع ذلك كيانات ذات معنى، أي ذات خاصية وهوية تختلف الواحدة عن الأخرى، لأن الهوية أو الهويات المركزية ليست محل اختيار الناس وهي ليست علاقة يختارونها ولكنها ارتباط يكتشفونه، وهي ليست مجرد خاصية شكلية لكن عنصراً اساسي من عناصر هويتهم.

ولقد كان ينظر الى الشعور بالانتماء الى ثقافة جماعة انسانية باعتباره أحد مصادر الثروة أو هي رأس المال الفكري لديهم. وأن الهوية الوطنية دائماً ما يُعبّر عنها بالهوية الثقافية التي تجمعها مفردة الهوية الحضارية. وهي الهوية الاساس لانها الهوية المجتمعية الاسمى، والتي لا نضير لها حتماً. وكانت هي السمة التي تطبع حياتهم، وأن ظاهرة الاعتراف بوجودها لا يعني تقسيم الناس في هذا العالم الى أقسام منفصلة وكأنهم محبوسون داخل صناديق صغيرة من الثقافات والجغرافيات المنقطعة الصلة كل عن الأخرى.

           وان سيادة هوية ثقافية لجماعة انسانية وطنية ليست مسألة اختيار كما قلنا وإنما هي مسألة أدراك للذات. أن معرفة الماضي لأي أمّة يُمكِنَنا أن نعرف الدَور التاريخي لتلك المجتمعات القديمة والتدقيق في أدوارها لأن التاريخ هو الأثر، وباطنه هو التأثير المُراد كما يقول ( ابن خلدون)، الذي تجلى في تحديد هوية الامّة وتبيان اثرها الفكري والثقافي والاجتماعي والسياسي في المحيط البشري.

السرعة النسبية

        ويؤكد الانثروبولوجي رالف لنتون، مِنْ أنّ الثقافة وجها من وجوه الهوية إنْ لم يكُن يلخص جوهرها. ويضيف، ان السرعة النسبية في نمو الثقافة الانسانية كانتا تعود الى قدرة جميع المجتمعات على اختيار عناصر ثقافتها إلى أن تكون فيما بعد سمة لهذا المجتمع أو خصائص مميزة لهذه الجماعة دون غيرها. وانه تأكيد لوجود هذه الجماعة أو الأمّة أو الشعب، إنما يعود بالأساس.إنّ قِدَم الانسانية ( جماعة، شعب، وأمّة) يبرهن ان تقدم الثقافة مرتبط بالفرص التي تتوفر لجماعة اجتماعية بأن تتعلّم من تجارب اجيالها. ان اكتشافات الجماعة تنتشر وتنتقل الى جماعات اخرى، وهي ميزة فارقة تدخل في تطبيقاتنا للهوية، ونقصد ( لغة، اسطورة، دِين، ومعارف)، وتكون حاضنتها الجماعة المحلية واستمرت في تاريخ مستمر. وإننا نعتقد ان لا هوية يمكن ان تتمظهر، إذ تأخذ مبرراتها بالتشكّل من دون توفر عوامل ثلاث:

الاول: الحيز- المكان- البيئة الجغرافية أو الإقليم. هذا الأمر بدا واضحاً في تأثيراته في حضارة وادي الرافدين حين تشكّلت فقد أثرت في طبيعة تكوين مجتمع هذه الحضارة وتركت آثارها في وعي وضمير افرادها، حيث كان لتقلبات الطبيعة خصوصاً في نهريها الجارييَن بالخير. لكن ميزة التحدي والاستجابة عند الفرد العراقي عكست نظرية: ان حضارة بلاد الرافدين عبّرت عن عبقرية انسان يجري في بلاده نهرين مُعاندين وطبيعة مناكفة، وجاوروا الغزاة. وهم بالضد من الظروف المختلفة التي تهيأت لسكان المناطق الذين شكلوا حضارة في وادي النيل، الذي إتصف عطاء بيئتها الجغرافي بفضل النيل عليها، حيث يقول هيرودتس:

- ( ان مصر هي هبة النيل).

        نعم لقد ساهمت الطبيعة وحيزها الجغرافي في شخصية الانسان المصري، حيث تركت آثارها على الهوية، حرباً وحزناً وتحدياً واستجابة.

