العزاوي مايسترو فذ

قاسم ماجد

عندما  صدر قرار حل المسرح العسكري عام 1989 حينها كنت  واحداً من  الجنود في هذا المسرح  وبعد الجهود  التي عملتها لكي  أنقل  وحدتي إلى مدرسة موسيقى الجيش لما تحمله هذه  المدرسة العريقة من قيمة فنية ولكونها خرجت كبار  العازفين ، التحقت بالمدرسة تفاجأت ان آمر المدرسة  رفض انتقالي  إليهم وحين قابلته قال لي :

لا يمكن ضمك  إلينا لان صنفك العسكري لا يسمح أن تكون في هذه المدرسة والآمر كان  هو  العقيد  (المايسترو عبد الرزاق العزاوي)  وقد حاولت معه لكنه اعتذر مني  وقال هذا قانون.

وبعد سنوات طويلة وأثناء التحاقي  بكلية الفنون الجميلة  تفاجئت أن أستاذ  النظريات الموسيقية هو نفسه العقيد   الذي رفض انتقالي فاقتربت منه  وقصصت عليه الحكاية فتبسم وقال الأمر كان  ليس بيدي   ومنذ ذلك التاريخ  أصبحنا اصدقاء.

والحديث  عن العزاوي يحتاج صفحات لمسيرة امتدت من عام 1959 حين التحق  بمعهد الفنون الجميلة ثم السفر إلى لندن لتكملة دراسته فهو زميل الكلية الملكية الموسيقية عام 1966 ثم الحصول على باند ماستر من مدرسة الموسيقى عام 1967  ثم عاد  والتحق بكلية الفنون الجميلة في بغداد وحصل على  بكالوريوس إخراج موسيقي  عام 1999 ثم  حصل على شهادة الماجستير من جامعة (سنه كايمن اس).

وقد شغل العزاوي أكثر من مكان فقد عين آمر جوق في بغداد وكركوك وشغل منصب مدير الموسيقيى العسكرية ،وفي عام 1993 عين مدير دائرة الفنون الموسيقية وكالة ثم مدير الفرقة السمفونية الوطنية عمل استاذ بصفة محاضر في معهد الدراسات الموسيقية ومعهد الفنون الجميلة وكلية  الفنون ،  واشرف على إعداد برامج موسيقية من خلال الاذاعة والتلفزيون وكتب الكثير من المقالات  في الصحف العراقية في الموسيقى.

عمل على تأليف  مقطوعات موسيقية للفرقة السمفونية والموسيقى العسكرية منها افتتاحية طوق الحمام وافتتاحية طبول الحق ومارش الشجاعة ورسالة الى الأمم المتحدة ومقطوعة ملل و(فالس أصوات في البرية) ومقطوعة (حب أبدي) ومقطوعة (الراية) التي فازت الأولى بمسابقة التأليف الاوركسترالي وتنويعات (للعود والاوركسترا) وأنشودة (الملجأ) وافتتاحية (الميلاد) والعديد من الأناشيد التي أنشدت مع الفرقة السمفونية العراقية.

وقد لحن العزاوي ووزع العديد من الأعمال الغنائية والموسيقية للإذاعة والتلفزيون ووضع الموسيقى التصويرية لعدد من الأفلام والمسلسلات .

عضو اللجنة الوطنية العراقية للموسيقى لعدة دورات .

عضو المجمع العربي للموسيقى لعدة دورات.

حاصل على العديد من الشهادات التقديرية ، مشاركات في العديد من المؤتمرات والندوات الموسيقية داخل وخارج القطر ويعد الأستاذ  رزاق  واحد من أعلام الموسيقى في العراق والوطن العربي وثروة وطنية يجب الحفاظ عليها لأنه يمثل  جزء من تاريخ الموسيقى والثقافة العراقية لاسيما أنه اليوم يعاني من الإهمال والمرض.