حينما تكون مكّلفاً بالوقوف ضد بلدك

وليد عبدالحسين

العراق عظيم وكبير واكبر من كل الفرقاء فيه حاكمين ومعارضين، وباق مهما مرَّ عليه شخوص وتشكيلات واحزاب ، ومن حق المشتغلين في حقل السياسة ان يكون طموحهم الوصول الى زمام ادارته وافشال خصمهم بالأدوات المتاحة شرط ان لا تكون جرائما او ارهابا. هذه بديهيات يفهمها ابسط متابع لشؤون بلده ، ولكن الذي لا يمكن ان يُفهم بسهولة ويدلل ان خلف سطوره غايات مشبوهة ، حينما يُهاجم مبدعي البلد وهم لا علاقة لهم بالسياسة تكون الغايات سياسية مضادة! لا ارغب بالكلام بعموميات الموضوع كثيرا كي لا اصيب القارئ بملل لا داعي منه ، اعني برنامج البشير شو الذي يتابعه اغلب العراقيين داخل وخارج العراق فضلا عن العرب ، ولا اقصد ما يتناوله البرنامج من نقد ساخر تجاه بعض السياسيين وملفات الفساد وان كنتُ اشكك ايضا في غايات البرنامج من تناول هكذا ملفات الا انني لا اعترض على ذلك ما دام النقد يؤدي الى فضح ملفات فساد وشخصيات فاسدة ويضعهم بحقيقتهم امام مجتمعهم ، غير ان ما اثارني واصابني بالخيبة حينما تناول البرنامج اغنية المطرب العراقي المبدع هيثم يوسف الاخيرة التي كانت تتضمن قصة وفكرة جميلة تمثل حنين الحاضر للماضي بما يحمل من الام وآمال وحزن وفرح ، والاغنية كانت بألحان جميلة وصوت يوسف الذي يمتلئ كعادته احساسا وهدوءً وينقلك بنغماته الى عالم بعيد ، ومع ذلك تناول مقدم البرنامج فكرة الاغنية واداءها بالاستهزاء مركزا على جزئيات ليست ذات اهمية قياسا برصانة العمل وابداعه.

بتحليلي القاصر فسرت سبب هذا الهجوم هو ان هذا البرنامج اعني البشير شو رأى في هذه الاغنية تقوية لعراق لا يريد له ان يقوى، يريده بلدا خاويا لا ابداع ولا مبدعين فيه ، وكأن البرنامج تعهد لأجنداته ان يحّول العراق لهم قندهار او الصومال وانه بلد طائفي ارهابي رجعي لا اثر للجمال فيه ابدا ، لذا رأى ان يأتي فنان مشهور مثل هيثم يوسف ويصّور فيديو كليب داخل بغداد مسلطا الاضواء فيه على مباهج بغدادية لا تُنكر وتستحق ان يُحتفى بها. اقول تعسا لدولارات تأخذها من اجل مهاجمة بلدك وشعبك ، من حقك ان تعيش وان تعمل ولكن ان يكون عملك ضد بلدك واهلك ومبدعيك ووطنك فتعسا لك ولعملك واموالك.

□ محامي