الثاني: هو ديناميكية: الفرد- الجماعة- الشعب- الأمّة. إذ ان الاعتراف بديناميكية الهوية كونها مستمرة ومتفاعلة وقادرة على عكس رعويتها في وجودها وذلك من خلال استجابتها الثقافية المعرفية والعلمية، وهي عوامل تساهم في ترسيخ سمات الهوية، (4) وتحافظ على خصائصها عبر التاريخ وان مصطلح الهوية، ( Identy ) أي هوية الشخص تكمن في العناصر المادية وغير المادية التي ينتمي اليها: الشخص- الجماعة- الأمّة. وتُعّد الهوية في ذات الوقت ملمحاً من ملامح تصاعد الطموح في البقاء الوجودي ومواجهة التحديات.

الثالث: يكمن في المتلازمة الجدلية التي توحّد المجتمع مقابل التفتت المجتمعي. هذا العامل هو الذي أكدّته الكثير من الشواهد التاريخية، فطوفانات الانهر والحروب والغزوات وتفشي المجاعات ومواسم القحط والجفاف، كان له دَوراً كبيرا في ضياع هوية هذه المجموعات البشرية او الشعوب او الدول او الحضارات. كما ان من سمات الهوية انه يمكن لزيادة قدراتها، اي للجماعات أو الأمم على احتواء الداخل والخارج في نسيجها المجتمعي واشتراكها في ادامة عناصر ثقافتها، أو في التواصل والاحتكاك مع عطاءها الحضاري.

ومن العوامل التي تكمُن في نظرية التناسل الحضاري، نظرية الاستيعاب والتجديد التي كرّستها ظاهرة توارث السِمات والخصائص الحضارية وتباين المجتمعات البشرية في مُنجزاتها الفكرية والثقافية.

ممّا سبق يمكن القَول، ان الاجابة على الاسئلة المتعلقة بالهوية بنسق انثروبولوجي يصبح مجرد ترف اجتماعي، وان تعداد ادوار الهويات المُحركة مُجرد ترف تاريخي. وان الوقوف عند تلول المنجز البدئي والريادة فيه مجرد ترف حضاري. فضلاً عن ان الوقوف في التعاطي مع مفهوم الهوية عند مصطلحات: ( الإثني، الطائفي، والمناطقي) يُخالف منطق التأسيس، إن لم نقُل هو انتحار في عالم متشابه حدّ التماثل والتفاعل والتواصل والتقليد عندما تكون الاشياء تماهت مع بعضها.

إنّ الهوية كما نعتقد هي صنوٌ للوعي، ان لم تكُن هي حاضرته، وهي صنو التعايش، إن لم نقل هي ضدَّهُ النوعي، وان المواطنة هي تلخيص معاصر لمعنى انسانيته التي يؤطرها لغته المُستدامة وتاريخه البشري المشترك ومصالحه التي لا تعلو عن حدود حيزه السياسي ودَوره، الذي يظلّل رؤوسنا جميعاً، الذي هو عقد اجتماعي منظم لحقوق المواطنة المُهددة بعنصرية بغيضة وثقافة تدعو الى مسخ الهويات المنشأة، التي تفرض منطق تكنلوجي عليها.

هوامش المدخل الإجرائي

1- للمزيد يُنظر: أ. د مزهر الخفاجي: خصائص الشخصية العراقية والشخصية المصرية

    ودورها في التكامل والتفاعل والاختلاف، بيت الحكمة- بغداد- 2013.

2- انتوني سمث: الأسس الثقافية للأمم، بيروت- 2008.

3- أ. د. مزهر الخفاجي: جدلية الصراع بين الفرد والمجتمع والدولة، بغداد- 2011.

4- كاتل: نظريات تحديد الهوية من خلال السمات المشتركة.

المبحث الأول

 

الهوية الوطنية العراقية

مُعضلات قراءة الهوية الوطنية العراقية

 

نستهل هذا الموضوع بأنواع وأشكال الدولة وعصورها في العراق القديم التي كانت كالتالي:

 

- الدولة الدينية: بلاد سومر.

- الدولة الاوتوقراطية: بلاد أكد.

- الدولة المدنية: بلاد بابل.

- الدولة الشمولية: بلاد آشور.          

      لذلك لا نأتي بجديد حين نقول، أنّ أيّ تحديد أو تعريف للهوية وفق معطيات نظرية السِمات للعالِم ( كاتل)، أو وفقاً لنظرية الخصائص لــ ( لابورت) يصطدم بمعضلات قراءتها بأشكالها المختلفة في ظل ما اوردناه أعلاه، التي يمكن ايجازها بما يلي:

 

أولاً: القراءة الخارجية، والقصد منها:

      1- القراءة التوراتية: تشمل السومريين والساميين.

      2- القراءة الاسلامية: تشمل عراق العرب وعراق العجم.

      3- القراءة الإستشراقية: تشمل شعوب وقبائل ليست عربية.

      4- القراءة الإستعمارية.

