الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
قبل السادس عشر من آب (4 - 4)

بواسطة azzaman

قبل السادس عشر من آب (4 - 4)

فاضل ميراني

 

كنت قدمت في اول حلقة من هذه الرباعية انها ليست دعاية انتخاب، او بيانا حزبيا، بل هو تذكير ارى ان كثرا يحتاجونه و كثرا سيريدون الاطلاع على تفصيلاته المتشعبة و العميقة، ذلك ان السادس عشر من آب هو ايلول الثورة التي اندلعت سنة 1961،  وهو ثورة الربيع التي اندلعت بعد اتفاق العراق مع ايران على ثورة ايلول، هو المدافع عن المسفرين و المهجرين من الفيليين، هو ضحايا القصف و الانفال بحق مناطق كوردستان كلها، هو الوف من المغيبين و سجناء الفكر، و الوف من فاقدي اطراف او حواس او صحاب ارمل و يتامى، هو الوف القرى المخربة و الحصارين، هو الرد على خلق نقمة من الانتماء لهوية لم تري ملكا او رئيسا يريد ان يتسلط بلا حساب و لا تدقيق على أمانة منصب، هو الرد على المتبرعين بالعراق لحروب الانابة و الهدر بالدم و المال و العرض، هو كل مكونات الكورد و كل الكوردستانيين في كورستان و كوردستان العراق و المهاجر، هو الجامع لكل باحث عن حرية شارد من قانون جائر و عدالة دجل، هو الاديان و المعتقدات بلا فرض او اعتداء.

ليس لنا ان نفترض ذكرى بتاريخ آخر لحزبنا، و لم يكن السادس عشر من آب يوما مقصودا بذاته ليكون تاريخ بدء حزبنا في حراكه الهائل ضمن فترة سلطة امتدت من وصاية عبدالاله بن علي و حتى يومنا هذا، ومن نهاية الحرب الكونية الثانية و الى ساعة كتابة هذه الرباعية، مرورا بتبدلات دولية كبرى كانت تاخذ الاهتمام الارأس في الاعلام و دوائر القرار، تغير خلالها ميزان القوى و اتحدت دول و انقسمت اخرى و انهار نظام و جاء بديله، واشتعلت حروب و نشبت معارك، كنا خلالها بين المهجر و الخندق لم نبدل هدفنا و لم ترتج معتقداتنا في احقية ما نطلب.

يوم اختاروا السلاح لقتلنا حملنا السلاح لردهم، ويوم اضطروا للتفاوض تفاوضنا بثقة من هو بقدر قضيته و حجمها، لم نكن اصغر من قضيتنا و لم نرفع شعارا لسنا قادرين على ترجمته.

مسار معروف

على هذا الدرب ظل البارزاني حتى قابل وجه ربه الكريم ثم لحق به ادريس البارزاني و الوف قبل ذلك و خلاله و بعده من الذين جادوا بدمهم بعد جهدهم في طلب ما يضمن لكوردستان و العراق ان لا يستبدل طغمة بطغمة.

ظل مسارنا معروف المعالم و ظلت طريقتنا تتحرك مؤهلة مدركة مختارة للسلام و الحرية و الديمقراطية، وهذه الكلمات الثلاث كانت افعالا و اقولا من الخنادق الى اقامة الكيان السياسي الكوردستاني، استمرت مؤتمرات الحزب و حافظنا على دورنا في العمل الوطني العراقي و العملين الاقليمي و الدولي وكثيرا ما تحملنا ضربات من قريبين و مقربين و سددنا. حصصهم التي اهملوها حفاظا منا على مصالح كوردستان و العراق.

لقد ارسينا ثم شيدنا منظومة مؤَسِسة للدفاع عن خصوصية العراق بمواطنة كوردستانية تحميها تشريعات و قوانين غير جائرة، تسعى لعدالة لا تتجزأ، طبقنا مبدأ الشراكة في تجربتنا و توفير كل متطلبات الرأي المخالف، ادمنا الانفتاح على محيطنا العربي و الاجنبي اقليميا و دوليا و ايجاد و تعضيد المصالح المشتركة، فرزنا بين العمل الحزبي و بين التكلف الحكومي، حددنا و شرحنا مساحات الحرية التي لا يجوز ان تمس مساحات الاخرين في حرياتهم، اشتغلنا قبل سنة 1991 ضمن ادق ظروف و اخطرها عبر فيها الرئيس مسعود البارزاني عن حنكة اداء متقدة، ثم سابقنا الزمن لتهيئة بيئة صحية في حدود اقليمنا و عمقه لنثبت مصداقية ارتباط البرنامج بالمنجز، ومن عقدين نواصل دورا اساسا في تجربة حكم في العراق لا زالت بحاجة لمواجهة ذاتها و للاجابة على سؤال عن مفهومها للحكم و ما يجب ان يكون عليه.

ان الاقتصاد و التنمية و ثقة المواطن ببلاده و دولته و سلطاتها معادلة مرتبطة ان مسها عامل خارجي بخدش او آذت هي نفسها فذلك دليل عدم ادراك لخطورة الادوار.

السادش عشر من آب سنة 1946 و آب 2024 هي روح و جسم و فكر و اداء لو لم يكن لكانت قضية بلدنا في واد لا نجاة منه.

 مسؤول الهيئة العاملة للمكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني

 

 

 


مشاهدات 80
الكاتب فاضل ميراني
أضيف 2024/08/05 - 5:56 PM
آخر تحديث 2024/08/07 - 8:05 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 165 الشهر 2595 الكلي 9978139
الوقت الآن
الأربعاء 2024/8/7 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير