الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
توتر شديد في كاليدونيا الجديدة مع حرائق ومواجهات

بواسطة azzaman

الرئيس الفرنسي السابق هولاند يعلن نهاية الماكرونية السياسية

توتر شديد في كاليدونيا الجديدة مع حرائق ومواجهات

 

باريس - سعد المسعودي

شهد أرخبيل كاليدونيا الجديدة الفرنسي في جنوب المحيط الهادئ أعمال عنف ليل الأحد الاثنين بعد إدخال ناشطين من المنادين بالاستقلال السجن في البر الرئيسي.وقالت المفوضية السامية ممثلة الدولة الفرنسية في كاليدونيا الجديدة "شهدت الليلة الماضية اضطرابات على كامل الجزيرة الرئيسية وجزيرة دي بان وماريه ما استدعى تدخل الكثير من التعزيزات وتعرض القوى الأمنية لهجمات مع حرائق متعمدة وحواجز".وأتت عودة التوتر بعدما نقل ليل السبت الأحد عدد من الشخصيات المنادية باستقلال كاليدونيا الجديدة ومن بينهم كريستيان تين المسؤول عن تنسيق الاضطرابات الأخيرة في المنطقة، إلى البر الرئيسي لإدخالهم السجن.في دومبيا شمال نوميا كبرى مدن كاليدونيا الجديدة، اندلعت النيران في مقر الشرطة البلدية وفي مرآب سيارات.

تدخل آليات

وقد تدخلت أربع آليات مدرعة على ما أفاد أحد صحافيي وكالة فرانس برس.وسجلت المواجهات قرب مرآب حيث اندلعت النيران بسيارات. وألقى أربعة ناشطين ملثمين تحصنوا وراء حواجز، مقذوفات باتجاه القوة الأمنية حسب أحد مراسلي وكالة فرانس برس.وقرب متجر للأدوات الرياضية دمر بالكامل في المنطقة نفسها، وقف منادون بالاستقلال أمام عناصر القوى الأمنية الاثنين وصرخ أحدهم "افرجوا عن سجنائنا!".ودارت مواجهات بين القوى الأمنية ومطالبين بالاستقلال في بوراي الواقعة على بعد أقل من 200 كيلومتر شمال نوميا أدت إلى إصابة شخص بجروح على ما علمت وكالة فرانس برس. ولم يصب الجريح بالرصاص وهو ليس عنصرا أمنيا على ما أوضحت المفوضية السامية.والاثنين في حي فالي دو تير نجحت وحدة من الشرطة في إخراج مثيري شغب من حاجز اندلعت فيه النيران على إحدى المستديرات على ما أفاد شرطي وكالة فرانس برس.

وأوضح المصدر نفسه أن أحد الرجال كان يرفع علم الكاناك، سكان البلاد الأصليين، إلى حين تدخل الشرطة التي أزالت الحاجز للمرة الثانية الاثنين.وأشارت المفوضية السامية إلى "السيطرة على حرائق عدة" ولا سيما في دوكوس وحي ماجينتا فضلا عن إضرام النار في "مقار وسيارات تابعة للشرطة البلدية وسيارات خاصة".وكانت حركة السير على الطريق المؤدي إلى المطار متوقفة عصر الاثنين بالتوقيت المحلي بسبب عملية إزالة الركام التي تجريها القوى الأمنية على ما أفاد مراسلو وكالة فرناس برس.

وقد تم مجددا تفعيل الجسر الجوي القائم بين مطار ماجينتا الواقع في نوميا ومطار لاتونتوتا الدولي الذي كان رفع كليا الاثنين، للمسافرين الوافدين او المغادرين على ما أعلنت غرفة التجارة والصناعة التي تشرف على العملية.وصباح الاثنين، كانت الكثير من المدارس مقفلة بسبب تجدد أعمال العنف فيما كان الطريق المؤدي إلى المستشفى الرئيسي مقطوعا بالاتجاهين.ويعاني الأرخبيل الواقع في جنوب المحيط الهادئ اضطرابات عنيفة منذ الثالث عشر من أيار/مايو جراء احتجاجات على مشروع قانون يوسع حق التصويت في الانتخابات. وأدت هذه الاضطرابات إلى سقوط تسعة قتلى بينهم دركيان، وإلى أضرار هائلة قدرت بأكثر من مليار يورو.وعلق الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في منتصف حزيران/يونيو مشروع القانون الذي أشعل الوضع وأغضب المعسكر المنادي بالاستقلال. وينص مشروع القانون على تعديل دستوري يغير المعايير في الانتخابات المحلية الكاليدونية الأمر الذي يؤدي بحسب معارضيه، إلى تهميش صوت شعب الكاناك الأصلي.

