فارس الإخراج يظل في الذاكرة

عامر محسن الغريري

في تسعينات القرن الماضي كنت اطرق ابواب دائرة الاذاعة والتلفزيون من حين لأخر هادفا اجراء حوارات فنية مع نجوم المسرح والسينما والتلفزيون لصالح صفحة منوعات في جريدة القادسية انذاك، في اكثر من مرة خدمتني الصدفة بلقاء المخرج الراحل حسين التكريتي يومها كان يشغل رئيس وحدة الدراما في تلفزيون العراق وكنت سعيدا بحديثه ومحاورته لثقل مكانته الفنية وللخبرات والتجارب التي يحملها بعد ان مضى زمن طويل لولوجه لعالم التلفزيون مطلع ستينات القرن الماضي واعرف محبته الكبيرة للاخراج التلفزيوني فهو الذي قدم لنا نهاية السبعينات مسلسل ابو البلاوي واخرج مسلسل حامض حلو عام  1986الذي لعب ادواره فوزي مهدي وخليل الرفاعي ومي جمال وسليمه خضير ومسلسل إيمان في مطلع التسعينات ثم المهافيف الذي جرى تصوير احداثه في قرية البوعيثه ..وكثير من الاعمال التلفزيونية التي وقع عليها مخرجا والتي تعاقبت بعد اخراجه العمل الاول العامل . تميز حسين التكريتي في الغوص في اعماق  الحياة الاجتماعية للعائلة العراقية ورصد مشاكلها اضافة الى ظواهر الشارع وجزيئات الحياة اليومية ونجح في تقديم معالجات درامية اخذت طريقها لواقع الحياة ..

كان في حديثه معي كثيرا ما يسدي النصائح للشباب الذين اقتحموا مملكة الفن موصيا اياهم برفع شعار انا صادق انا مثابرملقيا باللوم على بعض المخرجين لعدم منح الشباب  بطاقة الشهرة عن طريق زجهم ببعض الادوار الدرامية وكان يرى ان الفنان العراقي له قدرات وامكانيات ومؤهلات لمنافسة الفنان العربي وقد صدق رجل الاخراج الاقدم في رؤيته للممثل العراقي حيث شاهدنا في العقدين الاخيرين من الالفية الثالثة اعمال فنية للممثلين عراقيين امام نجوم الشاشة العربية والخليجية تفصح عن قدرات ابداعية كانت حديث الصحافة العربية قبل العراقية فهذا بهجت الجبوري أمام عادل أمام ملك الكوميديا العربية وهذا الراحل عبد الخالق المختار امام احمد راتب البالغ اقصى مراتب الشهرة مع كمال الشناوي في مسلسل هند والدكتور نعمان وهذه نادية العراقية امام طبيب الدراما المصرية يحيى الفخراني وميس كمر تمثل ببراعة مع نجوم الخليج وغير ذلك كثير رحم الله المخرج حسين التكريتي الذي كان مصيبا في الرأي وعادلا في ميزان التقييم.