الوزير القائد
وليد عبد الحسين
في كل زيارة إلى كوردستان تلاحقنا أيادي الدكتور محمد سليمان الأحمد البيضاء بكرمها الذي يخجلني ويصيبني العيُّ عن وصفه ، إذ تفضل عليّ في زيارة أربيل هذا الأسبوع التي دامت خمسة أيام أثناء مشاركتي في إلقاء المحاضرات القانونية على موظفي وزارة الصحة العراقية في ورشة أقيمت هناك ، أن دعاني لزيارة وزارة العدل حيث مركز البحوث القانونية الذي كالعادة نالني شرف الحصول على بعض إصداراته المهمة، ومن ثم لقاء معالي وزير العدل في حكومة كوردستان السيد فرست أحمد عبدالله صاحب التجربة القانونية والتاريخية الكبيرة حيث رحب بنا أجمل ترحاب في مكتبه داخل الوزارة ثم أصرّ أن يدعونا إلى وليمة عشاء جميلة في مطعم طبلية في أمسية دامت ثلاث ساعات كانت من الساعات الأجمل في أربيل هذه المرة ، إذ من خلالها تعرفنا على شخص الوزير المحامي والمناضل والمشرع والقائد ، الذي ترعرع في وسط وجنوب العراق و دخل عالم المحاماة وشارك في كتابة أهم القوانين العراقية لا سيما قانون إدارة الدولة المؤقت والدستور الحالي ، حينما تجالسه تنسى أنك أمام وزير وصاحب سلطة بل أنك أمام قائد وزعيم روحي ، يجذبك بجمال فكره وطلاقة لغته العربية بل و مراعاته للأصول العربية حتى في كيفية تقديم الطعام وواجب تقديم الضيوف على غيرهم .
تواضعه ينبئك أن العراق ما زال بخير و أن هناك شخصيات لامعة كفيلة بإنقاذ العراق إن منحت فرصة إدارة مرافقه ، أثناء ما أستمع لآرائه وتجربته أقول ببني وبين نفسي لماذا هذا العقل العراقي الكبير لا يستثمر في إدارة البلاد ككل لا فقط إقليم كوردستان ، لماذا لا يقدمه الأخوة الكورد رئيسا لجمهوريتنا لنفتخر به معاً؟
إنه ليس وزيرا يشرف على إدارة عدة دوائر ضمن وزارته إدارة رتيبة فحسب بل هو قائد وكاتب ومفكر وحاكم ، وكتابه «قصة العدل» الذي أهدانا نسخة منه يثبت كثيراً مما ذكرناه ورأيناه عند لقائنا به .
دون مبالغة أو مجاملة أتمنى أن نراه رئيسا لجمهورية العراق في الدورة القادمة أو وزيرا للعدل في الحكومة المركزية على أقل تقدير حيث سيرعى الثقافة القانونية و ينعش الكتاب القانوني و يطبق صحيح القانون و يصحح كثيراً من أخطاء السابقين ولو سنحت الفرصة لكم لزيارة وزارة العدل في كوردستان في ظل قيادته لقلتم معي هنيئا لهم بهذا الوزير القائد .
محامي