كن مونتير لسانك
مجيد السامرائي
(اتمنى ان تكون رقبتي بطول رقبة البعير قالوا لماذا يا ابا الحسن قال كي امضغ الكلمة قبل ان تخرج).
علي بن ابي طالب
ومن المدهش ان نعرف انه قد يصل طول رقبة البعير ، وهي مبطنة إلى مترين بغدد إفرازية لتسهيل انزلاق الأعشاب الجافة والأشواك التي تعتمد الإبل عليها كثيرا في غذائها...هذا الكائن الموصوف بانه سفينة الصحراء قد يجري عملية مونتاج الى مايدخل جوفه...ومايخرج من جوف بني آدم وهو حادي النوق مشمول بهذا المونتاج المتعلق بالتقطيع : (اللسان أمير البدن ، فإذا جنى جنت الأعضاء وإذا عفّ عفّت)!
اليوم وانا اتفرج على ما ننتج من فحوى كلام نتجاذب فيه اطراف الحديث اطلق ليد المخرج العنان في حذف الزوائد الدودية القاتله، ابرق لي معجب مجهول مقنع على الخاص مامفاده :( اگولگ شغلة هواي تگول اگولك شغلة، اگولگ شي هواي تگول اگولك شي).
فعلا هذه مآخذي التي اسهو عنها .. كلها زائدة فيكون فحوى القول بعد ذلك اجمع .. اكتشفت هذا بعد نشر نصوص الحوارات مختارة في كتاب فكان ان هذبت جميع ما ليس به معنى مما يصطلح عليه عكازات الكلام،يتضمن ذلك كلمات مثل و وحسنًا ولكن وهكذا وأنت تعلم، ولكن أيضًا مجرد أصوات مثل آه وأم وإيه. في بعض الأحيان تتضمن كلمات مثل حرفيًا وفعلًا وأساسًا. مهما كان الشكل الذي تتخذه، فإن الكلمات العكازية عادةً ما تحتوي على سمتين: 1) الإفراط في الاستخدام، و2) انعدام المعنى.
او مثل جميل حين لايحذف زوائد كلامه حين يخاطب بثينه :
بِلا وَبِأَلّا أَستَطيعَ وَبِالمُنى
وَبِالوَعدِ حَتّى يَسأَمَ الوَعدَ آمِلُه
والدبلوماسيون الاجانب الذين دخلوا البلاد حبا باهلها فتقربوا منهم بحفظ غريب كلامهم وحوشيه وقد قابلت سفير اليابان ببغداد وهو يضحك كثيرا و يكثر من كلمة يعني اكثر مني .وهو قطعا افضل مني اذ اني ان حاولت ان اقرب له المعنى فعلت ذلك بالانكليزية التي نلت فيها في امتحان البكلوريا 88 ..
ومن اشهر من تعلق بعامية اهل بغداد العربية المستشرق الفرنسي لويس ماسنيون .. وهو الذي ازاح ومنتج ورفع وغربل في مفردات شتى فكان منهجه الاخراجي معتمدا المشهور من روايات الأقدمين التي جاءتنا مبتورة حينًا وممسوخة حينًا آخر، لم تراع الدقة في نقلها سوف اراقب شخصيا ذاتي فارفع كل الزوائد الدودية التي ان كبرت استدعت عملية جراحية لرفعها ..