الحقوق الثلاثة
حسين الصدر
-1-
روي انّ سلمان قال لأبي الدرداء ( إنّ لربك عليك حقاً ، ولنفسك عليك حقّاً ، ولأهلك عليك حقّاً ، فاعط كًلَّ ذي حَقٍّ حَقَّه )
فأتى النبيّ (ص) فذكر ذلك له فقال له النبي (ص) :
« صدق سلمان «
-2-
مَنْ منّا أدّى ما عليه من الحقوق؟
هل شكرنا الله على ما أولانا به من النعم؟
أم استعنا بنعمه على معاصيه ؟
-3 –
إنّ الاحكام الشرعية تدور مدار المصالح والمفاسد الفردية والاجتماعية .
بمعنى ان الله سبحانه لا يحرّم شيئا الاّ اذا كان منطويا على مفسدة ولا يوجب شيئا الاّ اذا كان ينطوي على مصلحة شخصية او اجتماعية .
والعبادات ما هي الاّ وسائل لتهذيب النفس البشرية والاّ فان الله سبحانه وتعالى لا تنفعه طاعة المطيعين ولا تضره معصية العاصين .
والسؤال الآن :
كم هي نسبة المصلين في المجتمع ؟
انها للأسف ليست النسبة الغالبة مع أنَّ الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر.
ويحز في النفس أنَّ الكثير من المصلين لا يتورعون عن الغش والكذب وبالتالي فصلاتهم ليست الاّ لقلقة لسان ..
ألا ترون معي اننا بحاجة الى مراجعة أنفسنا ومواقفنا فان الله تعالى لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم .
-4-
انّ من حق أنْفُسنا علينا أنْ نَصُونها من اتباع الهوى فهل فعلنا ذلك ؟
وانّ من حقها علينا أنْ لا نزجها في المتاهات والصراعات فهل فعلنا ذلك؟
-5-
وأما حقوق الأهل فهي مُضَيَّعة عند الأعم الاغلب من الناس، ذلك انّهم يولون اصدقاءهم الرعاية والعناية ولكنهم يبخلون على زوجاتهم بكلمة واحدة تشعر بالحب والحنان ..!!
وانهم يقضون أطيب الأوقات خارج البيوت وليس مع أهلهم وبالتالي فانّ هناك الكثير من اليبس في العلاقة العائلية وهذا يعني التضييع والاجحاف .
-6-
انّ الواجب هو أداء الحقوق جميعا حق الله وحق النفس وحق الاهل، وهكذا نكون امام لزوم أعداد منهج أعمال يوميّ يأخذ بنظر الاعتبار الوفاء بتلك الحقوق .
وهنا يكمن الدرس .