عندما تكون محصلة القوى تساوي صفراً
عبد الكاظم محمد حسون
عبد الكاظم محمد حسون ان الإيمان بالله لا يتعارض مع حقيقة وجود بعض القوانين الطبيعية التي تُسير الكون ومنها قانون الجاذبية وقانون الطرد المركزي وقانون محصلة القوى على جسم في حالة سكون هي صفر ومحصلة القوى على الجسم المتحرك سوى كان يتحرك بتعجيل متغير او ثابت هي قوى تساوي كتلة الجسم في تعجيله ..
ان هذا المقدمة العلمية تذهب بنا إلى ان التقدم والتحرك للأمام للواقع او المجتمع لا بد أن يكون عن طريق قوة موجبة تدفع وتحرك المجتمع اما اذا كانت حصيلة هذه القوى المؤثرة صفر .
فيكون الواقع في حالة سكون او ركود او بأتجاه سالب وعندها الواقع يتراجع إلى الخلف ..
ان تعدد القوى المؤثرة وقيمتها لا يعني انها سوف تساهم في تطوير الواقع اذا لم نأخذ بعين الاعتبار قيمة كل القوة من هذه القوى الشعبية او اتجاه حركاتها ان كان الاتجاه الى الامام او الى الخلف ..
فكثرة الحركات او بمعنى اخر الاحزاب باعتبارها قوة مجتمعية لا يعني انها سوف تساهم في تحرير البلد من سكونه او تسير به إلى بر الأمان ، اذا لم نأخذ بعين الاعتبار اتجاه هذه القوى وهل هي تسير في مسار واحد إلى الأمام وعندها يكون التأثير كبير وواضح نحو التقدم اما اذا عملت تلك القوى بأتجاه احدها معاكس للثاني اي حالة تناحر وصراع ..
فقرات تحقيق
عندها فأن أحدها يلغي دور الاخر ويكون التأثير سالب ..عليه لا بد من مسار او برنامج واحد يجمع جهود الكل في اتجاه واحد وما يتضمن هذا البرنامج من فقرات قابلة للتحقيق والتطبيق .
ان جمع القوى خارج اتجاه واحد لا يصنع اي تقدم ولا يمنح اي ديناميكية للعمليه السياسية وتكون مجرد عملية تناحر تقتل أحدها الاخر ان دخلت في حالة صراع وبذلك تضيع كل الجهود وكل الطاقات وهذا الصراع او التضاد يصنع حالة الفناء او الضعف للقوى المتصارعة وبالتالي يسهم ذلك بتأخير البلد وتوقف عجلة تقدمه وازدهاره وهذا يكمن في رفع شعارات مضادة او نهج ممنهج ينفي ويلغي دور الاخر ولا توجد جوامع مشتركة تسير بكل الطاقات إلى الأمام عندها تسيطر قوى رجعية ومتخلفة على زمام الأمور في البلد ويكون تأثيرها قاتل.
فلا تجد اي تقدم ولا بناء ولا تطور في عقليه الإنسان وبذلك تذهب كل الطاقات سدى حيث البطالة وغياب فرص العمل وضياع ثروات البلد عن طريق السرقات والفساد وهدر المال العام في برامج فاشلة وبذلك ينخفض معدل الإنتاج القومي ويصبح البلد شعب مستهلك لا ينتج شيء ولا يصنع ما يحتاجه ويصبح من الشعوب الميتة ويرجع عقود من الزمن بل قرون إلى الوراء حيث التخلف والضعف والتقاعس وعدم وجود حصانة للبلد حيث حدوده مخترقة دون رادع .