هل الكهرباء أزمة فنية أم أزمة سياسية؟

علاء ال عواد العزاوي

في كل عام  يأتي فصل الصيف علينا تبرز إلى السطح مشكلة الكهرباء منذ أكثر من عقدين ونيف ..

ورب سائل يقول الم تكن الكهرباء (الوطنية ) في زمن النظام السابق

(جيدة ) والقطع كان ثلاث ساعات في الصباح وثلاث أخرى في المساء..

واقول نعم ..

ولكن هنا المشكلة نفسها في الشوارع والجسور  والتبليط والمستشفيات والماء الصافي ( من حنفية  الصنبور مباشر )

وازمة السكن  ومركز العاصمة وتفرق الدوائر الحكومية بدلا من تمركزها في مكان واحد حتى تسهل مراجعات المواطن . 

المشكلة هي  نفسها  وتتلخص في

(لاوجود للتخطيط).

أن حل مشكلة الكهرباء هي ليست في  كثرة محطات التوليد بل في إعادة بناء الشبكة الوطنية المتهالكة  والتي  كان من المفروض أن تكون لعدد معين من السكان ولاجهزة كهربائية محدودة مثل المروحة .مبردة الهواء.الثلاجة .التلفاز .

ولكي لاننسى  الأجواء الطيبة حيث كانت تفترش سطوح المنازل  في المساء  وقبلها تسقي الأرض قبل الليل ليكون المكان رطبا وطيبا .

وايضا لاننسى المساحات المزروعة في المدن العراقية ووفرة مياه دجلة والفرات حينها ..

مكيفات الهواء

اما الآن مع ازدياد عدد سكان العراق إلى أكثر من 40 مليون نسمة وترك العوائل العراقية المبيت في السطوح واستخدام مكيفات الهواء بكثرة في البيت الواحد  وتهالك الشبكة الوطنية وعدم وجود تخطيط جدي لحل المشكلة  بانشاء محطات الطاقة البديلة واعادة  بناء الشبكة الوطنية بما ذلك  وضع حدود للتجاوز عليها

والغاء  دور التحصيل النقدي وجعل الاستهلاك الدفع مقابل الخدمة

فليس من المعقول أن محولات نقل القدرة الكهرباء الموجودة في المناطق تسبب العشرات من الانفجارات والحرائق بسبب التجاوزات التي يستعملها المواطنين مضطرين  في ظل الانقطاعات المستمرة الكهرباء الوطنية بين خطوط الشبكة الداخلية المناطقية  والمسماة شعبيا ( الفيزات)..

وزارة الكهرباء تقول ان لديها توجه جاد نحو رفع طاقة التوليد المجهزة للبلاد من خلال محطات التوليد وانشاء محطات الطاقة النظيفة  واستيراد وشراء الكهرباء من الجيران ( واذا زعلوا علينا الجيران يقطعوها علينا حالهم كحال صاحب المولدة  - ارفع خطك )

طيب ياوزارة الكهرباء وماذا عن شبكات التوزيع ..

كأنما كلامكم يشبه   ايصال الماء من محطة النقل بواسطة أنبوب فيه عشرات الثقوب ..فلانعلم كم الذي سيصل إلى المواطن منه ..

هل المشكلة سياسيية إم فنية

نعم انها مشكلة سياسيية ( لأن هناك ايادي اجنبية ومحلية تستفاد من هذا الوضع لكي يبقى على ماهو عليه لكي يستمر ( نزيف المال في الجيوب)

ونعم انها مشكلة فنية كبيرة

في تهالك الشبكة الوطنية والاستغراب لما يحصل من عدم إعادة بناؤها بالرغم من مرور أكثر من 50 عاما على بناؤها.

أين الاموال التي صرفت على وزارة الكهرباء منذ عام 2003 ولحد الان

فليخرج موظف فني يقنع المختصين الحقيقين في عمل الكهرباء .

الرئيس السيسي سلم مشكلة الكهرباء إلى العسكر  في مصر وحتى استخدموا الطاقة النظيفة

وانظروا كيف صارت مصر ذات ال100 مليون نسمة .

ياوزارة الكهرباء اذا كنتم جادين  في حل مشكلة الكهرباء (العويصة)

فقوموا باعادة بناء الشبكة الوطنية ومحطات التوزيع وعندها ..

المواطن سيقوم بالدعاء لكم وليس  بالدعاء عليكم .