على ضوء ذلك أصبحت قراءة المصادر التاريخية للعراق بالشكل الآتي:

                              - عراق العرب.

                              - عراق العجم.

                              - أرض السواد.

                              - العرب اليمانيون.

                              - العرب القيسيّة.

وهناك قراءة تاريخية أخرى للعراق وهي بالشكل الآتي:

                  - عراق مستعرب.

                  - عراق القبائل- عباس العزاوي.

                  - عراق العروبة.

                  - العراق العباسي.

أما القراءة الإجتماعية فقد تطرق اليها هؤلاء:

                  - برسي كوكس.

                  - مسز بيل.

                  - لوفل لك.

                  - حنا بطاطو.    

يمكننا ان نستنتج من هذه المكتوبات والمقروءات:

1- انها قراءة من الخارج الى الداخل.

2- قراءة القوي ( المحتل) عن المهزوم.

3- قراءة من الأعلى الى الاسفل.

4- قراءة فوقية تقف أمام عُقَد التاريخ، فضلاً عن ضعف المجتمع المُستهدف.

5- قراءات مختلفة كتبت حسب زاوية النظر التي نظر إليها الكاتب، في هذه الحالة يمكن ان

    يكون كاتبها قد قرأها بهذه الأنواع من القراءات:

أ- قراءة طبقية.

ب- قراءة فوقية.

جـ- قراءة ليبرالية.

د- قراءة ناقصة. (1)

جدير ذكره ان القراءات السابقة يمكن ان يظهر فيها خللٌ ما، ومنها:

1- تجاوزها للبُعد الثقافي في منجزها النظري والمادي.

2- تناسي العطاء والدَور الريادي والحضاري للشعوب، وهي ميزة تواصل لا انقطاع وإن

    شابها الصِراع.

ومن مُعطلات هذه القراءات:

1- المُعطلات الجغرافية:

                          - بلد جاذب للمُستعمرين.

                          - تعدد الهجرات: ( سومريون، بابليون، آشوريون، عيلاميون،

                                                كيشيون، أخمينيون، ساسانيون، اتراك، مماليك،

                                                انكليز، وأمريكان).

هذا المعطل، ( المعطل الجغرافي) يؤدي الى المشاكل التالية:

1- استنفار المجتمع.

2- اضطراب احوال المجتمع.

3- تغيير الأنماط الثقافية في المجتمع.

4- غياب الاستقرار في المجتمع.

أما بالنسبة الى العامل الجغرافي وأثره على البُنية التاريخية فيمكن اجمال أنواعها بما يأتي:

 

1- الجغرافيا المفتوحة:

                        - الضحية هي الأرض.

                        - اوضاع سياسية غير مُستقرة.

                        - محط تنوّع عِرقي أو طائفي أو دِيني.

                        - ضعف مفهوم الهويات.

                        - دولة قويّة تتمادى في الظلم ( أقلية حاكمة وأغلبية مُضطهدة).

                        - منطقة لنشوء الفِرَق المُعارضة من أشكالها: ( العراق بلد موالي،

                          العراق بلد الثورات، والعراق بلد مارق).

 

2- الجغرافيا المُعاكسة: أي الطبيعة سواء المناخ او الارض او موجوداتها، التي تتميز

                            بمناكفتها.

 

ثانياً: القراءة الداخلية ( المحلية)، والقصد منها:

                          وهي القراءات التي انتجتها المدونات التاريخية والمخطوطات للأكاديميين والباحثين العراقيين المُعاصرين مثلاً:

     1- د. علي الوردي؛ (2) عباس العزاوي.

     2- د. عبد الجليل الطاهر؛ (3) نجيب خدوري.

     3- د. ابراهيم الحيدري؛ (4) عبد الرزاق الحسني. 

 

العوامل التاريخية الضاغطة في العصر الاسلامي والمُعطلات

 

           جدير ذكره هنا ايراد انواع صور الدول الاسلامية الدينية، التي حكمت ومنها ارض العراق ( ارض السواد)، التي كانت بهذا التسلسل الزمني:

- الخلافة الراشدة.

- الأمويين.

- العباسيين.

- العثمانيين.

             وكان العراق قد مرّ بعد الفتح الاسلامي بظُلمَين هما، الأول: ظلم قراءة التنوع في مجتمعها، والثاني مَيل الموالين والعرب اليمانيين والعراقيين والفرس نحو لون فكري معيّن. وقد بدأ ذلك منذ العصر العباسي، لذلك صار العراق مَرتعاً للتشيع والتصوف والاعتزال والتطرف، أو تعدُد ثقافاتها.

