المفهوم والابعاد.. متغيرات موازين القوى
جاسم هاشم محسن
يعد هذا المفهوم من المفاهيم التي تحتل اهمية كبيرة في العلاقات الدولية الأمر الذي جعل من الصعب الوقوف على تعريف واحد لتوازن القوى لاسيما بعد الحرب العالمية الثانية , ويبقى توازن القوى العنصر الأساس في معرفة واستشراق الظرف الدولي والاقليمي ، ان توازن القوى في تصور العالم يقوم على توزيع القوى بين الدول الفاعلة في المحيط الدولي ، سواء أكان ذلك بشكل متساوٍ ومتوازنٍ أم على اساس عدم المساواة او الموازنة وابرز من اهتم واختص في هذا المجال هم (هانز مورغنثاو ، كنيث دولتسن ، كارل دويش ، ريتشارد روزكرين) إذْ يرى الباحثون ان نظام توازن القوى قانون عام ومبدأ اجتماعي فحاولوا استعمالهُ كطريقة لتحليل العلاقات الدولية ، وتسعى الدول الى التوازن في قوتها سواء أكانت في سياساتها الخارجية موجهة نحو هذا الغرض بوعي منها أم لا ، فالصراع من اجل القوى هو الكفيل لتحقيق التوازن تلقائيا بين دول تنشد تغيره ، ويرى ايمرك فاتيل بأنّ توازن القوى هو المبدأ الذي يضع ترتيب الشؤون الدولية بالشكل الذي لا يتيح لدولة ما ان تكون من القوة لتتمكن من السيادة والهيمنة على الاخرين ، اما هانز مروغثانو فيرى ان توازن القوى عنده ، حالة فعلية من الاوضاع تكون فيها القوى موزعة ، ويوصف التوازن الدولي بأنه سياسة ترمز الى المدرسة الواقعية في السياسية الدولية ، وهي المدرسة التي تعنى بظواهر القوى ، وان الدول حينما تسعى للحفاظ على وجودها وأمنها ومركزها الدولي من الخلال الصراع على اكتساب القوى ، فإنَّ هدفها تحقيق التوازن الدولي.