إيضاحات عن عمل (واع) في السودان

مليح صالح شكر

توضيحاً لما أورده عكاب  سالم الطاهر في مقالته عن الراحل صلاح عمر العلي في عدد (الزمان) ليوم الأحد 23 حزيران 2024 أؤكد على ما يلي مما يكون قد فات عليه بما يتعلق بوكالة الانباء العراقية:

ذكر السيد الطاهر ان طارق العاني كان يعمل  مديراً لمكتب  وكالة الانباء العراقية في السودان ، ومعذرة إذا قلت  ان واع وطيلة حياتها لم تشهد أي موظف لديها بأسم طارق العاني.

وفي حادثة الانقلاب ضد جعفر النميري في السودان كان محسن خضير مراسلاً لواع في الخرطوم والمصدر  الوحيد للأخبار مستخدما أجهزة الهاتف  اللاسلكي الموجودة في غرفة لواع داخل السفارة العراقية لتزويد مركز واع ببغداد بالتطورات في وقت كانت سلطات الانقلاب قد قطعت جميع الاتصالات مع الخارج.

أظن ان السيد الطاهر يقصد بالعاني طارق ، الدبلوماسي الذي كان قائما بأعمال السفارة العراقية  في الخرطوم ، وهو زوج شقيقة كريم شنتاف القيادي البعثي المعروف وقد التقيت به عام 1979-1980 عندما  كان يشغل منصب الشخص الثاني بعد السفير في الجزائر وكنتُ آنذاك مراسلاً لواع .

طارق محمد يحيى العاني عمل بدرجة مستشار في سفارات العراق في عدة عواصم منها الخرطوم والجزائر ويرفان  واسلام اباد وبروكسل وغيرها  ، ولم يترقى الى درجة أعلى  لأنه كما قيل لم يلتحق بدورات الترقية في وزارة الخارجية وبقي بنفس الدرجة .

وبعد الاحتلال توظف أبنه  زيد في وزارة الخارجية وهو مستمر  حالياً في الخدمة الدبلوماسية ،بينما يعيش والده  طارق ومنذ الاحتلال عام 2003 في سوريا  وما يزال فيها حتى اليوم.

عقد الثمانينات

وأنتقل محسن خضير من واع للعمل في مجلة ألف باء سكرتيراً للتحرير خلال فترة تولي كامل الشرقي رئاسة تحريرها أوائل عقد الثمانينات من القرن الماضي  وبقي فيها حتى الاحتلال حينما حاول إعادة إصدار المجلة بجهود شخصية لكنه تعرض للإغتيال  الآثم في الثالث عشر من شهر آذار عام 2006 أمام داره في حي الصحفيين بمنطقة السيدية ببغداد.  قامت واع بشراء ونصب  أجهزة هاتف لاسلكي في مركزها ببغداد ومثيلها في بعض العواصم العربية، وهي الأجهزة التي حققت بها واع أكثر من سبق صحفي، وأولها أحداث السودان بمحاولة إنقلاب هاشم عطا على الرئيس جعفر نميري، وكان مراسلها في الخرطوم حينها، محسن خضير الذي أبدع في تغطية الاحداث السودانية، وحقق لواع سمعة دولية حيث كانت واع المصدر الوحيد الذي يعرف العالم منه ما يجري في السودان.

ولتأمين هذه الاجهزة، واستخدامها بشكل فني ، فقد نصبتها واع في احدى غرف السفارة العراقية في العاصمة التي لدى واع مراسل فيها، وبقيت تعمل لعدة سنوات.

وقع الإنقلاب ضد الرئيس السوداني جعفر نميري بعد ظهر يوم الاثنين 19 تموز 1971، ولكن النميري وأعوانه أحبطوا  الانقلاب بعد أربعة أيام ، وحاكم الانقلابيين محاكمة عسكرية وحكمت بالاعلام على كلا من:

عبد الخالق محجوب ،سكرتير الحزب الشيوعي

هاشم العطا

فاروق حمد الله

الشفيع احمد الشيخ ، عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي  السوداني.

وكانت واع في حينه المصدر الوحيد لنقل أحداث السودان إلى الرأي العام العربي والخارجي بفضل أجهزة الهاتف اللاسلكي .