             حيث يمكننا ملاحظة ذلك في مناكفة العراقيين الغير موالين للدولة الأموية مثلاً من خلال ثورات: ( الزنج، والقرامطة). وايضا تعرض العراقيين الى الظلم في عهد حكم الحجاج، مما ادى بهم الى القيام بتمردات وثورات.

            تجدر الاشارة الى ان دخول المغول والتتار والسلاجقة والعثمانيين والانكليز والامريكان سبّب الكثير من الاشكالات، التي أدّت الى مناكفة العراقيين لهؤلاء ايضاً. وهنا يمكننا ان نسأل:

س / ما هي العوامل التي أدّت الى أزدياد المدونات التي عرضت سمة العنف عند الشخصية

    العراقية؟.

جـ- لقد اصبح العنف جزءاً من ذاكرة العراقيين بسبب التجارب والاحداث التي مرّت بهم ومن الأمثلة على ذلك، قديماً جداً، قتل سرجون الأكدي لأوركاجينا، وفي التاريخ الحديث، قتل عبد الرحمن بن ملجم للامام علي ( ع).

              وقتل السفاح للعراقيين، ثم قتل الحجاج بن يوسف الثقفي للمعارضين لحكمه، وايضا قتل المتوكل للناس، وقتل التتار للخليفة العباسي...... حتى وصلنا الى قتل افراد العائلة الملكية في العهد الملكي ورئيس وزرائها نوري السعيد، وثم قتل اول رئيس وزراء للعهد الجمهوري ( عبد الكريم قاسم). ممّا ادى ذلك الى ان يكون العنف مجتمعياً بعد أن كان فردياً، اي اصبح ثقافة مجتمعية حتى اللحظة.

 

- الدولة في العراق تحت الاحتلال العثماني:

            كان لطبيعة الحكم في هذه الفترة تأثيرها على المجتمع خصوصاً الهوية الوطنية، حيث كان العراق في هذه الفترة بحسب طبيعة الحكم العثماني في العراق من الناحية الجغرافية مقسماً الى ولايات، لا تكاد تشم فيها رائحة دولة.

حتى الموارد الطبيعية والمنتجات الزراعية والثروات الحيوانية كلها كانت تُصادر من قبل العثمانيين. وقد كان البلد سياسياً محكوماً من خارج البلاد حينها، ويعتمد على التخادم مع مجموعة من الطغاة من أجل تسيير الأمور الداخلية في البلاد. ومن هؤلاء:

- شيوخ العشائر.

- مرجعيات دينية.

- عوائل وملاكي اراضي واقطاعيين.

       لذلك اصبح العراقي في تلك الفترة، فرداً مستلباً من كل شيء، والفقر ينخر في ثنايا زوايا المجتمع في كل مكان، أما عن تمتع العراقيين بالحرية فحدّث ولا حرج، فقد كان مجتمعاً محكوماً بالقوة من ثلة من المتحكمين المتجبرين العثمانيين بمساعدة مَنْ أشرنا لهم سابقاً. لذلك اصبح الفرد العراقي كالتالي:

- يعاني الاغتراب.

- مُستلَب الإرادة.

- ككيان دولة قائم على علاقة جدلية مع استانبول.

- للسلطات قوة غاشمة على المواطنين.

- غياب أي مظهر من مظاهر التطور في أيِّ منحنى من مناحي الحياة. 

 

المُعطل التاريخي في تاريخ العراق الحديث

 

       هنالك أمثال عديدة متداولة بين أفراد المجتمع العراقي يتبين فيها معنى الرجولة بشكل عدواني وجائر، فمثلاً من معاني الرجولة هي الدعوة الى السرقة من غير الجيران، وايضاً من الامثال التي تروج للكلمات المتعلقة بالعنف مثل كلمة ( الدم)، فعندما يروج الاهالي لبضاعة معينة يقولون: ( أحمر مثل الدم).

        وهنالك اهزوجات تعظم مسألة الفرهود المرفوضة قياساً بالتعاليم السماوية والقوانين والوضعية، حيث يُقال ( حلو الفرهود كون يصير يومية). ولدينا أدلّة واقعية عمّا نتحدث به، كما حصل في:

- فرهود عام 1917 الذي حصل في العراق بعد دخول البريطانيين.

- فرهود اليهود عام 1941.

- فرهود قصر الملك بعد قيام ثورة 14 تموز- 1958.

- فرهود الكويت عام 1990.

- فرهود أو ( حواسم) بعد عام 2003 تاريخ دخول اميركان الى العراق.

 

 

 

 

 

 

 

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 34 الشهر 40246 الكلي 10028868
الوقت الآن
الأحد 2024/9/29 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير