مختصون: للبيئة و جغرافية المنطقة تأثير على طبيعة الموروث الشعبي

(أزياؤنا هوية) عنوان أصبوحة ثقافية في الدار العراقية

بغداد - ياسين ياس

أقامت الدار العراقية للأزياء  اصبوحة ثقافية بعنوان (أزياؤنا هوية ) بإشراف وكيل وزارة الثقافة والسيحة والاثار للشؤون الثقافية والمدير العام للدار، فاضل محمد البدراني، وبالتعاون مع قسم التنوّع الثقافي، ومشاركة ديوان اوقاف الديانات المسيحية والازيدية والصابئة المندائية، ،  واكد البدراني خلال الاصبوحة على أن (أهمية الدار التي يتجاوز عمرها نصف قرن، تكمن في كونها الواجهة المكمّلة والأساسية لتراث البلد وحضارته، وان موجوداتها تعطي صورة واضحة عن عظمة تاريخ بلاد ما بين النهرين)، مبيّناً ان الموضة ليست محصورة على مواكبة الأزياء، بل بالسلوك والثقافة البصرية ومتابعة كل جديد في ميدان الثقافة والفكر. 

الندوة التي أقيمت في قاعة الجواهري صباح الثلاثاء الماضي، ضيفت المخرجة المسرحية ومصممة الازياء اشواق الجنديل والمصمم ستيف الساتي، اللذان تحدثا بجانبين نظري وعملي عن الأزياء العراقية، وتأثير البيئة و جغرافية المنطقة على طبيعة الموروث الشعبي لأزياء تلك المنطقة، وتغيّراتها عبر الزمن، واختلافات بعضها عن البعض الآخر حسب ثقافة سكان المنطقة بتنوّع ثقافاتهم و بإختلاف طوائفهم وقومياتهم. وتحدثت الجنديل عن دور الازياء ،في المسرح والدراما العراقية خصوصا الازياء التراثية والتاريخية ، مؤكدة ان(نجاح اي عمل تاريخي في المسرح او الدراما وحتى السينما، هو الازياء التاريخية). مبينة ان (اثر الحضارات يبقى ولايزول فهو البصمة المميزة التي من خلالها نستطيع ان نستدل على عظمتها ومواقعها القديمة ومبانيها الأثرية وقطعها الثمينة النادرة وأساطيرها وحكاياتها الشعبية وأناشيدها وأمثالها وفنونها ومعتقداتها وطقوسها في الأعياد والمناسبات).

وتوقف يوحنا،عند (الازياء البابلية والاشورية،واهميتها التاريخية للحفاظ على العادات والتقاليد خصوصا المجتمع الموصلي،الذي هو نتاج هذه الازياء،والحفاظ عليها مهم جدا).موضحا ان (لكل بلد حضارة لها جذورها العريقة وان تاريخ الازياء العراقية العريق هو امتداد وحلقات وصل مرتبطة منذ اقدم العصور لذا من الضروري إحياء التراث الشعبي والحفاظ على خصائصه الفنية وإظهار أصالته، شرط من شروط تخليد الحضارة العريقة، وهو مظهر لثقافة الشعب عبر التاريخ، كما بين شرحاً تفصلياً للازياء التي زيّنت خشبة المسرح لمختلف الطوائف والقوميات العراقية كالأزياء (الكردية ،الاثورية، الصابئة المندائية والأيزيدية وغيرها).

ثقافات مختلفة

واكد رئيس ديوان اوقاف الديانات المسيحية والايزيدية والصابئة المندائية رامي جوزيف،  في كلمته ان التنوع داخل مجتمعنا يساهم في اثراء الفنون والادب والموسيقى ويتيح فرص الحوار والتفاهم بين الثقافات المختلفة، مضيفاً ان هذه الاختلافات تعبتر مصدر الهام وابداع فني عظيم يساعد في تعزيز الهوية الثقافية.

كما تمّ خلال الأصبوحة عرض عدد من القطع من الأزياء التراثية على مسرح القاعة، ليقدّم الساتي شرحاً مُفصّلاً عن تأريخها وأصولها ودلالاتها، وخصوصية كل منطقة، والتي تظهر واضحة في الأزياء الشعبية لسكّانها.

وفي ختام الاصبوحة قدّم البدراني الشهادات التقديرية للمشاركين، والهدايا التذكارية لضيوف الدار، ليقوموا بعدها بجولة اطّلعوا فيها على متحف الدار العراقية للأزياء وتقديم شرح عن موجوداته. وقالت لـ(الزمان)الصحفية رفاه المعموري من اعلام الدار (ضمن فعاليات هذه الصبوحة عقدت حورات عن ازياء المكونات، وعلى هامش الاصبوحة هناك معرض للازياء ضم نماذج للمكونات العراقية،،ومشغولات يدوية). وعن المشغولات اليدوية  والازياء الفلكلورية في الدار ثحدث لـ(الزمان)ستيفان احد العاملين في الدار قائلا(نعرض الازياء الفلكلورية والشعبية ،ولدينا مقتنيات تاريخية تنتقل من جيل إلى جيل،وهناك مقتنيات عمرها 100 عام ).