خبراء لـ (الزمان): ضعف المنظومة الأخلاقية والمجتمعية وراء إنفصال الأزواج
أكثر من 6 آلاف حالة طلاق خلال آيار الماضي
بغداد - ابتهال العربي
أكد الخبير القانوني صفاء اللامي، ان ارتفاع نسب حالات الطلاق، تعد مؤشراً لوجود مشكلة إجتماعية. وأوضح لـ (الزمان) امس ان (المجتمع يعاني من خلل في البنية المجتمعية )، مبيناً أن (ظاهرة تزايد الطلاقات تقف خلفها عوامل كثيرة تظافرت وأثرت بصورة كبيرة لتنتج مجتمعاً منهاراً ضمن المنظومة الأخلاقية والإجتماعية)، ولفت الى أن (أهم العوامل التي رفعت وتيرة الظاهرة هي فقدان المجتمع لمنظومته القيمية التي تندرج بجوانب عديدة، كالإنفتاح بمواقع التواصل الإجتماعي وفقدان الصلة فيما بين الأسرة، ووجود فجوة بين أولياء الأمور والأبناء)، مؤكداً انه (الجانب الإقتصادي يعد عاملاً أساسياً في إستفحال هذه المشكلة، بما يخص عدم توفير فرص عمل للشباب، او مصدر عيش جيد، ليتكيفون مع الحياة اليومية، مما يؤدي إلى عامل نفسي مهم أيضاً يؤثر على حدوث الطلاق أو عدم إقبال الشباب إلى الزواج)، ودعا اللامي الى (تفعيل الدور الإعلامي والديني في توعية المجتمع بإتجاه إعادة الثقة بين الأسرة الواحدة وخلق التكيف وتصحيح المنظومة الإخلاقية وفق مبادئ رصينة نشأ عليها المجتمع ).
ورجّحت الخبيرة القانونية، أسراء الخفاجي، تزايد أعداد الطلاق بالفترة الأخيرة بصورة ملحوظة، بحسب اخر احصائية لمجلس القضاء الأعلى، الى العامل الإقتصادي والإجتماعي والنفسي. وذكرت لـ (الزمان) امس ان (تزويج القاصرات و الأبناء في وقت مبكر خارج المحكمة يؤدي إلى حدوث التفريق بين الزوجين، وتفاقم هذه الظاهرة)، مبينة ان (الطلاق صار الحل الأسهل والأقرب بالنسبة للكثيرين)، واضافت الخفاجي ان (حالات التفريق غالبيتها تحدث خارج المحكمة أو مخالعة أو تفريق مُستحق، وذلك لعدم وصول الطرفين إلى إتفاق يمكن إستمرار الحياة الزوجية بموجبه)، مشيرة الى ان (الإنحلال الذي يشهده المجتمع، والتفكك الأسري، وعدم تحمل المسؤولية في بناء الأسرة، وفقدان جدية العلاقات الزوجية دون نظرة مستقبلية عميقة للحفاظ على البيت الذي يجمع الزوجين، تعد ابرز أسباب حدوث الطلاق، الى جانب وجود مشكلات مجتمعية ونفسية تعد اساساً في حدوث الطلاقات، والتي تتزايد يوماً بعد يوم كنتيجة حتمية لتلك الأسباب). الى ذلك، وصف رئيس المركز الاستراتيجي لحقوق الانسان في العراق، فاضل الغراوي، نسبة الطلاق بالخيفة، خلال السنوات الثلاث الأخيرة. وقال بيان امس ان (البلدان العربية سجلت ارقاماً كبيرة في عدد الطلاقات، وكان المركز الأول من نصيب الكويت بنسبة 48 بالمئة، حسب إحصاء نشرته وزارة العدل الكويتية، وفي المركز الثاني كانت مصر بنسبة 40 بالمئة، وتليها في الثالث والرابع الأردن وقطر، فقد ارتفعت بهما نسب الطلاق الى 37.2 بالمئة و 37 بالمئة)، وتابع ان (كلاً من لبنان والإمارات قد تساوت في نسبة الطلاق، فقد بلغت 34 بالمئة، وتلتهما كل من السودان بنسبة 30 بالمئة و العراق 22.7 بالمئة حسب احصائيات مجلس القضاء، ثم السعودية 21.5 بالمئة)، ودعا الغراوي، الحكومة والبرلمان الى (اتخاذ إجراءات عاجلة، للحد من ارتفاع حالات الطلاق في العراق). على صعيد متصل، أوضح المحامي الاستشاري، في كردستان، أردلان أحمد، أن هناك عدة أسباب لارتفاع حالات الطلاق في الإقليم. وذكر في تصريح تابعته (الزمان) امس ان (الطلاق لايؤثر على الأزواج فقط، بل يتعدى الى إيقاع الضرر النفسي والاجتماعي بالأطفال)، مبيناً ان (الاستخدام السيء لمنصات التواصل الاجتماعي، والأجهزة المحمولة، أحد أهم أسباب الطلاق). وسجل مجلس القضاء الاعلى، أكثر من 6700 حالة طلاق، بإستثناء إقليم كردستان، خلال ايار الماضي. وذكرت إحصائية عقود الزواج والطلاق لشهر أيار، انه (تصدرت محكمة استئناف الرصافة حالات الطلاق بواقع 1127 حالة ، تلتها محكمة استئناف الكرخ بواقع 1083 حالة، ثم جاءت محكمة استئناف نينوى بواقع 818 حالة طلاق).