الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
(قيمة وتمن) في حي المنصور

بواسطة azzaman

فم مفتوح .. فم مغلق

(قيمة وتمن) في حي المنصور

زيد الحلي

 

لم اتوقع ان تجمعنا لتناول (القيمة والتمن) في بيت صديق أثير، سيتحول الى مادة لعمود اليوم، ففي مساء يوم الاربعاء المنصرم، تم لم شمل عدد من الزملاء، امام مائدة طعام  سخية، كانت (القيمة والتمن) سيدتها، ثوابا لابي عبد الله سيد الشهداء، الحسين (ع).. واعقب المائدة السخية، الملآى بذكر مناقب الامام الشهيد، نقاشات مهمة حول ثورة الحسين (ع) واهل بيته وصحبه الكرام التي، غدت رمزاً ينطلق منه كل من أراد الحياة العزيزة والدفاع عن المستضعفين، واصبحت المثل الأعلى لكل ثائر ينشد الحرية ويطلب الحق، فالإمام الحسين (عليه السلام) هو الشخصية المتفردة بحب الناس دون أن يدفع إليهم مالاً أو يغريهم بسلطان، وهو القبلة  الاثيرة للإنسانية، حيث عانقت نفسه الطاهرة، نفوس المضطهدين، فالتحمت في وحدة متكاملة..

بعد الضيافة الرائعة، ودعنا مضيفنا العزيز د. علاء المحمداوي، شاكرين حسن الاستقبال والكرم في دارته الجميلة الواقعة، في اهم احياء بغداد، في منطقة (المنصور) الشهيرة، والتي تعتبر قلب العاصمة بغداد، في الرقي والبهاء... كانت لنا جولة في الشوارع الداخلية في (المنصور).. فكانت المفاجأة.. حيث خلت هذه المنطقة (الراقية) من كل مرافق الرقي، فالمطبات وجدناها في معظم  الشوارع التي مررنا بها، والارصفة معدومة تماما، و(منهولات) المياه الثقيلة متكسرة، اما الاضاءة فهي ضامرة..

كثيرا ما يولي الجميع اهتماما أكبر للاسم الشهير، أكثر من الجمال الداخلي، وانني هنا، اسأل: من يفوز آخرا؟ اكيد إن النجاح الأكبر يكون للمضمون والمحتوى، فالاسم مجرد غطاء..

إن حياً مثل (المنصور)  لا يملك  مضمونا  وبنى تحتية لائقة، لا يعدو إلا وجها بائسا، فجمال الجوهر ترجمة لجمال المظهر؛ إذا كان داخلك جميلا سيشع مظهرك أيضا، فينبعث النور الداخلي إلى الخارج.. ستغلب روحك وجمالك الباطني.. وهذا غير متوفر في هذه المنطقة التي يحسد سكانها غالبية المجتمع.. انها مدينة جميلة في شوارعها الرئيسة  فقط،  المترعة بالمطاعم والمولات ومعارض الزهور، وألوان الانارة.. الخ، اما ازقتها الداخلية، فبائسة.. بائسة.

عتبي شديد على دائرة بلدية المنصور.. ان الرقعة الجغرافية التي تقع تحت اشرافكم، هي عروس المناطق، لكنها تشكو الاهمال، وتئن من ألم التخلف.. شخصياً اعرفُ إن الإشكالية التي يطرحها مفهوم التخلف التي تعيشها الازقة الخلفية لمنطقة (المنصور)، هي إشكالية مزدوجة، لعل اهمها ابتعاد ابرز وجوهها عنها، لكن واقع اسمها، وجذور وجودها، يعني للبغادة  وللعراقيين جميعا نسمة هواء عليلة..

ربما اعود لأزقة (المنصور) قريبا، حاملاً كامرتي، التي ستكون بديلا لحروفي..

 

Z_alhilly@yahoo.com

 


مشاهدات 30
الكاتب زيد الحلي
أضيف 2024/07/20 - 3:21 PM
آخر تحديث 2024/07/21 - 12:59 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 32 الشهر 8824 الكلي 9370896
الوقت الآن
الأحد 2024/7/21 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير