خطاب مفتوح لقائد أسطورة السابع من تشرين المجيد
عبد الخالق الشاهر
نعم انه خطاب مفتوح لأن رب العزة توفاك وأحياك باستشهادك وكتب لك الخلود المختلف الذي هو خلود في الدنيا والآخرة، ولعل الخلود في الدنيا هو الأصعب منالا وقد حققت في الحالتين أمورا عظيمة .
عزم واصرار
تعلمت من الشهيد القسام حب الأرض والسيادة وتعلمت من الشهيد احمد ياسين العزم والإصرار وحلاوة طعم الشهادة وسبقك الكثيرون وسيلحق بك الكثيرون فشعبنا في فلسطين أنجب وسينجب الكثير من الأبطال المبدعين أمثالك، إلا ان بصماتك المتميزة ستبقى لمدة تفوق تصور الكثيرين تلك البصمات التي خلقت لك أصدقاء ومعجبين في كل شبر على ارض البسيطة وحاقدين من بني صهيون ومن على شاكلتهم ومتحفظين من أبناء جلدتك وجلدتي ولهم أسبابهم، واسمح لي ان اوجزها وأنا أتحدث فيه الى قائد الملحمة البطولية الفريدة في تأريخ النضال والصراع العربي ضد الكيان الصهيوني لتحرير فلسطيننا الحبيبة وفك أسار اقصانا من سلطة الاحتلال المجرم ، ولعل بعض المتحفظين يرون أنك السبب في دمار غزة ، واستشهاد 40000 مدني وليس نتنياهو ويرون الثمن غاليا لانهم يتخيلون أن قضية بلد اهملت ونساها العالم كله منذ نصف قرن من الزمن لا تتطلب كل هذه التضحيات ، أو انهم يتصورون ان أهلنا في غزة كانوا سعداء ببناياتهم الجميلة رغم ان جل أبناء جلدتنا عرفوا الاحتلال وذاقوا طعم الذل والهوان ، وعرفوا أن ليس بالخبز وحده يحيى الإنسان ،وعرفوا معنى ان يعيش شعب تحت رحمة معابر يسيطر عليها غيرهم فأهلك في العراق عرفوا معبر بزيبز الذي فيه أبناء جلدتهم وكان له اثر في ان يطالب البعض منهم بأقليم ..
والقسم الآخر كلما شاهدوا اعجازا قالوا انه لعبة سياسية وإن هناك اتفاقا تحت الطاولة، وأن عرق سنين لبناء الأنفاق التي دوخت العالم وكل هذا التدريب والتنسيق والمباغتة الاستراتيجية الهائلة.. كلها تخطيط لتدمير غزة وحل سلمي وكأنها لم تكن منسية أصلا وأخيرا لكي يرضى عنك المرشد الأعلى وأن هذا يليق بالأقزام والتابعين وليس بأبطال الأقصى، وأنت القائل أبواب نقرت أبواب العرب وضلت مغلقة أما إيران فكانت هي التي تدعوني.
نعم سيدي خلودك ورفاقك في الدنيا سيبقى في ضمائر أجيال تلو أجيال كون ما فعلتموه لا يمكن تصنيفه وتقييمه لا بالعلم العسكري ولا بالاستراتيجي ولا بقوة المبادئ ولذلك أسميه اعجازا حقيقيا فقد فعلتم الآتي وباختصار شديد جدا وسيرى العالم كم سيكتب حول هذه الأسطورة
1.مباغتة استراتيجية وتعبويه حطمت اسطورة أخطر أجهزة الاستخبارات العالمية السي آي أي والموساد والشاباك وغير ذلك الكثير.
شبكة انفاق
2.التمكن من حفر أكبر شبكة أنفاق وتحصينها وإخفائها وتمويهها وتضمينها حتى مصانع الأسلحة والأعتدة.. عملتم وكأنه لا توجد في سماء غزة أقمار صناعية
3. تمكنتم من وضع الخطط المعقدة فائقة الدقة قسم يهجم بحرا وقسم برا والآخر جوا وحققتم اعقد مبدأ من مبادئ الحرب الذي هو مبدأ التنسيق، وبمناسبة ذكر مبادئ الحرب أقول أنى لم أدرس هجوما طبقت فيه كل مبادئ الحرب كما فعلتم، أما عن بناء الأنسان فقد بنيتم أنسانا يطير بطائرته الشراعية ليعبر جدار الفصل العنصري ومعه بندقية فقط وهو يعلم ان من ينتظره هي فرقة غزة المجهزة والمدربة لأنها تحمي مستعمرات غلاف غزة.. كيف قام بذلك؟؟
ألم يخشاها؟؟ أين تدرب؟؟ عاش كل من بنى هذا الإنسان المعجزة.
4. فور تهديد مجرم الحرب نتنياهو بالهجوم البري نشرت مقالا نصحته فيه ان لا يفعل لأن من دبر هذا الهجوم المثالي لا بد انه خطط لدفاع مثالي، ولهذا نجد اننا عبرنا ال 300 يوما من الهجوم الذي تحول الى إبادة جماعية للنساء والأطفال، بل وانتقل الى الاغتيالات الجبانة، ولم يتحقق أي هدف من أهداف الإبادة.
5.القبة الحديدية اخترقت.
6. حطمتم اسطورة الجيش الذي لا يقهر والحرب الخاطفة، وغيرها الكثير.
7. يعد الأمريكان والأوربيون ان إسرائيل واحة للديمقراطية والسلام فضلا عن كونها ضحية مسكينة للهولوكوست واللاسامية، ولعله من الواضح انكم بدلتم ذلك بتأييد لشعب فلسطين بل وصل الأمر الى ان هناك صهاينة تظاهروا وهناك أمريكان اعتصموا في الجامعات، بل وصل الأمر الى ابعد من ذلك حيث قامت دول اوربية بوقف تجهيز إسرائيل بالأسلحة والأعتدة ومنها بريطانيا صانعة الكيان الإسرائيلي.
8. هناك معادلة تقول إسرائيل تعني الاستيطان والاستيطان يعني إسرائيل ولعل ذلك انتهى جزئيا وسينتهي كليا لأن لا مواطن يريد العيش في ساحة حرب تحميه فيها دولة عجزت عن حمايته بشكل كبير.
9. بات حل الدولتين أمرا محسوم دوليا بل ان حتى أمريكا التي ابنتها المدللة إسرائيل باتت تطالب به ليس حبا بالفلسطينيين بل بإسرائيل لأنكم اوضحتم لهم ان إسرائيل لن تهنأ بالسلام بعد طوفان الأقصى، وهذا إنجاز تأريخي يضاف الى الإنجازات أعلاه .
سيد الابادة
أخيرا سيدي الحبيب جربت كل المرارات ..السجن والنفي والعيش في خطر داهم ، وذقت برحـــــــــيلك خلود الآخرة وخلود الدنيا فألف مبارك لك ولأهـــــــــلك ولإبطال المقاومة كل ذلك ، ولم تترك شيئا ينبغي ان تفعله ، والله لقد غادرت عالم لا نحسد عليه والله فعندما رأيت الكونغرس الأمريكي يصفق كل بضع دقائق وقوفا لسيد الإبادة الجماعية والـــــــــجرائم ضد الإنسانية ، فضلا عن اربعة تهم فساد فضلا عن انه محتل لأرض فلسطين، وفي الوقت نفسه يقول وكيل الخارجية الأمريكي ردا على سؤال عن سبب اعتقاله المعتصمين الامريكان ( التظاهر مسموح ولكن ان نقبل بمتظاهر يرفع علم حماس الإرهابية فهذا أمر مستحيل)
بقيت سيدي وســــــــــــــتبقى في ضمائر الأجيال (قائدا لملحـــــــــــمة السابع من أكتوبر المجيد) أيها الحي المغوار..
اكرر تبريكاتي لكم وإلى لقاء.