وتتواصل التحالفات الحزبية والتصدعات السياسية بفرنسا قبل أسبوعين من الانتخابات التشريعية المبكرة التي دعا إليها الرئيس إيمانويل ماكرون عقب فوز اليمين المتطرف في الانتخابات الأوروبية. وإن وحد اليسار صفوفه تحت لواء "الجبهة الشعبية الجديدة"، إلا أنه يشهد تصدعات مع استبعاد حزب فرنسا الأبية ترشيح معارضين لزعيمه ميلنشون , اللافت في هذه التحالفات التي بدأت تستقطب اسماء سياسية معروفة حيث انضم  الرئيس الفرنسي  الاشتراكي السابق فرنسوا

هولاند، المرشح للانتخـــــــــــابات التشريعية ضمن ائتلاف الجبهة الشعبية الجديدة اليساري، وقد أعلن  في بداية حملته الانتخابية  في منطقة كوريز الواقعة في وسط-غرب فرنسا والتي سبق أن انتخب نائبا عنها، إن "الماكرونية انتهت"، مضيفا "ما تمكّن (ماكرون) من تجسيده في مرحلة معينة انتهى  وأكد هولاند (69 عاما) أنه لا يسعى إلى أي انتقام، معلنا أنه لا يكن "عداء خاصا" لماكرون، مستشاره السابق في قصر الإليزيه الذي تولى حقيبة الاقتصاد بين العامين 2014 و2016 وقال الرئيس السابق "ليس لدي أي حسابات لتسويتها. بتاتا كل ذلك انتهى , وكان ماكرون خرج من الحكومة في العام 2016 وتمكّن من الفوز بالرئاسة في العام التالي في استحقاق واجه فيه مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبن مستفيدا من "اختلال" النظام السياسي، وعاقدا العزم على تحقيق اختراق على مستوى التباعد التقليدي بين اليمين واليسار، غير مدعوم من أي حزب منظّم.و قد استغل ماكرون  تراجع شعبية فرانسوا هولاند والذي  قرّر حينها  هولاند عدم خوض الاستحقاق الرئاسي سعيا لولاية ثانية، وقام بجمع اصوات من اليمين واليسار  وخرج بخلطة الوسط  قادته بالفوز وكان عمره لم يتجاوز  حينها 39 عاما بالرئاسة , بعد  أن يأس الشارع الفرنسي من  القطبين السياسيين اليمين واليسار وجد ظالته في هذه الخلطة العجيبة حزب الوسط والذي تغير في مابعد  الى حزب النهضة.

وشرح هولاند أنه قرّر خوض الانتخابات التشريعية بعدما أعلن ماكرون حل الجمعية الوطنية عقب فوز التجمّع الوطني (يمين متطرّف) بالانتخابات الأوروبية.

انعدام استقرار

وقال الرئيس السابق "ماذا علي أن أفعل في ظرف يمكن أن يصل فيه اليمين المتطرف إلى السلطة غدا، أو أن يكون على وشك الوصول إلى السلطة إذا صدقت التقديرات، ومع وجود خطر آخر يكمن في انعدام الاستقرار، أي ألا تفضي الانتخابات إلى أي غالبية؟".

يحتل هولاند حاليا المرتبة الرابعة ضمن قائمة الشخصيات السياسية المفضّلة لدى الفرنسيين، وينفي وجود أي "طموح" آخر لديه في ترشّحه مجددا للنيابة,ويوضح "لقد كنت بالفعل رئيسا، لماذا أصبح نائبا مرة أخرى؟ لا توجد انتخابات رئاسية. ما الفائدة؟"، لافتا إلى أنه لو كانت لديه غايات أخرى أو تصوّر للعام 2027 لكان فضّل أن تحل الفوضى "لكي أكون في ما بعد الملاذ مع ذلك، يعتقد هولاند أنه لن يكون "نائبا كالآخرين"، ويوضح "مهما كانت نتيجة الانتخابات، وبالنظر إلى المنصب الذي كنت أشغله، وبالنظر أيضا إلى ما لدي من خبرة، سأكون نائبا يقظا وملتزما لإيجاد الحلول اللازمة ومعالجة المشاكل الاقتصادية والاجتماعية لفرنسا وهي كثيرة.

ماكرون يهاجم أقصى اليمين واليسار ويدعو للتصويت ضدهما

من جهته هاجم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون  الجمعة  من باحة قصر الإليزيه اليمين المتطرف واليسار قبل أيام من الدورة الأولى من انتخابات تشريعية مبكرة يتصدر فيها أقصى اليمين استطلاعات الراي  الأصوات. ودافع ماكرون مرة جديدة عن قراره حل الجمعية الوطنية وقال إنه كلفني غاليا قبل أن يدعو إلى عدم الخوف كثيرا من تبعاته, وقال ماكرون أمام جمهور تجمع في باحة الشرف في قصر الاليزية بمناسبة حفل موسيقي  أقيم بمناسبة عيد الموسيقى

السنوي في 21 حزيران/يونيو،  في التاسع من حزيران/يونيو الماضي، اتخذت قرارا جسيما للغاية... يمكنني أن أقول لكم إنه كلفني غاليا  مضيفا لا ينبغي أن نخاف كثيراومن المتوقع بحسب استطلاع للرأي أجراه معهد أودوكسا لحساب مجلة "لو نوفيل أوبس" ونشرت نتائجه الجمعة، أن يفوز التجمع الوطني  المتحالف مع رئيس حزب الجمهوريين إريك سيوتي بما بين 250 و300 مقعد في الجمعية الوطنية المقبلة، ما سيمنحه غالبية قد تصل في حدها الأقصى إلى الغالبية المطلقة المحددة بـ289 مقعدا وذكّر ماكرون بنتيجة اليمين المتطرف في الانتخابات الأوروبية والتي كانت خلف قراره، مع فوز التجمع الوطني وحزب "روكونكيت" (استرداد) معا بـ40بالمئة  من الأصوات، كما أشار إلى اليسار الراديكالي في صفوف الجبهة الشعبية الجديدة وقال "ثمة تطرف لا يمكن السماح بمروره" مؤكدا أنه "يجب تحمل المسؤولية الآن"، مثيرا تصفيق الحضور.

احتمالات التعايش

ومن الاحتمالات المطروحة لما بعد الانتخابات التشريعية، تعايش مع حكومة من التجمع الوطني بزعامة مارين لوبان أو مع حكومة ائتلافية تجمع قوى أخرى حول الكتلة الرئاسية.

وتابع ماكرون "ليس هناك أي عنصرية تبرر معاداة السامية! وليس هناك أي معاداة للسامية يمكن تبريرها بأي شيء كان". وأثار الاغتصاب الجماعي لفتاة يهودية تبلغ 12 عاما الأسبوع الماضي في إحدى ضواحي باريس صدمة كبيرة في فرنسا، وقد هددها المعتديان بالقتل ونعتها أحدهما بـ"يهودية قذرة".

واعتبرت لوبان الجمعة أنه لن يبقى أمام ماكرون سوى "الاستقالة للخروج ربما من أزمة سياسية" أثارها قراره، مشددة على أن "هذا استنتاج، ليس طلبا". وأكد ماكرون الأسبوع الماضي أنه لا يعتزم الاستقالة أيا كانت نتيجة الانتخابات التشريعية التي تجرى على دورتين في 30 حزيران/يونيو و7 تموز/يوليو


مشاهدات 118
أضيف 2024/06/24 - 5:38 PM
آخر تحديث 2024/06/29 - 7:46 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 269 الشهر 10937 الكلي 9361474
الوقت الآن
السبت 2024/6/29 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير