الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
ماذا لو أنضمت أوكرانيا إلى الناتو ؟

بواسطة azzaman

ماذا لو أنضمت أوكرانيا إلى الناتو ؟

عبد الكاظم محمد حسون

 

بعد الحرب العالمية الثانية نشأ حلفان او معسكران عالميان هما النظام الاشتراكي ممثل بحلف وارسو وعلى رأسه الاتحاد السوفيتي وقتها ، والنظام الرأسمالي، ممثل بحلف الناتو وبزعامة الولايات المتحدة الأمريكية وكان هنالك تنافس ومخاوف بين المعسكرين وصراع يزداد وينحفض حسب الظروف والأحداث حتى وصل إلى محاولة  استخدام السلاح النووي في الازمة الكوبية سنة 1962 التي انتهت بتخفيض التهديدات وسحب القوة من جزيرة  كانت تلك الفترة التي يترقب فيها العالم وبدهشه وخوف كبيرين من حدوث حرب نووية وشيكة الحدوث وما ينتج عنها من خراب ودمار   خلال الحرب الباردة (1947 -1991 ) .وبعدها  انتهى حلف وارسوا مع تفكيك الاتحاد السوفيتي وأصبح العالم من ثنائي القطبية إلى قطب واحد تهمين عليه الولايات المتحدة الأمريكية ، لا ان حلف الناتو لم يتقلص او ينهي مهامه بانتهاء حلف وارسو ، وإنما زاد من نشاطة وزاد من عدد أعضائه حيث تاسس  الحلف في البداية تأسيسه  ب 12 دولة، وانضم ثلاثة أعضاء آخرين بين عامي 1952 و 1955 وانضم عضو جديد رابع في عام 1982. وبعد نهاية الحرب الباردة أضاف الناتو 15 عضوًا آخر من ( 1999 إلى23 20 ) واخطر ما قام به الحلف هو استقطاب الدولة التي كانت ضمن حلف وارسو اي دول أوربا الشرقية  وهي دول تحيط لروسيا وعلى الرغم من دخول امريكا بمعاهدات واتفاقيات مع روسيا بغية تحقيق العيش بسلام حيث هنالك تعاون في اغلب من مجال منها الفضاء والطاقة وتبادل التجاري وتحديد مهام السلاح النووي وغيرها ، الا ان تلك العلاقات ما لبثت ان تدهورت بسبب الحرب الروسيه الاوكرانية التي نشأت في يوم 24 شباط 2022 , عندما انطلق الجيش الروسي لغزو اوكرانيا لأسباب منها انهيار العلاقات بين البلدين بعد الثورة الأوكرانية عام 2014، تلا ذلك ضم روسيا لشبه جزيرة القرم الأوكرانية، ودعم روسيا المقاتلين الانفصاليين من جمهورية دونيتسك الشعبية وجمهورية لوهانسك الشعبية في حرب أودت بحياة أكثر من 13000 شخص بحلول أوائل العام 2020، ونتيجة لهذا الغزو الروسي فُرض بسببها العقوبات الأمريكية  الغربية على روسيا.

ان الحرب الروسية ضد اوكرانيا جعل امريكا ودول الغربية خاصة ضمن حلف الناتو يقدمون دعم مطلق لاوكرانيا تضمن اولا فتح حدودها لاحتضان من هجرتهم الحرب ومنحتهم فرص العمل والسكن وقدمت السلاح والتدريب والمعلومات الاستخباراتيه وبلغت أموال الدعم ... مليارات الدولارات وسلاح مختلف حديث وقسم قديم .

