القيادة والأمن والمجتمع
سعد جهاد عجاج
ان التحول الكبير في العلاقة ما بين رجال الامن والمواطن هو الذي دعاني لكتابة هذه السطور، ففي سنوات ماضية شهدت العلاقة توترا كبيرا ادت الى نفور المواطن من قوات الامن سواء كانت من الجيش ام من الشرطة خصوصا اذا ما كان هناك احتكاك مباشر بين الطرفين فان التنور سرعان ما يفور.
نسمع دائما ان الوحدة بآمرها وانه اذا صلح الراس صلح الجسد كله وهذا المثل يمكن ان يقاس في واقعنا على صلاح الحال واستقرار الامور واطمئنان النفوس لبعضها في عموم المجتمع وتجانس المواطن مع رجل الامن. يتجسد ذلك حرفيا في قاطع الفرقة 17 في الجيش العراقي جنوب بغداد حيث التعاون على اوجه والانسجام والثقة المتبادلة تطغى على علاقة قوات الجيش مع العشائر من ابناء تلك المناطق.
شعرت بالسرور حين رأيت السيد قائد الفرقة 17 في الجيش العراقي اللواء الركن حسين منديل جارح المالكي يشارك ابناء تلك المناطق مناسباتهم وافراحهم واحزانهم ولا يتوانى في تقديم كل اشكال الدعم المعنوي لأبناء تلك المناطق محاولا تذليل العقبات وتبسيط الاجراءات حتى نال القبول والرضى من الناس، ونحسب ذلك انعكاس لرضى الله سبحانه وتعالى وهو مكسب عظيم لا يناله الا ذو حظ عظيم. على هامش المشاركة في احدى المناسبات في منطقة اللطيفية وفي حديث اخوي مع السيد قائد الفرقة وجدت فيه الشخصية العسكرية الفذة والانسانية الطيبة حيث تحدث عن عظم المسؤوليات وثقل الامانة والتزامه المهني تجاه تلك المناطق كونه ابن عشائر ولد من رحم المعاناة في مجتمع عشائري تربطه الاخوة والتصاهر، وان الاستقرار ما كان ليكون لولا تظافر الجهود وتعاون الجميع وما الجيش الا جزء من الشعب وهو لكل الشعب والواجب يحتم علينا حماية الارض ومن عليها دون افراط او تفريط.