طهران تعلّق على إتهامها بجرائم إنسانية خلال حربها مع العراق

بغداد وواشنطن تقطعان شوطا بمفاوضات إنتقال مهمة التحالف

بغداد - قصي منذر

قطع العراق والولايات المتحدة الامريكية، شوطاً في مستقبل العلاقة الأمنية المشتركة وانتقال مهمة التحالف الدولي. وكتبت السفيرة الامريكية لدى العراق ألينا رومانوسكي في تدوينة على منصة أكس جاء فيها (اختُتمت أعمال حوار التعاون الأمني المشترك بين الولايات المتحدة والعراق، وذلك بعد مناقشات تناولت مستقبل علاقاتنا الأمنية الثنائية)، مشيرة إلى إن (بلادها تتطلّع إلى العمل مع الشركاء العراقيين لتعزيز الاستراتيجية المتفق عليها من أجل انتقال مهمة التحالف الدولي).

مذكرات تفاهم

وبرغم إعلان ان انهاء مهمة التحالف الدولي في العراق أحد اهم محاور زيارة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني الى واشنطن، التي جرت منتصف نيسان الماضي، الا ان الجزء الأكبر من الأحاديث والنقاشات ومذكرات التفاهم الموقعة ركزت على إيجاد او انتقال العلاقة من الجانب الامني الى جوانب تنموية أخرى، في الوقت الذي تنفي التصريحات الامريكية أي حديث او نية للانسحاب التام من العراق. من جانبه أشاد النائب عن تحالف الفتح مختار الموسوي، بإصرار وجدية الحكومة في حسم ملف اخراج القوات الأجنبية من العراق.وقال الموسوي في تصريح أمس إن (الحكومة برئاسة السوداني جادة وعازمة على انهاء ملف اخراج القوات الأجنبية من جميع الاراضي العراقية بأسرع وقت ولهذا هي تحاور وتفاوض الجانب الامريكي بوتيرة عالية جداً)، مشيراً إلى إن (الجانب الامريكي يسعى دائماً إلى المماطلة والتسويف، لكن مقابل ذلك هناك أرادة حكومية عراقية لحسم الملف مدعومة سياسيا وشعبيا، ولا يمكن القبول باي شكل من الأشكال ببقاء اي قوة اجنبية تحت اي مسمى كان).من جهته ، قال عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية علي البنداوي في تصريح أمس إنه (تم تشكيل لجنة مختصة لوضع جدول لانسحاب قوات التحالف من البلاد ومن خلال اللقاء مع رئيس الوزراء ولجنة الأمن والدفاع فان الأمور تسير بإتجاه جدولة الانسحاب)، وأضاف إن (وجود القوات الامريكية والأجنبية على الاراضي العراقية كان بطلب من الحكومات السابقة والحالية ووجودها ليس لغرض القتال وانما للتدريب)، وتابع إن (القوات الامنية جاهزة لمواجهة أي تحدي، وأبدى الجميع ضرورة انسحاب ما تبقى من القوات الأجنبية)، مؤكداً إن (العراق مستمر في المفاوضات مع الجانب الأمريكي بشأن انهاء مهام التحالف الدولي وتم استئناف المفاوضات من جديد من اجل وضع جدول زمني وإخراج كافة القوات الامريكية والأجنبية بصورة عامة ولا توقف لهذا التفاوض). وكانت تقارير قد تحدثت نقلاً عن مصادر القول إن (العراق يرغب في أن تبدأ قوات التحالف العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة في الانسحاب ، وأن تنهي عمل التحالفرسميا بحلول شهر أيلول 2025، مع احتمال بقاء بعض القوات الأمريكية بصفة استشارية جرى التفاوض عليها حديثا)، وأضافوا إنه (جرى مناقشة الموقف العراقي مع مسؤولين أمريكيين في واشنطن خلال قمة أمنية، وإنه لا يوجد اتفاق رسمي على إنهاء التحالف أو أي جدول زمني مرتبط به حتى الآن). بدوره ، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر في اصريح أمس إن (الجانبين اجتمعا في واشنطن لتحديد كيفية نقل مهمة التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة على أساس التهديد الذي يشكله داعش)، مضيفا أنه (ليس لديه مزيد من التفاصيل). من جهة أخرى، دانت طهران، دعوة خبير مستقل في الأمم المتحدة الى تحقيق دولي في جرائم ضد الانسانية وإبادة اتهم فيها السلطات الايرانية بارتكابها في حق معارضين والأقلية البهائية في ثمانينات القرن الماضي. وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية ناصر كنعاني في تصريح أمس إن (هذا التقرير هو محاولة من أعداء إيران لتشويه سمعتها).

مبرر قانوني

مشيراً إلى إن ( التقرير يفتقر الى أي مبرر قانوني ومرفوض تماما، وأن هذا الخبير يقوم باستغلال مكانة الأمم المتحدة)، مشدداً على إن (مسؤولي الأمم المتحدة وخصوصاً المفوضية السامية لحقوق الإنسان يتحملون مسؤولية قانونية لمنع استغلال هذه المنظمة من أجل تحقيق أغراض شخصية أو جماعية متحيزة ضد الدول). وكان المقرر الخاص المستقل للأمم المتحدة المعني بحقوق الإنسان في إيران جاويد رحمن قد كشف في تقرير أمس عن (الفظائع التي ارتكبت من عمليات إعدام بإجراءات موجزة وتعسفية وخارج نطاق القضاء في أعوام الحرب العراقية الايرانية ترقى إلى مستوى الجرائم ضد الإنسانية من خلال القتل، فضلاً عن الإبادة الجماعية).