اعادة اراض

ورغم كل هذا الدعم لم يحقق الجيش الاوكراني اي انتصارات لاعادة الاراضي المحتلة كما أن امريكا والغرب لم يقف عند هذا الحد وإنما حاولوا فرض عقوبات قاسية لكن كل ذلك لم يحقق انتكاسة لموسكو وإنما بالعكس اخذت موسكو احتلال مدن وقرى جديدة وقصف بأسلحة ذكية مثل صواريخ الفرط صوتية التي حقـــــــــقت إصابات مباشرة لأهداف محددة في مدن اوكرانيا في وقت قام حلف الأطلسي بإجراء لقاء تستضيف فيه  الولايات المتحدة قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) للعام 2024 في واشنطن العاصمة كاجراء جديد يثبت استمرار الدعم الا متناهي لنظام اوكرانيا وذلك خلال الفترة من 9 حتى 11 تموز/يوليو 2024، وتحتفل هذه القمة بالذكرى التاريخية الخامسة والسبعين للتحالف. وتجمع قمة واشنطن الحلفاء الاثنين والثلاثين لتظهر القوة والوحدة المتواصلة للحلف ، حيث في هذا الاجتماع تم تقديم دعم كبير لاوكرانيا منحها الحلف جرعة دعم كبيرة وهي عبارة عن 40 مليار دولار في خلال العام المقبل، وطائرات مقاتلة من طراز أف 16، بالتزامن مع قرار الولايات المتحدة نشر صواريخ بعيدة المدى في ألمانيا مما سبب انزعاج موسكو وأصبح الوضع في حالة خطر ليس فقط على موسكو وإنما على العالم وذلك من خلال انتشار النزاع بين موسكو وامريكا ودول أوربا مع استخدام السلاح النووي التي طالما تعلن موسكو عن استخدامة اذا تعرضت المـــــــــصالح والأراضي الروسية إلى الخطر وبذلك لــــــــيس بعيد من حدوث حرب عالمية ثالثة ، ولا غريب من استخدام السلاح النووي علما ان هنالك إشارات لانظمام اوكرانيا إلى حلف الناتو المتــــــــــــعرقل حاليا بعدم حصول الموافقة الكلية من قبل اعضاء الحلف كاملين وان سبــــــــــب عدم انضمامها ايضا هو أنها في حالة صراع مع موسكو   وفي حالة انظمامها فعلا  إلى الناتو هنا يصبح الأمر محرج وهنا يكون الرد جماعي بين الناتو وبين موسكو وهنا النتائج تكون قاسية جدا .فانضمام اوكرانيا إلى حلف الأطلسي وإوكرانيا في حالة حرب مع روسيا يعني دخول الناتو الحرب.

  ولا يستبعد دخول الصين وروسيا البيضاء تضامن مع روسيا حيث الحرب العالمية الثالثة والتي ليس من المستبعد استخدام أسلحة نوويه.

 وفي أقل تقدير حرب نووية تكتيكية .هنالك من يسأل ما مصلحة الولايات الأمريكية في كل مايحدث  والجواب هو ان امريكا تعمل على البقاء مهيمنة على العالم لتحقيق مصالحها التي تكمن بمصادر الطاقة ووجود الأسواق  وهي دائما ما تدفع دول أخرى في صراعاتها لمنحها شرعية مطلقة كما حدث في العراق والحرب الإسرائيلية في غز ومعاقبة الحوثيين بضربات أمريكية وأخرى من دول التحالف ومنها بريطانيا ان مصالحها الاستراتيجية تكمن في بقاء إسرائيل رغم همجيتها ودعم اوكرانيا والبقاء على تايون وانتزاعها من جسد الصين ان الولايات المتحدة لا ترغب بعالم متعدد الاقطاب وإنما قطب واحد تديرها هي بجبروتها  وحتى همجيتها وخير من ينفذ هذه السياسية هم الديمقراطيين واللوب الصهيوني في امريكا وانطلاق من هذا نجد ان الولايات الأمريكية تعمل على أضعاف منتدى بريكس الذي ساهمت روسيا في انشائه  الذي يضم روسيا  الصين والهند والبرازيل وجنوب افريقيا . حيث كلمة  (BRICS) تتضمن الحروف الأولى لتلك البلدان المشاركة   حيث حدث الحلف الاقتصادي من دول أربعة هي روسيا والصين والبرازيل والهند سنة 2009 في موسكو وما لبث إلى أن توسع حيث انضم له خمسة أعضاء جدد منها ثلاث دول عربية هي مصر والسعودية والإمارات.

 

 


مشاهدات 231
الكاتب عبد الكاظم محمد حسون
أضيف 2024/07/31 - 4:26 PM
آخر تحديث 2024/08/21 - 6:07 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 330 الشهر 9333 الكلي 9984877
الوقت الآن
الخميس 2024/8/22 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير