الملف الرياضي .. خطورة الإرباك وإسقاط الهيبة

حسين الذكر

تعد الرياضة باغلب مؤسساتها ومسمياتها وسيلة حضارية في عالم العولمة التي برزت كاهم معالم الرقي وحسن التنظيم لتدعيم هوية المجتمعات ومركزية الحكم فيها .. كذا يمكن ان تكون العكس اذا ما تغلغلت فيها اجندات خارجية ووظفت بمصالح شخصية يكون فيها الوطن والصالح العام آخر الطابور  .. فانها ستتحول الى صورة نمطية من عمليات التأزيم المستمر للواقع بشكل مضطرد يستخدم المال ووسائل التعبير والاعلام بتكثيف وتضليل لتدوير النفايات واضعاف هيبة الدولة وحرف البرامج الحكومية عن اهدافها الخدمية.

ملف الرياضة يختلف تماما عن ممارسة الرياضة ..

الاول يديره الساسة الواعون ممن يعرفون من اين تؤكل اكتاف الملف وتدار المؤسسات بما فيه صالح البلد وقوة الدولة وهيبتها وابراز ثقافتها ورقي مجتمعاتها . اما الثاني هو الجانب الظاهر للملف الذي غالبه اداري فني ينهض  به المختصون من ابناء اللعبة واصحاب الخبرة .. تحت وصاية الدولة وسلطتها لتحقيق اهداف مشتركة تحت مظلة القانون وانسجام تام مع الدستور .

الالعاب ليست ممارسات ميدانية ظاهرة فحسب .. فتلك امية وبدائية تم تجاوزها عالميا منذ زمن طويل .. فالرياضة علم وتوظيف خطير بما تمتلكه من قوة تاثير على الراي العام فضلا عن قيادته وتوجيهه .. اما موارده فتعد ملف حكومي بحت لا يمكن ان يترك بيد من لا يجيدون غير تسديد الكرات وجمع اللايكات .. فارق كبير بين الوعي المؤسساتي و( وانتعال الحذاء الرياضي ) .. هنا قضية ظاهرة واخرى مستترة .. واحدة تسير بغريزة ذاتية تبحث عن الشهرة والمال ونهب ما حمل على ظهور الاجيال .. فيما الاخر يكدح ليل نهار بجد واقتدار لبناء الدولة وتقديم الخدمات وتنشئة اجيال واعية في وطنيتها ونزاهة تعاطيها وشرف هويتها وتبليغ رسالتها .

باختصار شديد .. ان القيادة التي لا تعرف من معان رياضة اليوم الا ( الكول والاوفسايد والفار وتوزيع الدولار ) .. لا يمكن ان تجعل من الرياضة ملف حياتي وستبقى تدور بفلك تدوير الاسماء وتوزيع الادوار والافادة الاجلة من اصحاب القرار فيما يمكن ان نسميه جرعات ميتة لملف وادوات ماتت حضاريا .. الا ما حفظ الرب .. وذلك ايمان قاصر ان لم يتجسد كسلوك مقدس على ارض الواقع .