الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
الرؤية .. الآن

بواسطة azzaman

الرؤية .. الآن

ضرغام الدباغ

 

المتتبع لتطور المواقف السياسية، يلاحظ ظاهرة مهمة، هي أن الرأي العام العربي حالياً وربما قبل عقد أن أثنين، بدأ يتغير ويطرح الموقف في الصراع العربي / الإسرائيلي بطريقة تنم عن نضج أكبر واستيعاب شبه تلقائي للتطورات على الساحة الدولية..! أما الرأي العام الأوربي والعالمي، فيشهد الآن أكثر من ذي قبل، تحولاً جماهيرياً واسع النطاق، مضاداً للدعاية الصهيونية.

السبب الأول : هو أن التحول في الموقف أبتدأ داخل فلسطين المحتلة يتطور ويطرح نفسه بصورة واضحة للفكر والعيان، اليهود بدأوا يكتشفون أن حلم الوطن، هو أكذوبة، فما تم هو تأسيس قاعدة للإمبريالية الجديدة، من المجلس الصهيوني الأعلى، الذي أكتشف الواقعية ان يكونوا ذيل للإمبريالية العالمية، لكي يؤسسوا لهم كياناً يضع نفسه من الألف إلى الياء في خدمة الأغراض التوسعية للرأسمالية العالمية وأدواتها السياسية، بقيادة الولايات المتحدة، وبدعم من الدولتان الاستعماريتان: بريطانيا وفرنسا، لضمان وجود سياسي / عسكري / اقتصادي دائم في المشرق العربي. وإقامة شعب على أساس الدين، للمرة الأولى في تاريخ العالم، وأن يكون لهذا الشعب كيان سياسي، وهذا الكيان سيمارس على شعوب المنطقة برنامجاً استنزافياً، هولوكوستياً يفوق ما فعلته النازية بمراحل عديدة. وأن الرأسمالية العالمية بقيادة الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، اتخذت من إسرائيل ككيان، ومن اليهود  كجنود لحملة توسع استعمارية

مناهضة رؤية

وبدأت فئات كثيرة يهودية (منهم مفكرين وأساتذة ومثقفين) تناهض هذه الرؤية، وتطرح  هذا الموقف نفسه علناً وتمارس فعاليات سياسية معارضة لوجود الدولة الدينية أساساً، فاخترعوا مسألة غيبية « الشعب اليهودي « وفي ذلك هم ليسوا معارضة محلية لسياسات محددة. السبب الثاني أن اليمين اليهودي (الصهيونية) بدأ بطرح مواقفاً أكثر تطرفاً، حين يلتحم اليمين اليهودي(الصهيوني) مع اليمين الأمريكي، ومع اليمين بصفة عامة (لا أقصد الأحزاب اليمينية الجديدة في أوربا) . وتجد بريطانيا وفرنسا، أن مصالحها الاستعمارية لا تتحقق، إلا بوجود إسرائيل تحت قيادة صهيونية متطرفة التي تحارب أي توجه ديمقراطي بين أوساط اليهود، وأن أي كيان ديمقراطي في إسرائيل يعني خروجها عن الطريق الذي رسم لها ضمن استراتيجية شاملة للمنطقة. بحكومة ديمقراطية فعلاً، ترفض القيام بدور الحمار الذي يسحب العربة مقابل باقة برسيم،  وهذه السياسة الاستعمارية العنصرية، أثارت المجتمع الأوربي بغالبيته الساحقة، وخلق وعياً لدى الجماهير الأوربية، التي أدركت أن الأمر يفوق تأييد ودعم إسرائيل ككيان ديمقراطي شبه إمبريالي في الشرق الأوسط وأسباب إنسانية، وأن الجماهير الأوربية (خصوصاً في غرب أوربا) سقطت ضحية لهذا الخداع والتدليس. بل وأكثر من ذلك يقترب الأمر كثيرا من تحالف رأسماليو ألغرب / صهيوني، برؤى مشتركة للكثير من الأوضاع الدولية. العالم يتغير، والسنوات تدور ليس لصالح قوى اليمين، استمرار الهيمنة الإمبريالية وأشباهها مخالف لمنطق التاريخ، فهذه قوى سوداء تقتات على القمع والقتل والحروب والنهب، وأقامت أمجادها بعرق ودماء الشعوب.


مشاهدات 98
الكاتب ضرغام الدباغ
أضيف 2024/06/22 - 3:58 PM
آخر تحديث 2024/06/30 - 1:21 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 295 الشهر 11419 الكلي 9361956
الوقت الآن
الأحد 2024/6/30 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير