فاتح عبد السلام
التدني المروع في نسبة النجاح في امتحانات البكلوريا في العراق يثير تساؤلات جدية عن عمل وزارة التربية وخططها ودورها وما يتصل بها من ادرات مدارس وكوادر تربوية وتعليمية. هذه الوزارة ينبغي ان تكون من اهم ركائز بناء المجتمع، كون انّ البنيان يقوم عليها في التعليم العالي او في الوظائف اللاحقة في المجتمع.
وزارة التربية، كانت في خلال العشرين سنة الأخيرة ممراً لوزراء الصُدَف، وهي صُدف تعيسة وحزينة بلا شك، وضعت أهم أركان التكوين المجتمعي في مهب الريح.
وزير التربية لا أثر له في مدرسة او معهد أو اشراف تربوي في البلد، هذا الوزير او الذين سبقوه، يمرون بالمنصب ماكثين في اعلى الهرم فيما التكوينات الأدنى تتهاوى وينخر بها الفساد والتهاون والإهمال مع تراجع دور المعلم ومكانته وضعف هيبة المدرسة وطغيان التعليم الخاص على العام، فضلا عن ارتهان الوزير بأجواء الكتل الحزبية ومتطلباتها التي انجبته.
كان من النادر أن يهبط مستوى عبور الدور الأول نسبة الخمسين في المائة في أكثر المدارس تدهورا في العقود الماضية، وكان الدور الثاني طريقا تشقه اغلبية المدارس بنسبة تقارب المائة بالمائة في النجاح حتى في الدراسة المسائية.
اليوم بات الوزراء المتعاقبون على حقيبة التربية يسارعون الى ما يظنون انه «منجزات» في فتح الأبواب للدور الثالث الذي لم يسمع التعليم به في تاريخ الدولة الحديثة الا في فترات الاضمحلال والتراخي التي تلقي ظلالها القاتمة على المجالات الحيوية في البلد.
وزارة التربية لم ترجع الى قيادات التربية من المتقاعدين الذين أداروا المدارس الشهيرة ووضعوا خطط الاشراف التربوي التخصصي في عقود تألق التربية والتعليم ، وهم متقاعدون مهملون اليوم، في حين انه اغلبهم لديه القدرة على تقديم الاستشارات النافعة التي قد تسند جانبا من هذا البناء المتداعي.
هناك ظواهر خطيرة كانت تمر في امتحانات البكالوريا في سنوات سابقة من دون تدقيق ومعاينة وتمحيص ومنها نسبة التفوق العالية ونيل الدرجات الكاملة بنسب مبالغ فيها، ولعل تلك الظاهرة التي عدّها وزراء سابقون غارقون في أوهامهم انها من المنجزات، هي التي قادت الى هذه الانهيارات التي نشهدها اليوم.
تمر هذه الاحداث الكبيرة، ولم يخرج وزير التربية في مؤتمر صحافي ليواجه الأسئلة الواجب عليه إيجاد إجابات وافية وشجاعة لها.
رئيس التحرير-الطبعة الدولية